recent
أخبار ساخنة

الأديب. سليم عوض عيشان يكتب/الكاوتشوك

القائد العام لوحدة " الكاوتشوك " ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
=====================
آخر ما جادت به قريحة الكاتب ولم يسبق نشر النص من قبل .
تنويه :
أحداث وشخوص النص مستوحاة من الأعمال البطولية لـ " بطل الكاوتشوك "  الذي كان يحمل " إطارات الكاوتشوك " ويقوم بإشعالها ويشارك في فعاليات " مسيرة العودة وكسر الحصار " .... ولا فضل للكاتب على النص ... اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .
إهداء خاص :
إلى " القائد العام لوحدة " الكاوتشوك " .
إلى البطل " حامل إطارات الكاوتشوك " ..
إلى كل " رجال الكاوتشوك " .
إلى كل من حمل وأشعل " إطار كاوتشوك ".
وإلى كل قادة الميادين في " مسيرة العودة وكسر الحصار ".
وإلى كل من شارك ويشارك في " مسيرة العودة وكسر الحصار " عن غزة .
تقديم :
في ظل الأحداث الجارية .. والمشاركات الفاعلة للمشاركين في " المسيرة السلمية لمسيرة العودة وكسر الحصار عن غزة " .. تجلت ملكة الابتكارات الخلاقة لدي المشاركين .. فتشكلت وحدات عديدة ؛ كوحدة " الطائرات الورقية " .. وحدة " البالونات " .. " وحدة راجمات الحجارة والمقاليع " " وحدة قص السلك " .. " وحدة الاقتحام " .. وأيضًا " وحدة الكاوتشوك " . .. وكلها كانت وحدات فاعلة وقفت في وجه جنود العدو وقناصته .. وكالت لهم الضربات الموجعة والمؤلمة المتلاحقة .. وكلها في النهاية ابتكارات خلاقة ومؤثرة .. ابتكرها بعض المشاركين في المسيرة كسلاح فاعل ..
وما زالت الابتكارات تتوالى ..
وما زالت الوحدات المشاركة تتوالي وتقوم بأعباء المهام الملقاة على عاتقها ...
( الكاتب )
------------------------------

القائد العام لوحدة " الكاوتشوك " ؟؟!! .

