recent
أخبار ساخنة

حكاية حلم تحقق - قصة قصيرة بقلم الأديب- سمير الخولي

Image may contain: one or more people

حكاية حلم تحقق
تساقطت الدموع من عينيها وهى تحتضنه بين يديها نظرت إليه وعادت بها الذاكرة لسنوات مضت تذكرت أول مرة رأته حين كانت تجلس على مكتبها ودخل عليها فجأة رجل تجاوز الخمسين من عمره ولكن لا يبدو عليه سنه فهو ممشوق القوام يرتدى ملابس الشباب يحافظ على أناقته ورشاقة جسمه فقط تلك الرأس التى تساقط منها الشعر هى من وشت بسنه كانت حينئذ على وشك الأنهيار شابه جميلة خرجت لتوها من زواج فاشل لم يستمر سوى عامين قضت منهما أياما متقطعة مع زوجها أنجبت طفلتين وأصبحت تحمل لقب مطلقة وهى بعد فى الخامسة والعشرين من عمرها وأصبح لزاما عليها أن تعمل لتستطيع أن تفى بأحتياجات طفلتيها فوجئت بذلك الذى دخل عليها دون إستئذان نظرت إليه متسائلة فوجئت به يحدق بها بنظرة إعتبرتها وقحة ولكنها نفذت إلى أعماقها لم تتكلم ظل واقفا ينظر إليها وفجاة قال لها أسف وخرج كما دخل لم تشغل نفسها به وقتها كثيرا أما هو فخرج يجر قدماه عنوة وصورتها لا زالت عالقة بذهنه كان متزوجا ولديه أولاد ثلاثة ولكنه لم يعرف الحب يوما حياته كانت دائما صراع مع الدنيا شئ ما تحرك فى صدره عندما رآها ظلت صورتهاعالقة بمخيلته طوال اليوم وفى النهاية دخل غرفته كعادته إستلقى فى سريره وحيدا فكل فرد فى أسرته ينام وحيدا وتعود هو على الوحدة من زمن طويل أغمض عينيه محاولا النوم ولكن صورتها أبت أن تفارقه وتعجب من نفسه كيف لهذه الفتاه التى لم يراها إلا لدقائق أن تسلب لبه وتحرمه النوم أغمض عينيه ربما لكى يحافظ على صورتها أمامه وأخيرا غلبه النوم ورآها تحتضنه وهو نائم فى هدوء بين يديها رآها تبكى ودموعها تتساقط على وجهه سمعها وهى تقول له هاهو حلمك قد تحقق ومت وأنت بين أحضانى إستيقظ مذهولا نظر إلى ساعته الفجر يقترب جلس يتعجل شروق الشمس حتى ظهرت أولى خيوط الصباح ....
ارتدى ملابسه على عجل وغادر منزله مستقلا سيارته الصغيرة نظر فى مرآة السيارة إبتسم وهو يسأل نفسه ماذا دهاه إلى أين هو ذاهب الأن هل مجرد نظرة تفعل به كل ذلك وهو من عركته السنين والتجارب لم يهتم بكل ما جال بخاطره ومضى فى طريقه حتى وصل إلى مكان عملها كانت هى قد نسيت كل شئ بل ربما لم يجول بخاطرها أبدا وكما حدث بالأمس وجدته فجأة واقفا أمامها ينظر إليها نفس النظرة التى تخترق أعماقها تقدم نحوها سألها بهدوء اسمك إيه أجابت حضرتك عاوز إيه وبجرأة لم يعهدها هو فى نفسه قال .. عاوزك .... تسمرت مكانها إحتارت هل توبخه هل تستنجد بمن حولها لم يدع لها فرصة تفعل أى شئ إقترب منها أكثر أخرج من جيبه قلما وتناول ورقة من أماها وكتب رقم تليفونه وتركه أمامها قائلا كلمينى لما تخلصى شغل .. تركها وسط ذهولها وإنصرف ... عاد إلى سيارته متعجبا من جرأته التى لم يعتادها من قبل كان دائما خجولا نادرا ما يبدأ الحديث مع أحد لا يعرفه وهذه الفتاة إنه حتى لا يعرف إسمها لا يعلم شيئا عن ظروفها ثم والأهم أنها صغيرة جدا ربما تقارب سن إبنته تذكر المقولة التى كثيرا ما سمعها وربما قالها يوما لأحد أصدقاءه العجوز المتصابى أو المراهق