recent
أخبار ساخنة

الكاتب محمد العمراني يكتب -



عربة المياه 
@@@@
وسط اجواء الصعيد الجاف والليالى العجاف واكل التعيين الجاف والوقت  وقت الاصيل اعتاد  جنود السرية  يوميا الاحتشاد داخل الكانتين القابع فى بطن الجبل   حيث يجتمعون ويتغنون بالمواويل والاناشيد وينادون العين والليل ويتخلصون من فرهدة الحر وتعب التدريب نهارا ويتخلصون من بعض الضغط النفسى  ويتهيئون  للخدمة والحراسة الليليه وذلك عندما تتوفر المياه بالسرية وتمتلىء الفناطيز بالكليه فعندها وفقط وبمنتهى المزاج  يحتسون الشاى ابو قرش صاغ مع سيجاره وهذا السعر محدد تسعيرته من قبل الضابط المسئول عن ادارة الكانتين وكانت تسعيرة علبة السجائر الكيلوباتره اربعة وعشرون قرشا فقط  ومنهم من كان ينظر من خلال كوب الشاى ويقول الشاى ده خفيف وانا شايف من وراه عربية الميه جايه على بعد خمسه كيلو   حوط كمان تلقيمة ياعسكرى يابخيل ومنهم من يرشى الجندى بقرش اخر مقابل معلقة شاى ناشفة او معلقة سكر لان كيلو السكر مع اتنين  باكو شاى بيعملو مائة  كوب شاى يعنى هذا ان اربعة وعشرون قرشا  ثمن كيلو السكر وقول الشاى كمان ست قروش   يبقى مكسب مائة كوب شاى محلى بالسكر يعادل مكسب صافى  سبعون قرشا تقريبا والجندى يحصل على الرشوة من الجنود ليعمل شاى تقيل وسكر زياده لاصحاب المزاج العالى  لذلك كان الجنود حاقدين على عامل الكنتين ويضعون له عقربا داخل علبة كبريت درج ويضعون فى فمهم سيجاره  ويقدمون العلبه الدرج لعامل الكنتين قائلين له ولعلى يا دفعه  فعندما يدب العامل اصبعه فى درج العلبه يطل منها العقرب ويلدغه وهم يتضاحكون ويتساقطون ويضربون الارض بطواقيهم  وكثيرا ماكانوا يتسابقون بوضعها لبعض على سبيل المزاح الصعيدى  التقيل فى الطواقى والجيوب والاحذيه  و الآن  بعد ان نفذت من السرية المياه
وقد حان موعد الحراسة الليليه والطابور واستلام السلاح
وانا من موقعى المرتفع اراقب وصول عربة المياه من فوق الجبل بواسطة تلسكوب مكبر دون جدوى الجنود عطشى والكانتين مغلق وقد حان وقت استحمامى فانا مسرف جدا فى استهلاك المياه واستهلك وحدى  جركن  به عشرون لترا كل يومين اكل وطبيخ ووضوء واستحمام اما الباقى من مستلزمات الطهاره فأعتمد  على قليل من حفنات التراب والحجاره فأنا  لا اتحمل ولا اطيق الحر والتلزيق ونشفان الريق . وقد هبط الآن الظلام بمظلته فوق الجبل وارخى حباله واستقبلت لتوى اشارة من قائد الكتيبه يسأل فيها عن العربه فاخبرته بانها لم تصل فأمرنى بالوصول مشيا الى الطريق الممهد المواجه للقرية المجاوره والبحث عنها ذهبت مصطحبا معى عصاتى المحلاه برأس نفرتيتى عاج وخرجت من الموقع بعد ان تخطيت السياج بمنتهى السرية ووصلت بعد ساعة لأجد السائق والعربية رهن الاقامة الجبريه وقد تم حفر خندقا بعرض الطريق داير مايدور ليمنع عنا اى امداد وممنوع المرور وعينك ماتشوف الا النور والسائق وقد استقبلنى بالبكاء والاستجداء ويبدو من منظر وجهه انه تلقى اكثر من مائة حذاء وعندما رآنى الأهالى اتكلم باستعلاء قالو ياعيب الشوم و رفعو الشوم واستعدو للاعتداء والهجوم.
فلميت الدور ويا صابت يا اتنين عور
فسألت عن عمدتهم فتقدم لى رجل يبدو عليه الحياء والاستحياء ودعانى للجلوس حتى اهدأ فجلست مكانى بوضع القرفصاء وقص لى مافعله الجندى بمنتهى الغباء وكان سببا فى تأخير الامداد بالماء وان تطور الأمر فسنحرم غدا من الوقود والغذاء وقطع اسلاك الاستغاثة والنداء  حيث عربة المياه قد اخترقت  هذا المساء على غير استحياء وبكل جرأة وغباء مكان الخلاء وهتكت  ستر وعورات  النساء وسلطت عليه الاضواء اثناء الاستبراء والاستنجاء فى هذه الليلة الغبراء حيث هم من رأى هذا من رجال القرية الفضلاء وانقضوا  على خلاء النساء ليستروهن عن الاضواء و تعرضوا للضرب على رؤؤسهم بأحذية النساء  وهتكوا هم ايضا ستر النساء واصبحوا هم والجندى سواءا بسواء 
واشتد الصريخ والعويل والبكاء وهبت كل القرية لتجد النساء والرجال بالخلاء وتمت المطمه والدعوه عامه فاعتذرت واخبرت العمده
بانها مجرد اخطاء وهى غير مقصوده ولا مرصوده واعتذرت للقريه واعلمتهم بأن هذا هو الطريق  الممهوده والمعهوده وان السائق لم يتعدى أبدا حدوده غير ان الوقت تأخر ولفت نظره الغرابيب السوده ففتح النور وان  هذا الحادث مؤسف  وطالبتهم  بالافراج عن العربة و ا لا ستأتى القوات المسلحة  وتبيد القرية لأن هذا استيلاء وتعدى على الجيش  فتفهم العمده الموقف وسمح للعربه بالرجوع الى الكتيبه فارغه بعد ان سحب اهالى القريه منها المياه  ولأعود أنا خائب الرجاء بلا نقطه  ماء.
google-playkhamsatmostaqltradent