قصة قصيرة
(( عندما يموت القمر )) ؟؟؟!!!
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونه )
************************
(( عندما يموت القمر )) ؟؟؟!!!
" .. في تلك الليلة .. قبل مليون ليلة مات القمر… بعد اصطبغ وجهه باللون الأحمر القاني ... لون الدماء .. نعم .. مات القمر ؟؟!! " ؟؟!!.
(( عندما يموت القمر )) ؟؟؟!!!
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونه )
************************
(( عندما يموت القمر )) ؟؟؟!!!
" .. في تلك الليلة .. قبل مليون ليلة مات القمر… بعد اصطبغ وجهه باللون الأحمر القاني ... لون الدماء .. نعم .. مات القمر ؟؟!! " ؟؟!!.
ففي تلك الليلة قبل ألف ليلة وليلة مات القمر؟! ..
نعم مات القمر ؟! ففي تلك الليلة انتظر القوم أن يطل عليهم القمر في موعده ولكنه تأخر وتأخر تململ القوم .. شدهوا وانزعجوا ، فلقد تأخر كثيراً جداً عن موعده ، اعتقدوا في البداية بأنهم لا ينظرون في الجهة الصحيحة ، لموقعه فجاسوا بأبصارهم في شتى أنحاء السماء ، صرخ أحدهم كالأبله :
- لا بد وأنه قد أطل وغاب؟! ...
ضحك أبله آخر كالمجنون عند سماع ذلك ، فصفعه أحد العقلاء منهم ليسكته؟! .
نظروا نحو النجوم المترامية يفتشون عنه لعله كان يختفي بينها ؟! ... وانتظروا انقشاع سحابة ظنوه يختبئ خلفها ؟! ... بلا جدوى ...
صرخ الأبله من جديد :
- احفروا نفقاً في الأرض لنراه من الناحية الأخرى؟! ..
... عادت صفعه جديدة تدوي إلى وجهه من أحد العقلاء ؟!.
أشار عليهم أحد العقلاء بالسحرة والمنجمين فلعلهم يهتدون إليه أو يفيدون بشيء ؟! فأقبل هؤلاء وأولئك يتبخترون بتيه ودلال وتمايل .. أوجس الأبله منهم خيفة .. همس لجاره:
- لا بد وأن هؤلاء المعتوهين قد خبأوه؟!
... جلجلت صفعه ثالثه إلى وجهه؟!..
صمت السحرة والعرافون طويلاً .. والقوم يكتمون الأنفاس من حولهم مشدوهين منتظرين .. يقتلهم الصمت الرهيب .. ويقلقهم ضياع القمر؟!.
هز كبير السحرة رأسه .. هز كبير المنجمين ذيله ؟؟ .. هتفا بصوت واحد:
- القمر على موعد للقاء غانيه ؟!..
بكى نصف القوم وقهقه النصف الآخر .. صاح الأبله :
- ليتني كنت القمر؟!..
دوت صفعة رابعه إلى وجهه؟!.
هتف أحد العقلاء :
إنه معذور.. دعوه يتمتع قليلاً ؟! .
عقب آخر أشد تعقلاً واتزاناً ؟! :
- لنرتاح منه قليلا ؟! .
عقب الأبله :
- ليرتاح من وجوهنا ؟! .
انتظر الصفعة ؟.. فلم تأت؟! .
طفل صغير يلهو بقطعة حجر خشنة وعصا صدئة نطق بصعوبة:
- القمر مات ؟؟!! ..
نظر القوم نحوه باستغراب وتعجب ؟!! .. فكيف يموت القمر ؟؟!! وكيف علم الطفل بذلك؟! .
ردد الطفل ببراءة .. وكأنه يردد مقطع أغنية :
- القمر مات .. مات القمر .. القمر مات ؟؟؟!!
أقبل الأبله نحوه هاتفاً :
- وهل خلف وراءه صبيان وبنات ؟!..
دوت صفعتان رهيبتان الى وجه الأبله ..
صمت الطفل قليلاً.. بكى .. تأوه .. ضحك.. بكى.. تمتم .. :
- مات القمر؟!
تحلق القوم من حوله .. أقبل والده نحوه يحمل بيده قطعة حجر ملساء.. قدمها إليه.. أمسك الطفل بها ثم ألقى بها بعيداً .. فهو لا يحب الأشياء الملساء الناعمة ؟! ..