الكبير أما هى فقد ظلت تفكر فى هذا الذى إقتحم حياتها دون إستئذان ودون سابق معرفة بل وبكل وقاحة كيف يقول لها هكذا بمنتهى السهولة عاوزك من يظن نفسه ومن يظنها وكيف عرفها أصلا أفكار كثيرة دارت فى رأسها لماذا توقف لسانها ولم توبخه أو حتى تستجير بزملائها نظرت بطرف عينيها إلى الورقة التى تركها أمسكت بها أرادت أن تمزقها ولكن شيئ ما منعها تركتها لفترة بين أناملها وظلت تنظر إليها ثم وضعتها أمامها مرة أخرى وهى لا تدرى ماذا تفعل إنشغلت فى عملها ولكنها اليوم لم تستطع أن تنسى ما حدث لم تستطع أن تنسي إقتحام عينيه ......
الساعة تعلن موعد مغادرتها عملها لملمت أشيائها المبعثرة على مكتبها هذا قلمها وهذا الموبايل الخاص بها وهذه الورقة التى شغلت تفكيرها طوال اليوم هى وصاحبها أمسكت بها كادت أن تمزقها ولكنها بسرعة وكأنها تهرب منها رمتها فى كيس نقودها وإنطلقت مسرعة وكأنها إرتكبت ما تخشى ان تلوم نفسها أو يراها أحد وهى تخفى الورقة بين نقودها وما أن إنفردت بنفسها حتى عادت صورة وكلمات ذلك المجهول تتراقص أمامها إبتسمت إبتسامة خفيفة وهى تتذكر كلمته ... عاوزك .... ياله من جرئ إعترفت بينها وبين نفسها أنها فعلا تحتاج لمن يقتحم حصونها ويغزو قلاعها ويخرجها من عزلتها إعترفت بينها وبين نفسها أنها تحتاج إلى من يحتويها يخاف عليها يشعرها بحنانه وحبه ... إبتسمت مرة أخرى وهى تقول ولكن هذا الماجن واضح وصريح إنه لم يحاول أن يغلف رغبته بكلمات مزخرفة هل هناك رجل يقول لأمراة لا يعرفها هكذا بكل بساطة .... عاوزك .... أخرجت الورقة المكتوب فيها رقم تليفونه من كيس نقودها وبدأت تنقل ألأرقام على هاتفها وكتبت تحتها المجنون وقبل أن تغلق هاتفها ضغط إصبعها على الزر الأخضر وحاولت التراجع فضغطت بعنف على الزر الاحمر وما هى إلا ثوانى وهاتفها يعلو صوته وتظهر على على شاشته كلمة المجنون ودار الصراع داخلها من جديد هل ترد هل تغلق الهاتف واستمر ترددها وتوقف الهاتف وخفت ضوءه للحظات ولكنه عاد للصراخ من جديد رفعته إلى أذنها وهمست بصوتها الساحر . أيوة .. وجاءها صوته الخافت مساء السكر إصطنعت الجهل وقالت من قال أنا سامح ده إسمى ومقدما أعتذر عن كل ما حدث منى ولكن قبل أن تغلقى الهاتف وقبل أى شئ اريدك أن تعرفى شيئا هممهت إيه .. أنا حلمت أنى مت بين يديكى وأتمنى أن يتحقق حلمى ولا أموت على يديكى خرجت منها ضحكة مدوية دون وعى أحست بالخجل ...حلمت بى أنا ليه إنت تعرفنى منين ... إنت مين ..قاطعها أرجوكى أنا حتى معرفش إسمك لكن لو قلتلك مش حتصدقينى أنا بتحصلى حاجة جديدة عليا من أول مرة شفت عنيكى حسيت إنى إتخطفت حسيتك وكأنك بنت قلبى نعم بنت قلبى لأن قلبى صمم أنه يرجعلك تانى وكانه كان تايه عنك من زمان متستغربيش وصدقينى دى الحقيقة ولما حلمت بأنى بموت بين إيديكى إتاكدت إنه عنده حق ... لم تستطع الرد لم تعرف بماذا ترد همهمت بصوت ضعيف عاوز إيه أنا مش ناقصة .. سريعا جاءها الرد ... سانتظرك اليوم عند السابعة وسأخبرك بكل شئ ولك أنت القرار ... أغلقت هاتفها وبدت حائرة تائهة ورنت كلمته مرة أخرى فى أذنها ...بنت قلبى ..... ياه أول مرة تسمع هذه العبارة ..........
