recent
أخبار ساخنة

محاق- بقلم الأديب -طارق الصاوى خلف





محاق
هبت رائحة عطرها عاصفة، ضمته أمه بحسرتها، سالت خيوط ماء لزج بين فكيه، عرقت جبهة المحموم، عض على لسانه بثنيته، كتم رغبة قاهرة أن يناديها، فشل فى كبح لواعج فؤاده، وضعت أمه يدها على فمه،غرس انيابه بعظامها، بكت، قلبت نظراتها بسماء ارتبط انفلات وحيدها باكتمال قمرها، يراها على صفحة البدر تبتسم، تهيج اشواقه، ينقر السهاد خزانة عقله، يمتطيه قلق، لا يطيق البقاء محاصرا بالحوائط الاسمنتية، ينطلق كثور جائع فك قيوده للحقول، تستوففه ترعة تعكس ظل القمر، يلتصق ظهره بجذع صفصافه، يغنى موالا على ليلاه، تستعيده امه للبيت متوسلة بدموعها.
يبيت مقرفصا امام بابه، تتساقط قطرات الندى، يغسل بها جراحه، يصيخ سمعه لدبيب نعلها، يلوح لها، تدوس قلبه الملقى فى طريقها، يلجمه البكم، ترمى اليه منديلا به نخامتها، يلتقطه، يستمرئ وضعه على صدره، يبرد لهيب وجده، يستند على حامل لينهض ، تخذله ساقيه، تلتفت بعينيها نحوه، يتطوح كأنه سكران، تتأمله طويلا، ، ذبل شبابه، تتشفى بانسان ينحدر للهاوية، تحس فى اعماق سريرتها بالرضا أنه نال الجزاء، وصل حلمه للمحاق لرفض أسرته اقترانه بها، تلعنها أمه، تستنفر فى ظلمة عذابها النجوم، تدعو شهبها لعقاب جنية، سلبتها نن عينها .
طارق الصاوى خلف
google-playkhamsatmostaqltradent