recent
أخبار ساخنة

الشاعر / إبراهيم بديوي يكتب : شَرِبنَا المُرَّ

شَرِبنَا المُرَّ حَتَّى مَلَّتْ
سَوَاقِينا

بَكَيْنا حَتَّى جَفَّ الدَّمْعُ من
مَآقِينا

وضجَّ الصَبرُ من
من طُولِ
صَبرِنا

وراحَ المرُ يَشْكُو من قَسْوَةِ
مُرِّنا

وَخَانَتْنَا
أمانِينَا

وماتت من خيبةِ الأحلامِ
أَغَانِينِا

تِلكَ الَّتِى كُنَّا
نُدَنْدِنُها أيَّامَ
الطَّفُولَة

علَى أَلْحَانِها كُنا
نُمَثِّلُ أدوَارَ
البُطُولة

خَسِرنَا طُفُولَتَنا كُهُولَتَنا
فقدنا هَوِيَّتَنا وضاعَ كلُ
مافينا

وصِرنَا قَطِيعاً من نعاجٍ
منتهانا لقمةٌ
تُحيِنا

تُسوقُنا رُعاةُ الجهالةِ
العمياء

يُقَسِّمُونَ يُشَرذِمُونَ
ذاكَ مَقبُولٌ فى الأمامِ
وذاكَ منبُوذٌ فى
الوراء

فهلْ ياتُرَى تِلكَ آَخِرُ
الأوباء

وهلْ يُولدُ الفَجْرُ
يوماً من عقيمٍ
صَمَّاء

لَعَلَّ اللهَ بِلُطفِهِ أنْ
يشاء

لعلَ اللهَ بعفوِهِ
أن يرفعَ
البلاء

وتَحيَا من بعد مُوتِها
أغنينا

أَوْ قد تَصالِحُنا من بعد يأسِها
أمانينا

وتعودُ الحياةُ بطيبِ عيشِها
فتَروِينا

لعلَ أو لعلَ أو لعلَ
وألفُ لعلَ كلهُا
مقتولة

على أكتافِ الذلِ والخنوعِ
جنائزُ الرجاءِ كُلُها
محمولة

إلى دُروبِ الشقاءِ
نمضى تُشَيِّعُنا
مآسينا

فلا الأغانِى من موتِها عادت
تواسِينا

ولا صالَحَتنا
أمانينا

وما زالت من مرِ عيشِها الحياةُ
تسقينا
إبراهيم بديوي
google-playkhamsatmostaqltradent