recent
أخبار ساخنة

الأديب. عمرو زين يكتب/فستان العيد

فستان العيد
قصة للاديب/عمرو زين

توقفت عربة الميكروباص حيث طلب الأب من السائق..فتح الباب وساعد ابنتيه الكبري والوسطي علي النزول ثم حمل ابنته الصغري وسار علي كورنيش النيل..تتقافز البنتان في خلف الأب كفراشتين بريئتين..همست الكبري في أذن أختها الأصغر :
- أنت عارفة بابا واخدة فين؟
نظرت إليها في شغف ثم سألت :
- فين يا هناء؟
- بابا واخدنا علشان يشتري لنا هدوم العيد.
ومضت الاثنتان تتقافزان وهن متشابكي اليدين.
*******
عبر الأب الشارع ببناته إلي الجهة المقابلة حيث تتراص وجهات المحلات المزدانة بأضواء ملونة وكأنها تبدي زينتها بمقدم العيد..دخل الأب المحل تلو المحل..حيث انطلقت البنتان تقلبان في الملابس المعروضة..حملت كل منهن الفستان الذي تخيرته وعادتا مسرعتين إلي الأب..ترددان:
- هوه ده الفستان اللي عجبني يا بابا!
- انا قست فيستاني وطلع جنان عليا يا بابا!
- سيبو الحاجات دي دلوقتي لحد ما نشوف في المحل التاني.
صدمتهن كلمات الوالد التي ترددت ثقلية علي لسانه في كل محل يدخلونه..وأخيرا قال لبناته:
- احنا خلاص النهاردة اتفرجوا ، بكرة بقي نيجي نشتري.
لم يحتمل انكسار الفرحة في أعين بناته الصغيرات وكادت أن تخونه دموعه الا أنه تماسك في آخر لحظة ورسم ابتسامة متكلفة علي شفتيه :
- أنا قلت لكم علي حاجة قبل كده وما عملتهاش؟!
عبر الشارع إلي كورنيش النيل وسار ومن خلفه بنتاه تسيران في صمت مطبق حتي صادف كوبري أبو العلا..وجد نفسه يصعد السلم الموصل إلي أعلي الكوبري..ضم ابنته الصغري إلي صدر وقفز في الماء..تبادلت الفتاتان النظرات في ذهول.. ثم قفزت الأخت الكبري في أعقاب أبيها..تشبثت أختها الأصغر بالحاجز المعدني للكوبري..تردد بينما تنهمر دموعها "خلاص يا بابا..مش عاوزه أشتري فستان العيد يا بابا! "

عمرو زين

google-playkhamsatmostaqltradent