ربت والده على وجهه ورأسه بحنان .. سأله:
- من أخبرك بذلك يا ولدي ؟؟
ردد الطفل بتلذذ وسعادة :
- القمر.. القمر مات .. القمر أخبرني ..
ابتسم الأبله.. حاول أن ينطق بأشياء.. تذكر الصفعات المتوالية إلى وجهه.. مد يده يتحسسه .. صمت .
أكمل الطفل :
- القمر مات لأنكم تريدون ذلك .. نعم هو أخبرني بهذا ..إنكم تغضبون القمر .. لقد ملَ القمر أفعالكم.. ترتكبون الفواحش والمعاصي.. تفجرون ..تسرقون.. تزنون.. تقتلون على مرأىً منه.. وهو صامت لا يتكلم؟!.. ولكنه يتألم ..يتمزق.. يتفجر.. يموت ..
لقد أعلمني القمر بالأمس بأنه سيموت.. فالموت لديه أفضل من الحياة .. كفاه ما رأى منكم ومن كفركم .. وأفعالكم الخبيثة الدنيئة.. تفعلون الموبقات وترتكبون المعاصي.. تحت ستار الليل وعلى مرأىً من القمر ؟ ثم تقولون " الليل ستار"؟؟!! والقمر يشهد على ذلك .. يئن .. يتألم .. يموت .. وأنتم لا تشعرون .. لا تحسون..
صاح الأبله وهو يلتفت حواليه:
- الغول التهم القمر.. الغول التهم القمر؟! ..
دوت صفعه رهيبة مدوية إلى وجه الأبله.. لم يتحسس وجهه؟! .. إذ يبدو أنه قد أدمن على ذلك لكثرة الصفعات ..
تابع الطفل :
- كنتم تعيشون في بحبوحة من الحياة .. وسعة من الرزق .. تكبرتم.. طغيتم.. تجبرتم.. نسيتم الله .. زاد الفسق والفجور واستفحل أمره وأنتم غافلون .. غارقون في بحر الوحل والطين الأسود من الملذات المحرمة .. ضجت السماء لكفركم .. والقمر أغضبته معاصيكم وأفعالكم الشائنة .. وها هو ينتحر .. ها هو يموت .
ردد الأبله:
- القمر مات .. القمر انتحر ..
تكلم أحد التمحذلقين بعد أن هوى بصفعتين متواليتين إلى وجه الأبله:
- فليموت القمر.. لينتحر .. فماذا نستفيد من وجوده ؟؟ ..
أكد متحذلق آخر حديث صاحبه:
- لينتحر.. ليموت.. وليذهب إلى الجحيم ..
احتد الطفل .. صرخ وهو يبكي بحرقة :
- إذا مات القمر ماتت الحياة .. مات الجمال .. مات الحب .. مات الشرف .. وماتت المعاني السامية للحياة ..
صاح المتحذلق:
- لتنتهي كل هذه الأشياء ولنبقى نحن؟!
رد الأبله وهو يضحك بشكل هستيري محموم :
- ليموت القمر .. ولنبقى نحن .. لنبقى نحن؟!..
صرخ الطفل:
- إذا مات القمر متنا .. إذا ذهب ذهبنا .. أفيقوا أيها النيام .. أفيقوا أيها السكارى.. تنبهوا أيها البلهاء .. توبوا أيها الكفرة .
صاح المتحذلق الأكبر:
- يالك من طفل زنديق.. كافر .. إنك تستحق القتل .. الرجم حتى الموت؟!!
كرر قوم المتحذلقين البلهاء العبارة بغباء شديد :
- لك الموت أيها الزنديق.. اقتلوه.. ارجموه..
وتردد عواء الذئبة الآدمية في جنبات الأرض وأطراف السماء :
- اقتلوه .. ارجموه .. اقتلوه ..
انهالت الأحجار على رأس الطفل البريء من كل صوب .. أسرع الأبله يحمي الطفل البريء براحتيه .. بجسده .. صرخ :
- لا .. لا تقتلوا القمر مرتين …..لقد قتلتموه مرة.. فلا تقتلوه مرة أخرى .. عليكم بالغول.. اقتلوا الغول.. مزقوا جسده .. ابقروا بطنه واستخرجوا من جوفه القمر .. انقذوا القمر .