الساعة تدق السابعة وجدت نفسها تنتفص من مكانها ترتدى أجمل ثيابها تمسك هاتفها وحجتها التى ساقتها لنفسها لابد وأن ينتهى هذا الموقف يجب أن تضع نهاية حاسمة لهذه القصة الغريبة أقنعت نفسها بحجتها وضغطت على رقمه وكأنه كان واقفا على باب السماعة .. مساء السكر والسعادة أتأخرتى ليه ... تأخرت على إيه أنا بكلمك أأقولك مش جاية ... ضحك ضحكة خفيفة وقال بلهجة الواثق أرحوكى لا تتأخرى أنا منتظرك فى سيارتى الحمراء الصغيرة .. يلا إقفلى وإنزلى بسرعة إستنى بس المكان فين وجدت نفسها تصف له المكان ثم تغلق الهاتف وتندفع كالمنومة مغناطيسيا إلى حيث مكان اللقاء يراها قادمة نحوه يسلم عليها وكأنه يعرفها من زمن يرفع كف يديها إلى شفتيه ليضع عليه قبلة حانية يفتح لها باب السيارة وهى صامتة تماما تجلس بهدوء يغلق الباب ويعدو هو إلى مقعده يدير سيارته وعيناه لا تفارق وجهها وكأنه يرسم كل تفاصيل هذا الوجه الملائكى ويطبعه فى قلبه ورأسه مرت فترة صمت قصيرة وكأنهما يحاولان فهم ما يحدث حتى همس هو قائلا نورتى حياتى تخيلى إنى معرفتش إسمك إبتسمت وهى تقول أنا سارة كلى مشاكل واللى يعرفنى بيهرب منى بسرعة وبدأت تحكى تفاصيل حياتها وكأنها تعرفه من سنين عرف أنها مطلقة وأن لها طفلتين وأنها تعيش مع أمها وأخوها وعرف أكثر أنها ضعيفة ولكنها تحاول أن تبدو قويه حتى تحمى نفسها ولوهلة فكر مثل معظم الرجال أنها فرصة لكى يقضى معها وقتا ممتعا وينتهى الأمر عند هذا الحد فها هى رغم أنها لا تعرفه أتت إليه وركبت سيارته ولم تمنعه من أن يمسك يديها ولم تحدد مكانا معينا يذهبان إليه نظر إليها بعينيها سحر غريب ليست هذه التى يقضى معها وقتا ثم يتركها لقد سكنت شغاف قلبه من أول مرة رأها أحس أنها فعلا ابنة قلبه كان يشعر بسعادة غريبة وهى تتكلم تمنى لو ظل صوتها يغرد فى أذنه إلى الأبد ترى إلى أين تأخذه عيناها رغم سعادته وهى بجواره إلا أن خوفا تملكه مما قد يحدث غدا وكيف وإلى أين ستمضى هذه الحكاية تذكر حلمه بأنه سيموت بين يديها وتمنى لو لم يمت بيديها ..... تمنى وهى معه أن تتوقف عقارب كل الساعات أيقن أنها قدره الذى لا فرار منه ربما تكون سعادته التى حُرِم منها طوال عمره العوض عما كابده من أحزان وتعاسة وربما تكون نقمة يتعذب بها باقى عمره لقد جاءت فى الوقت الخطأ ولكنها أتت وأنتهى الأمر