recent
أخبار ساخنة

الأستاذ. سمير الخولي يكتب/لحظات خارج الجسد

....... لحظات خارج الجسد  ...
فتحت عينى وأنا لا أدرى منذ متى وأنا لم أفتحهما يبدو أننى قد نمت نوما طويلا وما هذا أين أنا ومن هؤلاء الذين اجدهم أمامى يرتدون الملابس البيضاء وتبدو علامات الاهتمام على وجوههم أحاول أن أتحدث معهم ولكنهم كأنهم لا يروننى ولا يسمعون صوتى أنهم ينظرون جميعا إلى شخص ما  نائما على سرير أمامهم دخلت بينهم علنى أعرف ماذا يفعلون ما هذا هناك أحد الاشخاص نائما وهم يحاولون إيقاظه ما هذا إنه أنا إذن من أنا إذا كنت هذا الشخص أنا هنا وهناك فى آن واحد وأحدهم يمسك بيديه شيئا ما يضغط به على صدر ذلك النائم يحاول إيقاظه وكلما ضغط على صدره أشعر أنى اقترب بشدة من هذا النائم وأكاد أدخل فى هذا الجسد ولكنى أقاوم وأعود من جديد للخلف وهو يحاول مرات عديدة وكل مرة يجذبنى إلى هذا الجسد لماذا يريدوننى أن التحم مع هذا الجسد المسجى أمامى بدأت أعى قليلا ما يحدث حولى إذن فأنا خرجت من هذا الجسد الذى إحتوانى سنين طويله أخيرا أَفلت من سجنى الذى سُجنت فيه سنين طويله أنا الآن لا أشعر بأى ألم ولكنى أرى وأسمع كل ما يدور حولى سنين طويله أتألم وأخيرٱ خرجت خارج دائرة الألم ولكنهم يريدون عودتى مرة أخرى هذا القلب الذى يحاولون أن يجعلوه ينبض مرة أخرى كم تحمل كثيرآ من الألم والعذاب كم أشتاق وأحب وتألم وتعذب كم حمل هموم الدنيا ومشاكل الحياة كثيرا ما تحمل حزن وألم وقليلا ما فرح واستمتع وعاش لحظات سعيدة   أنى أراهم الأن ولا يروننى فقط كلما ضغط هذا الرجل على صدرى يجذبنى الى الجسد المُسجى أمامه وما أن أقترب من الجسد حتى أتذكر عذابى معه فأبتعد عنه  وهذه العيون المغلقة كم رأت فى هذه الحياة وكم بكت فى صمت وتألمت وما هذه الاصوات التى تعلو خارج الغرفة عجبا إنى أخرج دون أن أفتح الباب ودون أن يشعر بى أحد أنهم أهلى أعرفهم جميعا لمَ يبكون  ولكن أين هى إنها حتى لم تأتى فى هذه اللحظه يا إلهى أنجذب بشدة إلى داخل الغرفة وأرتمى فوق الجسد المُسجى أعود من جديد إليه أسمع ضحكات عالية وأحدهم يقول لقد نجحنا الحمد لله لا يدركون أننى عدت لأننى لم أجدها فى الخارج فى انتظارى عدت لأننى انتظر أن أراها للمرة الأخيرة إاستسلمت للجسد لأعود من جديد للألم والعذاب ولكن ذلك لن يطول فقد تعب القلب ولن يستطيع أن يتحمل من جديد ربما انتظر يوما يومان أكثر او أقل ولكن الأكيد أن الله لم يأذن لى بعد فى الانصراف أغمضت عينى من جديد وفتحتهما وسمعت صوت الرجل الواقف أمامى وهو يقول لزملائه مرت مرحلة الخطر وضع يده على رأسى قائلا  إنقلوه الى الرعاية المركزة حاولت أن أستعيد تلك اللحظات التى أمضيتها خارج الجسد ولكنى لم أتذكر شيئا.
......
بقلم
سمير الخولى

google-playkhamsatmostaqltradent