انهالت الأحجار الرهيبة على رأسه أيضاً.. وبعد لحظات قليلة .. كان هناك تلان كبيران من الأحجار المتراكمة ؟؟!!..
ففي تلك الليلة .. قبل مليون ليلة مات القمر… بعد اصطبغ وجهه باللون الأحمر القاني ... لون الدماء .. نعم .. مات القمر ؟؟!! .
نعم مات القمر ؟! ففي تلك الليلة انتظر القوم أن يطل عليهم القمر في موعده ولكنه تأخر وتأخر تململ القوم .. شدهوا وانزعجوا ، فلقد تأخر كثيراً جداً عن موعده ، اعتقدوا في البداية بأنهم لا ينظرون في الجهة الصحيحة ، لموقعه فجاسوا بأبصارهم في شتى أنحاء السماء ، صرخ أحدهم كالأبله :
- لا بد وأنه قد أطل وغاب؟! ...
ضحك أبله آخر كالمجنون عند سماع ذلك ، فصفعه أحد العقلاء منهم ليسكته؟! .
نظروا نحو النجوم المترامية يفتشون عنه لعله كان يختفي بينها ؟! ... وانتظروا انقشاع سحابة ظنوه يختبئ خلفها ؟! ... بلا جدوى ...
صرخ الأبله من جديد :
- احفروا نفقاً في الأرض لنراه من الناحية الأخرى؟! ..
... عادت صفعه جديدة تدوي إلى وجهه من أحد العقلاء ؟!.
أشار عليهم أحد العقلاء بالسحرة والمنجمين فلعلهم يهتدون إليه أو يفيدون بشيء ؟! فأقبل هؤلاء وأولئك يتبخترون بتيه ودلال وتمايل .. أوجس الأبله منهم خيفة .. همس لجاره:
- لا بد وأن هؤلاء المعتوهين قد خبأوه؟!
... جلجلت صفعه ثالثه إلى وجهه؟!..
صمت السحرة والعرافون طويلاً .. والقوم يكتمون الأنفاس من حولهم مشدوهين منتظرين .. يقتلهم الصمت الرهيب .. ويقلقهم ضياع القمر؟!.
هز كبير السحرة رأسه .. هز كبير المنجمين ذيله ؟؟ .. هتفا بصوت واحد:
- القمر على موعد للقاء غانيه ؟!..
بكى نصف القوم وقهقه النصف الآخر .. صاح الأبله :
- ليتني كنت القمر؟!..
دوت صفعة رابعه إلى وجهه؟!.
هتف أحد العقلاء :
إنه معذور.. دعوه يتمتع قليلاً ؟! .
عقب آخر أشد تعقلاً واتزاناً ؟! :
- لنرتاح منه قليلا ؟! .
عقب الأبله :
- ليرتاح من وجوهنا ؟! .
انتظر الصفعة ؟.. فلم تأت؟! .
طفل صغير يلهو بقطعة حجر خشنة وعصا صدئة نطق بصعوبة:
- القمر مات ؟؟!! ..
نظر القوم نحوه باستغراب وتعجب ؟!! .. فكيف يموت القمر ؟؟!! وكيف علم الطفل بذلك؟! .
ردد الطفل ببراءة .. وكأنه يردد مقطع أغنية :
- القمر مات .. مات القمر .. القمر مات ؟؟؟!!
أقبل الأبله نحوه هاتفاً :
- وهل خلف وراءه صبيان وبنات ؟!..
دوت صفعتان رهيبتان الى وجه الأبله ..
صمت الطفل قليلاً.. بكى .. تأوه .. ضحك.. بكى.. تمتم .. :
- مات القمر؟!
تحلق القوم من حوله .. أقبل والده نحوه يحمل بيده قطعة حجر ملساء.. قدمها إليه.. أمسك الطفل بها ثم ألقى بها بعيداً .. فهو لا يحب الأشياء الملساء الناعمة ؟! ..
ربت والده على وجهه ورأسه بحنان .. سأله:
- من أخبرك بذلك يا ولدي ؟؟
ردد الطفل بتلذذ وسعادة :
- القمر.. القمر مات .. القمر أخبرني ..
ابتسم الأبله.. حاول أن ينطق بأشياء.. تذكر الصفعات المتوالية إلى وجهه.. مد يده يتحسسه .. صمت .