سواء نقمة او نعمة لم يعد يستطيع أن يمنع قلبه عنها أمسك بيدها مرة أخرى ليتأكد من وجودها بجواره رفع كف يدها الى شفتيه وطبع فيه قبلة طويلة إبتسمت فى خجل وهى تترك يدها تتحسس وجهه وصل الى قلبها حنانه وصدق مشاعره لم يقبل أحدا يدها يوما لم تشعر بهذا الدفء مع أحد نظرت إليه وهمست لنفسها ربما يكون هذا هو الأمان الذى عاشت تحلم به نظرت إليه وهو يحتضن بعينه عيناها ويده تعتصر يدها برفق وحنان غريب قالت له وهى تحاول أن تنتزع كفها من يده ألا ترى أن هذا غريبا ماذا سيقول الناس عنا أرجوك دعنى وشأنى كفانى عذابا إلى الأن أنا لا أصلح لك وأنت أيضا لا تصلح لى فكر بعقلك قليلاً قال لها لو تركتى لى عقلا أفكر به ما كنت معكِ الأن منذ أن رأيتك وأنا مشتت العقل قلبى يسوقنى إليكِ بلا رحمة وكل ما أتمناه أن يتحقق حلمى وأموت بين يديكى ولا أموت بيديكى أعرف أن هناك عقبات كثيرة تحول بينكِ وبينى ولكن أقسم أن الأمر ليس بيدى عيناكى أسرتنى وجذبتنى إليكى بلا رحمة أريدك أن تظلى بجوارى حتى نهاية عمرى قالت ألا تخشى أن تموت بيدى وليس بين يدى قال سيكون هذا قدرى وأنا مستسلم له .إعتدلت فى جلستها وسحبت يدها من يده برفق أرجوك إن كنت تريد أن تمضى بعض الوقت فأبحث عن غيرى كثيرات يتمنين ذلك أما أنا فلا أنا اتيت إليك الأن دون إرادتى لم أفكر لم أستشير ولكنى إستسلمت لأحساسي أنك مختلف ولأنك رجل كبير لا تسعى للهو أو اللعب بى وضعى حرج أنا مطلقة وأم لطفلتين فلا تدعنى موضع الشبهات وليكن فى حسبانك من الأن أننى لن أكون صيدا لك ولا لأى رجل فإن كانت هذه نيتك فأرجوك إبتعد عنى ووفر وقتك وجهدك لأمراة أخرى تقبل ذلك وأنا متأكدة أنك ستجد الكثيرات غيرى أوقف السيارة ورفع اصابعه تجفف دمعة سقطت من عينيها دون أن تدرى وقال لها أرجو ان تحددى لي موعدا مع أهلك إن كنتِ تقبلين أن أعيش معكِ ما تبقى من عمرى وأعدك أننى سأبذل كل جهدى لأحاول اسعادك .. ربما يكون ما تبقى قليل ولكن سيعوضك ويعوضنى عن كل سنوات الشقاء أعرف أن الأمر صعب وفرق السن كبير ولكن ليس بيدى شئ وضعت إصبعها على شفتيه .. هس لقد إرتبطت بالشاب الصغير وها أنا أحمل لقب مطلقة وأحمل على كتفى طفلتين ...هيا عد بى إلى بيتى وأنا سعيدة لا تجعل الحزن يتسرب مرة أخرى إلى قلبى ونظرت إليه نفس نظرتها الساحرة التى تأسره وتحتويه ... 
