كسرتِ بخاطري وأتيتِ ذنبا
وقد مزقتِني إرْبًا فإرْبا
أما تكفي لنا الأحداث كربًا
فزدتِ عليَّ فوقَ الكربِ كرْبا
كأنكِ جئتِ في جنْدٍ غشومٍ
إلى جندِ الحوادثِ صرتِ إلْبَا *1
تعاهدتم على قلبي بظلمٍ
بكلِّ قساوةٍ أشعلتِ حربا
وكم عاش الحوادثَ محضُ صلْبٍ
وحين ظلمتهِ حطمتِ صُلْبَا
حملتُكِ في الحنايا نبضَ قلبٍ
وعمري كلّهُ لفداكِ وهْبا
فكيف وأنتِ قلبي ياحبيبي
نأيتِ وقلبيَ المشتاق حبَّا
لأجلِ هواكِ أسلك كلّ دربٍ
وقد أوصدتِ لي دربًا فدربا
ومهما بالمساوئِ نلتِ منّي
لساني فيكِ بالخيراتِ رطْبَا
ومهما قلتِ أو أبديتِ كُرْها
سأبقى حاملاً ودًا وحبَّا
هجرتِ كشربِ ماءٍ لا تبالي
إذا أنا قد شَرِبْتُ الهجرَ نحْبَا
لهذا الهجر سوف أظلُّ أبكي
وإنّي بالبكا عينًا وقلبا
فإن ماء المحاجر جفَّ جبرًا
دماء القلبِ سوف تسيل سكْبا
وأنتِ قريرة العينِ استريحي
ولا تتحملي من ذاك ذنبا. سيد الشاعر
………………………………………………………………….…
*1- إلْبا : حِلْفا