أكمل الطفل :
- القمر مات لأنكم تريدون ذلك .. نعم هو أخبرني بهذا ..إنكم تغضبون القمر .. لقد ملَ القمر أفعالكم.. ترتكبون الفواحش والمعاصي.. تفجرون ..تسرقون.. تزنون.. تقتلون على مرأىً منه.. وهو صامت لا يتكلم؟!.. ولكنه يتألم ..يتمزق.. يتفجر.. يموت ..
لقد أعلمني القمر بالأمس بأنه سيموت.. فالموت لديه أفضل من الحياة .. كفاه ما رأى منكم ومن كفركم .. وأفعالكم الخبيثة الدنيئة.. تفعلون الموبقات وترتكبون المعاصي.. تحت ستار الليل وعلى مرأىً من القمر ؟ ثم تقولون " الليل ستار"؟؟!! والقمر يشهد على ذلك .. يئن .. يتألم .. يموت .. وأنتم لا تشعرون .. لا تحسون..
صاح الأبله وهو يلتفت حواليه:
- الغول التهم القمر.. الغول التهم القمر؟! ..
دوت صفعه رهيبة مدوية إلى وجه الأبله.. لم يتحسس وجهه؟! .. إذ يبدو أنه قد أدمن على ذلك لكثرة الصفعات ..
تابع الطفل :
- كنتم تعيشون في بحبوحة من الحياة .. وسعة من الرزق .. تكبرتم.. طغيتم.. تجبرتم.. نسيتم الله .. زاد الفسق والفجور واستفحل أمره وأنتم غافلون .. غارقون في بحر الوحل والطين الأسود من الملذات المحرمة .. ضجت السماء لكفركم .. والقمر أغضبته معاصيكم وأفعالكم الشائنة .. وها هو ينتحر .. ها هو يموت .
ردد الأبله:
- القمر مات .. القمر انتحر ..
تكلم أحد التمحذلقين بعد أن هوى بصفعتين متواليتين إلى وجه الأبله:
- فليموت القمر.. لينتحر .. فماذا نستفيد من وجوده ؟؟ ..
أكد متحذلق آخر حديث صاحبه:
- لينتحر.. ليموت.. وليذهب إلى الجحيم ..
احتد الطفل .. صرخ وهو يبكي بحرقة :
- إذا مات القمر ماتت الحياة .. مات الجمال .. مات الحب .. مات الشرف .. وماتت المعاني السامية للحياة ..
صاح المتحذلق:
- لتنتهي كل هذه الأشياء ولنبقى نحن؟!
رد الأبله وهو يضحك بشكل هستيري محموم :
- ليموت القمر .. ولنبقى نحن .. لنبقى نحن؟!..
صرخ الطفل:
- إذا مات القمر متنا .. إذا ذهب ذهبنا .. أفيقوا أيها النيام .. أفيقوا أيها السكارى.. تنبهوا أيها البلهاء .. توبوا أيها الكفرة .
صاح المتحذلق الأكبر:
- يالك من طفل زنديق.. كافر .. إنك تستحق القتل .. الرجم حتى الموت؟!!
كرر قوم المتحذلقين البلهاء العبارة بغباء شديد :
- لك الموت أيها الزنديق.. اقتلوه.. ارجموه..
وتردد عواء الذئبة الآدمية في جنبات الأرض وأطراف السماء :
- اقتلوه .. ارجموه .. اقتلوه ..
انهالت الأحجار على رأس الطفل البريء من كل صوب .. أسرع الأبله يحمي الطفل البريء براحتيه .. بجسده .. صرخ :
- لا .. لا تقتلوا القمر مرتين …..لقد قتلتموه مرة.. فلا تقتلوه مرة أخرى .. عليكم بالغول.. اقتلوا الغول.. مزقوا جسده .. ابقروا بطنه واستخرجوا من جوفه القمر .. انقذوا القمر .
انهالت الأحجار الرهيبة على رأسه أيضاً.. وبعد لحظات قليلة .. كان هناك تلان كبيران من الأحجار المتراكمة ؟؟!!..
ففي تلك الليلة .. قبل مليون ليلة مات القمر… بعد اصطبغ وجهه باللون الأحمر القاني ... لون الدماء .. نعم .. مات القمر ؟؟!! .