... قد يكون اسمي " جهاد " .. " خالد " .. " " عز الدين " .. " صلاح الدين " ..  فقد يكون اسمي هذا أو ذاك أو قد يكون اسمًا آخر .. ففي النهاية أنا أحد المشاركين في فعاليات " مسيرة العودة وكسر الحصار " .. ومنذ بداية انطلاقتها منذ أسابيع عدة خلت .. وشهور مضت ..
الإصابات في صفوف المشاركين في " مسيرة العودة وكسر الحصار "  كانت في تزايد مستمر وعلى مدار الوقت  .. أرواح الشهداء كانت ترتقي إلى السماوات العلا على مدار الساعة ... الإصابات في صفوف المشاركين كانت مباشرة ؛ تطال الرؤوس والصدور والقلوب منهم .. وبإصابات قاتلة مباشرة يقوم بها جنود العدو  من " القناصة " المتمترسين في الخنادق والمخابئ وخلف السواتر الترابية الكثيفة .
السبب المباشر لتلك الإصابات القاتلة بين صفوف المشاركين كانت لأنهم كانوا " أهدافًا سهلة ومكشوفة " للقناصة وجنود العدو .
.. بالضرورة ؛ كان لا بد من إيجاد الحل المناسب للمعضلة ... وقد كان ..
الحل كان يكمن في القيام بعمل ستار كثيف يحجب المشاركين في المسيرة عن أعين جنود العدو وقناصته  ..
وكانت العقلية الفذة .. وروعة الابتكار قد تجلت وتفتقت  عن الحل الأمثل والكامن في " إطارات السيارات " القديمة المستعملة ؟؟!! .
.. وكان أن تشكلت " الوحدة الضاربة للكاوتشوك " ؛ والتي أنيط بأعضائها مهمة إحضار عشرات .. مئات .. آلاف " الإطارات " القديمة المستعملة .. التي تم جمعها من كل الأماكن .. وزجها في ميدان المواجهة كسلاح جديد فعال .
.. وبالفعل .. فقد كانت الحل الأمثل والأنموذج الملائم والمناسب اللازم لتكوين سحابة كثيفة من الدخان المنبعث من تلك " الإطارات " المشتعلة .. والتي عملت على الحد من الإصابات بين صفوف المشاركين في المسيرة ..
... قد يكون اسمي " جهاد " .. " خالد " .. " " عز الدين " .. " صلاح الدين " ..  فقد يكون اسمي هذا أو ذاك أو قد يكون اسمًا آخر .. ففي النهاية أنا أحد المشاركين في فعاليات " مسيرة العودة وكسر الحصار " .. ومنذ بداية انطلاقتها منذ أسابيع عدة خلت .. وشهور مضت ..
.. لقد قمت بالمشاركة الفاعلة بهمة ونشاط وجرأة .. بإدارة دفة " سلاح الكاوتشوك " وأبديت ضروباً من الشجاعة المنقطعة النظير .. والجرأة والإقدام .. بإشعال إطارات " الكاوتشوك " وفي أقرب نقاط التماس مع جنود العدو المتمرسين خلف الأسلاك الشائكة للحدود الوهمية .
لقد شكلت سحابة الدخان الكثيفة المنبعثة من إشعال " إطارات الكاوتشوك " ساتراً كثيفاً حجب المشاركين عن أنظار جنود وقناصة العدو .. فعملت على الحد وبشكل كبير من الإصابات القاتلة بين صفوف المشاركين في المسيرة .
ومما زاد من القوة التأثيرية لسحب الدخان الكثيفة تلك ؛ بأن الرياح القوية قد انضمت إلى صفوف المشاركين ووقفت إلى جانبهم في معركتهم العادلة ضد العدو المتغطرس .
فقد كان اتجاه الرياح القوي يدفع السحب الدخانية الكثيفة ناحية مواقع جنود العدو وقناصته فتشل حركتهم وتصيبهم بالعمي والاختناق فراحوا يفرون من المكان والاستعانة بـ " الكمامات " .
.. ثمة لقب أطلقه عليّ الجميع .. كما هو الأمر بالنسبة لأفراد " وحدة الكاوتشوك " ؛ فأسموني ( القائد العام لوحدة " الكاوتشوك " ) لما لمسه الجميع مني من تفاعل وشجاعة وجرأة منقطعة النظير .. فشعرت بأن هذا اللقب قد حملني مسؤولية جديدة إضافة ألي المسؤوليات الجسام التي كنت أقوم بأعبائها من قبل .
.. إنه ولدي ... ذلك الطفل الصغير الذي كان يشارك في فعاليات المسيرة .. نعم .. انه ولدي الوحيد .
قد يكون اسمه ... " وليد " .. " صامد " .. " " رائد " .. " فلاح " ..  فقد يكون اسمه هذا أو ذاك أو قد يكون اسمًا آخر .. ففي النهاية هو ولدي الحبيب الوحيد .. وفي النهاية هو أحد المشاركين في فعاليات " مسيرة العودة وكسر الحصار " .. ومنذ بداية انطلاقتها منذ أسابيع عدة خلت .. وشهور مضت ..
حقاً بأنه لا يزال طفلاً صغيراً .. ولكنه رغم ذلك كان يشاركني القيام بالمأموريات الجسام ؛ ويرافقني في كل المهام بإشعال الإطارات وإلقائها نحو جنود العدو وقناصته .. وفي أقرب نقاط التماس ..
كل المشاركين شهدوا لولدي بالإقدام والشجاعة رغم صغر سنه .. ورغم أنه ما زال للطفولة أقرب .. فأطلق عليه الجميع  لقب " مساعد القائد العام لوحدة الإطارات " ..
هذا اليوم كان عصيباً جداً .. كانت حمى المواجهة مع العدو قد ازدادت لهيبا واستعاراً .. وكان لا بد من بذل جهود جبارة مضاعفة ؛ لأن اليوم كان مختلفاً ومميزاً .
ساعات طوال في مقارعة جنود العدو وقناصته .. وقيام ولدي بمساعدتي في إشعال الإطارات وإلقائها نحو المواقع الأمامية لجنود العدو .
قررت اتخاذ خطوة جريئة اخرى .. أكثر جرأة .. بالتقدم نحو جنود العدو وقناصته إلى " مسافة صفر " وإلقاء الإطارات المشتعلة نحوهم ..
إلى جانبي ؛ كان ولدي .. طفلي يقوم بالمساعدة بهمة ونشاط ؛ قمت بالمهمة على أكمل وجه .. وقمت بإشعال الإطارات العديدة وإلقائها نحو جنود العدو .. ولم يتبق سوى الإطار الأخير فحسب .
ثمة رصاصة يطلقها نحوي أحد قناصة العدو الذي كان يرصدني ويستهدفني .. لم أشعر في البداية بالإصابة .. لولا أن لاحظت بأن الدماء الغزيرة تنساب من صدري .. كانت الدماء تتجه ناحية الإطارات المشتعلة فتزيدها اشتعالا ووهجاً .. فلقد أصبحت دمائي وقوداً للثورة ورمزا للمقاومة ... وقوداً للمسيرة السلمية المباركة .
شعرت بالدوار العظيم .. شعرت وكأن الأرض تميد بي .. حاولت التحامل على نفسي .. لم أستطع الوقوف على قدميّ أكثر .. كنت أتهاوى إلى الأرض فاقداً للوعي ..  شبه فاقد للحياة ..
قبل أن أغيب عن الوعي .. عن الحياة تماماً ..  كنت أشاهد من خلال السحابة الكثيفة من الدماء التي كانت تغطي عيوني .. كنت أشاهد طفلي .. طفلي الحبيب الوحيد .. وهو يقوم بتناول الإطار الأخير من بين يديّ .. ويقوم بإشعاله وإلقائه نحو جنود العدو وقناصته ...
قبل أن أغيب عن الوعي .. عن الحياة تماما .. كنت ابتسم ابتسامة عريضة ... أتمتم بهمس : " ها أنت قد تسلمت الراية مني يا ولدي .. يا طفلي الوحيد .. وها قد أصبحت وبجدارة .. " القائد العام لوحدة الكاوتشوك " ..؟؟؟!!!

google-playkhamsatmostaqltradent