لازالت دموعها تتساقط فوق خده المدفون بين أحضانها تذكرت فرحته كطفل صغير حين إتصلت به لتخبره أن يحضر لمقابلة اسرتها تخيلت كيف كان يقفز سعيدا درجات سلم بيته دون ان يغلق الخط وهو يحدثها كانت وكأنها تسمع دقات قلبه وهى تشى بسعادته وهى تقول له لا تتأخر أنا فى إنتظارك تذكرت كلمة بعشق ضحكة عنيكى التى قالها وهو يركب سيارته طائرا إليها وهاهو يدق باب بيتها وتستقبله هى بإبتسامتها الساحرة وعينيها التى تفيض سعادة يسلم سامح على أمها واخوها الصغيروبعض اقاربها يضع ما أتى به على طاولة أمامهم ويجلس فى هدوء يلمح نظرات عيون من حضر تعود هو أن يترجم كل نظرات العيون فهو يعلم ما بداخل من أمامه من نظرات عينيه شعر بنظرة حب فى عينى أخيها الصغير الذى جلس بجواره ولكنه ابدا لم يرتاح لنظرة أمها وتوجس منها خيفة ولكن هو لا يعنيه إلا عينان هما كل حياته بدأ حديثه متسائلا عن أخيها الكبير ولكن الأم وكأنها أمسكت خيط الكلمات قالت أخوها مش حيقدر يحضر ونحن سنبلغه وبصراحة هو معترض لأن أحد أصدقاءه طلب التقدم لسارة ولكنها رفضت صرخت سارة فى وجهها أنا مش عاوزة حد أنا إخترت خلاص اللى عاوز يحضر أهلا وسهلا واللى مش عاوز هو حر كفاية بقى حرام عليكم سكتت الأم مضطرة وتمتمت ببعض الكلمات حاول تهدئه الأمور واعلن أنه سيذهب إلى أخيها فى بيته وسيسترضيه ثم قال فى هدوء موجها حديثه إلى الأم ونظراته لسارة سيدتى سارة فى عينى وقلبى وعهد وقسما بالله أن أجعل كل أيامها هى وطفلتيها سعادة وهناء سارة هدية لى من الله وسأحافظ عليها وأرعاها ولن يعرف الحزن أبدا طريقا لعيناها إبتسمت سارة حياء وهى تسمع كلماته التى كان قلبه ينطق بها قبل شفتيه أطرقت برأسها وصمتت وبدد صمتها صوت أمها وهى تقول وحضرتك حتجيب لها إيه فقال فى هدوء أنا كلى ملك لها هى تؤمر وبس
قالت الأم ولكنك متزوج ولديك أبناء قال وهم أيضا لهم حقهم ولن أجور عليهم قالت لا تؤاخدنى أنت راجل كبير وبنتى صغيرة وعندك زوجة وأولاد وأنا عاوزة أامن مستقبل بنتى وبدأت تعدد الطلبات أحس كأنه يشترى سلعة من بائع كان من الممكن أن يأتيها بكل ما طلبت ولكن الطريقة لم تعجبه قال بهدوء سيدتى أنا مصرى لست ثرى عربى أنا أحب سارة وسأقدم لها كل ما تطلبه هى وفجأة إنتفضت سارة ونظرت لأمها فى غضب ودموعها تسبقها أنا مش عاوزة حاجة غيرك حرام عليكى يا امى حرام إرحمينى بقى أشار إليها أن تصمت وقال فى هدوء نقرأ الفاتحة وأخرج من جيبه علبة قطيفة فتحها وقدمها إلى سارة قائلا هذه هديه بسيطة وبعد كده حننزل أنا وأنتى نشترى كل إللى يعجبك أمسك بيديها ووضع فى إصبعها خاتم جميل ورفع يدها إلى شفتيه وطبع على كفها قبلة حانيه نظر إلى عينيها المليئه بالدموع مسحها بإصبعه وطبع قبلة صغيره على جبينها وإستاذن منصرفا ...ً
