حكمت نايف خولي
حكمت نايف خولي
خطفتني أحلامي
خطفتني أحلامي من بين أشواكِ الوجودْ
رفعتني فوق أوحالِ الهوامِ والدودْ
طارتْ بي على أجنحةِ الخيالِ
حلَّقتْ بعيداً إلى عالمِ اللامعقول ....
بعيداً وراءَ غابةِ الذِّئابِ والفهودْ
أشباهِ البشرِ الضِّباعِ والقرودْ
حطَّتْ بي أشرعةُ الخيالْ
على كوكبِ الحبِّ العشقِ والجمالْ
كانت معي في رحلتي رفيقةُ الرُّوحِ
إلهةُ الحسنِ والدَّلالْ ....
توافدتْ ربَّاتُ الجنانِ من كلِّ زوايا السَّماءْ
تستقبلُنا بالأهازيجِ والغناءْ ...
يفرشنَ لنا الأرضَ بأزهارِ الودِّ والوفاءْ
سبقتنا إليهم أخبارُ الأرضِ كوكبُ الدُّموعِ والشقاءْ
كوكبُ العداءِ الحقدِ والبغضاءْ
عالمُ الكائناتِ المتمرِّسةِ على الرذيلة
على التَّوحُّشِ وامتصاصِ الدماءْ
الكائنات المهووسةِ بابتداعِ أساليبِ القهرِ
المتفنِّنةِ بجنونٍ ساديٍّ على تعذيبِ
النفوسِ البريئةِ الوديعة النقيةْ....
هناك على كوكبِ الحبِّ تسودُ المحبةُ
تخيِّمُ عليهم سحابةُ السَّلامِ والعدالةِ
هناك شريعةُ السماءِ تتحققُ بكلِّ صفاءٍ ونقاءْ
الناسُ أخوةٌ بدونِ نفاقٍ ورياءْ
خيراتُ الكوكبِ ملكٌ الجميعِ لا جوعٌ
لا عريٌ لا عطشٌ ولا عناءْ
يعبدون ربَّ الكوكبِ بحبٍ وصفاءْ
لا طقوسَ لا شعائرَ لا أديانَ لا تحزباتٍ
أو طوائفَ تمزقُ الرَّبَّ تجعلُه
نتفاً يستحقُّ الشفقةَ والرثاءْ
شعرتُ هناك بالفرحِ بالسعادةِ والهناءْ
قررتُ مع رفيقتي ان نظلَّ في غيبوبةِ الأحلامْ
لن نعود إلى الواقعِ الأليمِ المرِّ
سنبقى إلى الأبدِ في عالمِ الأوهامْ
عالمِ السعادةِ والمحبةِ الأخوةِ والسلامْ
حكمت نايف خولي