معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس
يكتب : ( الوَصِيَّةُ للعُشَّاقِ )
......................................
( الوَصِيَّةُ للعُشَّاقِ )
العَاشِقُ المُسْتَهَامُ أُلْعُبَانٌ وَجَدُّ خَطِير
يَرْمِي الزَّيتَ فَيَضَانَ على البِنْزِين
لا يُحَرِّمُ العَيْبَ ولا يُوقِفُ التَّحْوِيل
الحَرَامُ عِنْدَهُ لَيْسَ بِمُسْتحِيل
وَإنْ قَالَ الأَمَانَ يَا سِهَامُ كَالعَوِيل
قَالَتْ آمِينَ وَالسَّيفُ حَيْرَانٌ مُبِين
فَلا تُوصِّينِي فِي الهًجْرِ بِالهَجِير
ولا تُوصِّدينِي بِفِعْلِ المَزِيدِ بِعَزَائِم التَّدْبِير
لا تمْنَحِينِي شَطَائِرَ الفَطِيرِ بِالقِطْمِير
لَكِنْ قُومِي للْجَبَان
أَرْهِيبِيهِ وَاعْزِفِيهِ بِالكَمَان
نسِّهِ الزَّمَان وَالمَكَان
أَشْعلِي السِّرَاجَ مِنَ القِنْدِيل
خلِّهِ لا يَنَام
اجْعَلِيهِ كَالفَقِيدِ
عَلَى الحَمِيدِ المَجِيد
لا توجِدِي لَه البَدِيل
ولا تجدِي له نَسيمَ العَلِيل
هَاتِ اللقاءَ بِزَغَاريدِ الحِمَام
زَخْرِفِي البَقَاءِ بِالقُبَلِ كَاليَمَام
حَرِّقِي الهَوَى بِالسُّؤَالِ وَالتَّعْدِيد
عَنْ مَكْنُونِ الجُرْحِ لا تَسْأَلِينَ بالتَّفْرِيد
مُذْ كُنَّا طِفْلَينِ مَعًا وَدَأْبُنَا الوِصَالَ والتَّغْرِيد
حِينَ تَلْبَسِينَ الفُسْتَان
كُنْتُ أَرْتَجِفُ بِالعِقَال
فَتَرْتَدِينَ بُنْيَّ الوِشَاح
فَتَرتَعِدُ بِالمَرَامِ دِشْدَاشَةُ الجِرَاح
وَحِينَ تَخْلَعِينَ قِصَارَ القُمْصَان
أَتَقَلَّبُ كَالحَيْرَانِ على حَمَارِ جَمْرِ النَّار
وَلا أَتَّخِذُ صائِبَ القَرَار
وَليْسَ لِي فِي الأُفُقِ خَيَار
ولا أَكُونُ الجَدِير
فَهَلْ سَتَزِيدِينَ فِي الحِرْمَان
وَتَقْلَعِينَ الجَدِيد
أَمْ سَتَجْمَعُنَا عَقَارِبُ سَاعَةِ اللقَاء
حِينَ نَتَسَامَى عَنِ الَبقَاء
وَلا يَبْقَى لنَا غَيرَ الخُلُودِ المُتَاح.
................................
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس - القاهرة ليلًا - مصر