ماأن ركب سيارته حتى دار أمامه كل ما حدث كيف سيتعامل مع هذه الأسرة بل كيف ستتعامل سارة مع أمها التى تعتبرها سلعة يستحقها من يدفع أكثر وهل ستتحمل هى كل هذه الضغوط لم يطل تفكيره كثيرا فرنين هاتفه انقذه من هواجسه وأتى صوت سارة عبر الهاتف ليبدد مخاوفه وهى تقول له عارفة أن الوضع صدمك أنا آسفة متزعلش أنت عندى بالدنيا أسكتها بكلمة بحبك أنا بس خايف حد يزعلك كنت حادة جدا مع أمك ياريت تصالحيها وتفهميها بهدوء مش عاوزين مشاكل يا عمرى عاوزين نخلص بسرعة عشان نفرح شوية قالت متقلقش انا متعودة على كده إرتاح أنت عشان عندك شغل بدرى يلا تصبح على خير قال لها وهو يودعها إنت كل الخير قرر أن لا يلتفت لأحد إلا هى فلتمضى الحياه وليفعل الله مايريد هذا حلمه على بعد خطوات منه فليسرع بتحقيقه صعد إلى بيته دخل غرفته الباردة إستلقى على سريره وربما لأول مرة يستطيع أن ينام سعيدا إستيقظ على صوتها إنت لسا نايم قوم يا كسلان عندك شغل يلا حكلمك وإنت ماشى إبتسم من قلبه هاهو هناك من يوقظه غير المنبه المزعج نهض سريعا إرتدى ملابسه على عجل خطف مفتاح سيارته وهاتفه وفور أن ركب سيارته طلبها صباح الجمال والحنان والروعة أحلى صباح فى الدنيا ردت بهدوء فطرت قال لا إنفعلت عليه لازم تفطر وتفضل بقى بلاش تكلمنى وأنتت سايق إستنى بس أنا متعود على كده.. لا ده كان زمان دلوقت لا فى نظام لازم تحافظ على نفسك فى ناس فى رقبتك ..... حبيبتى إنتى عمرى كله أنا عشت من جديد لما شفتك بعشق كل حاجة فيكى ... طب يلا لما توصل إبعت هات فطار وكلمنى فيديو وأنت تفطر .. باى .. إحساس رائع لم يعشه من قبل إحساس ملك حياته وقلبه ونفسه وتكررت المكالمات يوميا هى معه طوال اليوم منذ أن توقظه حتى ينتهى من عمله ويلتقيان كل مساء خرجا يبحثان عن مسكن يضمهما .. ويتفرجا على ما سوف يشترونه من اثاث ومضت بهما الأيام تسعد بهما وتسعدهما يتشاجران وسرعان ما يصالحها سواء كان هو من أخطأ أو هى لم يكن من الممكن أن يتركها يوما حزينة أو زعلانه وعدها أن يحاول إسعادها وأوفى بوعده هى تعرف ذلك تعرف أنه تحملها كثيرا لا زالت دموعها تتساقط على خده وهى تتذكر كم تدللت عليه كم إختبرت حبه لها وكم كان عطوفا رقيقا حليما صبورا معها كم أخطات وكم سامحها كم تدللت وسمح لها أن تتمادى فى دلالها كتب فى عينيها مئات القصائد لم يبخل عليها بمشاعر ولم يضن عليها بوقت أو مال كان يقرأ فى عينيها ما تحتاج إليه فيكون بين يديها قبل أن تطلبه كانت مذهولة كيف يستطيع أن يعرف أنها متعبة او مريضة أو تحتاج شئ فتجده فورا يسألها مالك قلبى بيسألنى عليكى فى ايه طمنينى. وتسأله عرفت منين فيرد ألم اقل لك أنكِ إبنه قلبى فكيف لا يشعر الأب بابنته 
حلم تحقق ...... الاخيرة

