لهفي
بهتَتْ حياتي مثلَ أجواءِ الضبابْ
وغدَتْ ملامحي كأمواجِ السرابْ
وغدَتْ مُخيِّلتي صعيدًا يبابْ
حينَ اخْتفتْ عيناكِ في لُجَجِ الغيابْ
لا تحزني فأنا ضحيَّةُ لوْعتي
وبنو العروبةِ لمْ تُثِرْهم دمعتي
حرقوا بجهلٍ أوْ بِعنْفٍ سُمْعتي
ونَسوْا زمانًا يعْرُبيَّ الروعةِ
في العالمِ العربيِّ ما لِغرامِنا
أملٌ ولا حقٌّ كذا لهيامِنا
لهفي على زمنٍ سما بمقامِنا
فلكمْ سعوْا ونموْا بِفضْلِ سلامِنا
يا لوعتي صارَ الغرامُ مُحرَّما
وغدا أميرُ الخائنينِ مُنَعَّما
وغدا زعيمُ الغاصبينَ مُكرَّما
بئْسَ الزمانُ غدوْتُ فيه مُتيَّما
وطنٌ أباحوا للغريبِ تُرابَهُ
وبكى القريبُ زمانَهُ وشبابَهُ
فإذا شكوْتُ إلى الحبيبِ غيابَهُ
منْ لي إذا عشقَ الفؤادُ عذابَهُ
أملٌ وحبٌّ في زمانٍ مستحيلْ
أنّى لِمنْ فقدَ الكرامةَ أنْ يميلْ
أينَ العُروبةُ لم أَكنْ يومًا ذليلْ
يا ليتَ شعري كيفَ يُحْتَقَرُ الأصيلْ
د. أسامه مصاروه