شكرا الفونس
@@@@@
ضمن حرس الشرف المرسل من الكلية الجويه انا الآن امر على طلبة الكليه الحربيه اثناء فرق المذاكره الليليه اتفقد الطلبه انت منين ياطالب من السويس احسن ناس وانت ياطالب منين وهكذا كانت سهرتنا داخل كواليس الكليه الحربيه حيث بتنا ليلتنا نتعالى على طلبة الحربيه واذكر ان كان على رأس حرس الشرف البحرى ابنا لعبدالحكيم عامر لنذهب الى قصر عابدين صباح الغد لاتمام مراسم تغيير علم مصر وتكوين اتحاد الجمهوريات بحضور السادات
والاسد الاب والقذافي.حيث يقوم ثلاثتهم باستعراض حرس الشرف ورفع العلم الجديد
وكانت كل الاضافه للعلم الجديد هى محو النسر القديم ووضع صقر قريش مع البقاء على الألوان هذا ما كان منا فى سابق العصر والأوان اما الآن ستجدنى جالسا مكتئبا على كرسى حديد ينطوى على قماش مواجها الدولاب الصاج المفتوح مصراعيه داخل عنبرى بالكليه الحربيه حيث كان هذا اول يوم لى بعد ان حولتنى كلية الطيران الى الحربيه بادعاء فشلى فى القدره على تعلم الطيران بالرغم من كونى اول دفعتى لاستنفاذ عدد ساعات الطيران المخصصه لتدريبى .ورغم اننى كنت على وشك التخرج برتبه ملازم طيار فانا الان مثلى مثل اى طالب حربيه مستجد وهذا اول يوم له هوب هوب شمال يمين قف.
الطلبه المستجدون يكونون دائما فى حالة استنفار واضطراب وروشه حيث يتسلمهم طلبة الكليه القدامى من جميع الجنسيات سورى ليبى سودانى كينى جزائرى غانى غينى وكلا بلغته يتجمعون ويخرجون فيهم عقدهم تقدم نحوى بعض الطلبه القدامى الذى من المفترض اننى كنت يوما ما اقدم منهم وامرنى بالوقوف انتباه فلم اعره انتباهى فتذكرنى يوم كنت ضيفا عليهم فى فرق المذاكره من سنتين فتكالبوا وتنمروا واستأسدوا وانهالو علي بأسنة النباح والزئير والعواء يصرخون باعلى اصواتهم لأقف لهم فلم استجب وفجأه انتفضت واقفا ممسكا الكرسى الحديد ورفعته لاضربهم ففروا امامى فى الفراغ بين اسرة العنبر ودواليبه متجهين نحو الباب وانا خلفهم وعند الباب وجدت ضابطا برتبه مقدم احمر الوجه به بعض النمش يدل البيريه الازرق المائل على حاجبه انه من سلاح المشاه فوقفت امامه والكرسى مازال فى يدى وبكل هدوء مسك بطاقة التعريف المعلقة على جيب قميصى وقال لى انت عائد جويه وهذا اصطلاح يطلق على جميع الطلبه الذين لم يتخرجو من الجويه وتم تحويلهم للحربيه وكنا نحن عائدو الجويه نرفض تعليق بطاقة تعريف الاسم العريضة الخاصة بالحربيه حيث احتفظنا ببطاقة الجويه الرفيعة ففرت الدموع من عينى امام المقدم الفونس احمر الوجه انمشه والذى يسير بعرجه بسيطه من اثر اصابته فى حرب يونيو وطأطأت رأسى أى نعم فرفع ذقنى بيده وقال لى انا قائد كتيبة الطلبة وانت من الآن فى حمايتى على ان تساعدنى فى تعليم الطلبه على المشية العسكرية وكنت انا دليلهم الشمال اى اول طالب فى اول صف فى الطابور ومحور كل الدورانات اثناء المشى وهذا الألفونس منعنى من البلطجه التى اتبعها اقرانى من عائدى الجويه حيث كانو يعصون الأوامر ولايحصلون دروسهم نتيجة الاحباط الذى حدث لهم وكان المقدم الفونس سببا فى ان احافظ على تفوقى السابق فى الجوية وكانت نتيجة اول سنه فى الحربيه الخامس على الدفعه لا بسبب مجهودى ولكن بسبب المقدم الفونس الذى كان يعطينى الدرجات النهائية فى العملى واستمر تفوقى حتى انفصلت عن الحربيه فى سلاح الدفاع الجوى لاتخرج اول دفعتى شكرا الفونس شكرا الفونس