احتواها بحبه وحنانه كان يعاملها كملكة لم يكن يسمح لها ان تعتذر حتى لو أخطأت فى حقه هو كان يقول لها أنتى ملكة والملكات لا يعتذرن فقط يصدرن أوامرهن وعلى الشعوب تنفيذ هذه الأوامر كانت الأيام تمضى بها سعيدة راضية أخيرا وجدت من تستطيع أن ترتكن على صدره وهى مطمئنه ولكن الى متى سألتها هذا السؤال إحدى صديقاتها إلى متى سيبقى لكى ...تذكرى فارق السن الكبير إنظرى إلى حاله وحالك بعد عشر سنوات من الآن ستكونين فى أوج أنوثتك وسيكون هو فى شيخوخته ستعانين ولن يستطيع أن يلبى طلباتك لا يغرنك حبه لك الأن ولهفته عليكى بدأت رأسها تدور رسخت أمها الشك فى رأسها اكتر وقالت لن تستطيعين ان تتحدثى مع احد ستحرقك نار غيرته عليكى سيحبسك فى قفص من ذهب رأسها تدور وتدور كانت تصطنع عدم المبالاة أمامهم ولكن ما أن تجلس مع نفسها حتى تدوى تلك الكلمات فى رأسها أصبحت أكثر عصبيه طريقتها دون ان تدرى تغيرت معه بدأت تثور لأتفه الأسباب وهو كما هو يحاول أن يسترضيها أن يرضيها بشتى الطرق كان يخاف أن تضيع منه هو كان يشعر أنها فرصته الاخيرة للحياة ولكنه بدأ يضيق بتصرفاتها وفجأة وهى تجلس بجواره أمسك بيدها قبلها وسألها فى إيه أنا حسك متغيرة من فترة قوليلى فى إيه وبدأت تكلمه بصراحة أطلعته على كل ما يدور برأسها تساقطت دموع كان يحسبها عزيزة رأت دموعه خجلت من نفسها أوصلها الى باب بيتها أمسك بيدها بشدة وضع فيها شيئا ما وأنطلق بسيارته فتحت يدها وجدت دبلته التى كانت تزين إصبعه كادت أن تنهار أمسكت تليفونها طلبته عدة مرات إلى أن رد عليها أتاها صوتا مخنوقا لم تستطع تبينه قالت بتوسل أرجوك إسمعنى فى حد يزعل من إبنة قلبه قال لها لقد رأيتى ما لم أكن أود أن ترينه أبدا رأيتى دموعا كنت أظن منذ عرفتك أنها لن تعرف لى عنوانا أبدا لقد رأيتنى رأيتى لحظات ضعفى لن أستطيع بعد الأن أن أنظر إلى عينيكى صرخت أنا حبيبتك سامحنى أرجوك قال لها مرة أخرى الملكات لا يعتذرن أبدا فكرى من جديد أما أنا فمهما كان قرارك لن أغضب لن أثور لن أتركك سأكون دائما بجوارك وستكونين دائما فى قلبى ولم يكمل كلامه وإنما سمعت دويا قويا ظلت تصرخ الو ....الو ..ولا يجب أحد دقائق طويلة مرت وهى تصرخ ولا مجيب وفجأة سمعت على الجانب الاخر صوت جلبة وبوق سيارة الأسعاف وصوت غريب يحدثها قائلا أنا آسف صاحب التليفون مصاب أرجوك لو تعرفى حد إسمه سارة خليها تحضر بسرعة على المستشفى إسمها لا يفارق لسانه أخذت عنوان المستشفى وهى تجرى تسبقها دموعها وهناك وجدته إحتضنته بين ذراعيها نظر إليها إبتسم وهو يقول الحمد لله حلمى تحقق سأموت ولكنى لا أعرف إن كنت مت بين يديك او على يديكى لا يهمنى إلا أننى أموت الأن ورأسي فوق صدرك رفع يده ليجفف دموعها ولكن يديه هوت ولم تصل لعينيها ودوت صرخة منها وأغرقت دموعها وجهه قبلته فوق جبينه وجرت مسرعة خارج الغرفة وقفت بعيد لتشاهد اسرته وهم يلتفون حوله .
تمت 



google-playkhamsatmostaqltradent