تخاريف شتوية (2)
=======
طبعات أقدامي على بساط البرسيم الأخضر وبصمات إبهامي علي صفحة السماء؛ أحمي الأفق ببدن مترامي الأطراف، ووجه كالشمع الأبيض، تعجبت بسؤال: من أزال عنك سمار الطمي، رد بسحر: إنه إقترابي من النور، تلفتت بنفس السحر أدور، انتفض من فوق سريري ما أجمل هذا الحلم، ما أبهي ذاك الوجه ألقيت المرآه أمامي لم أبصر من وجهي إلا كتلا من طين والدمع المسكين تحجر، أين ذهب نباتي الأخضر، أين سمائي المفروشة بعبق السندس والنور، وحين يأست أزلت آثار الحلم بكفي عن وجهي وعن الفراش وعن الوسادة المحشوة بالليف، ونمت؛ فرأيت الحقيقة تتقافز في في عنق الأحلام فأعود صغيرا أقصر من ساق الفأس أضعف من عود البرسيم، فإنزويت في ركن الحجرة أتلاشي، تحسست عنقي كي اتأكد أن تفاحة آدم في مكانها وصرخت أنا من كنت هناك منذ دقائق، وبصماتي فوق السحب لم تزل، فسمعت الصوت الأفرنجي يداعب حلمي بما معناه، بأن الحلم كان كابوسا ما أقساه، وبأن الماضي قد ولى... عاودت النوم قرير العين بلا أحلام... بلا كوابيس..
=====
إبراهيم معوض