recent
أخبار ساخنة

المطر// قصة قصيرة- بقلم الأديب إبراهيم معوض


Image may contain: 1 person





المطر// قصة قصيرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدا المكان فسيحاً برغم ضيقة؛ يبدو أن الأبعاد والمسافات هي وهم كسائر أوهام حياتنا ألتقط الهواء وأملأ به صدري فتسحب النافذة غيره من الشارع الذى بدا هو الآخر متسعاً عن كل يوم، الأشياء تتغير كما نريد حسب إحساسنا ومزاجنا لحظة من المرح النفسي أحالت شقتي الكئيبة إلى واد بذي زرع، أوراق النعناع على حائط شرفتي أشد بهجه من حدائق بابل، عجباً لهذه النفس البشرية قادرة علي صنع الحياة أو محوها حسبما شاءت، طالما أننا قادرون على إيجاد المسرات من العدم فلما هذا الإصرار على الكراهية والحقد، تحلق العصافير في سماء المحبة بلا تنافس ولا صراع إلا على سبيل المزاح، قرأت الرسالة مرات عديدة ومع كل مرة أطوف حول أضرحة السعادة كناسك هائم (سأكون معك بعد يومين) أربع كلمات أعادتني شابا ألقيت العصا فلا حاجة لي بها، ما عدت أخشى مقابلة النسيم البارد بصدري أعب منه بلا إكتراث؛ يجب أن تراني كما تركتني كي لا تشعر بالأسى كفاها تجارب مريرة، عدت إلى الأريكة ممنياً نفسي بقرب إنتهاء وحدتي، وما أن إستقرت جثتي السعيدة فوقها حتى طرقت الهواجس رأسي كم أنا أناني؟، سعيد بشقاء إبنتي وعودتها لي بعد زواج فاشل، دق جرس الباب إلتقطت العصا بعدما إرتجفت أقدامي ولم تقو على حملي، فتحت الباب على وجه شائه تساقطت براءته وإهترأ جماله، القت بنفسها في صدري حتى كادت تسقطني أرضاً دخلت مسرعة وكأنها ما غادرت إلا دقائق، مدت يدها تغلق النافذة تلومنى برفق فهي تخشى علي من البرد، القيت نظرة أخيرة إلى النعناع الذابل من خلف الزجاج ما أشبهه بقوامها، صمتت أصوات العصافير وهطل المطر فنامت على فخذي كقطة عجوز..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم معوض
( من مجموعة أحداث ما قبل الرصف )
google-playkhamsatmostaqltradent