حكايات من كتاب النحو...قصص قصيرة ....رشاد الدهشورى
1- فعل ماضى.
..................
.....حافلة ...اتوبيس....كان ذلك ظهرا, والسائق الذى شدعلى رأسه منديل محلاوى كالح يقود بحرية ماجنة.
يجعر فى الراكبين أن يسرعوا فى الصعود أو الهبوط ويحذرهم من وجود "نشالين"
تنزل سيدة عجوز وهى تستغيث:
- "حاسب يا بنى علشان انزل فى محطتى "
المحصل يصرخ للسائق:
- خلصنا يا اسطى "ماضى" نزلها
- يزوم ,يدفع العجوز أمامه حتى سلم الاتوبيس يدفعها فتسقط فى بحر الشارع وقد انكشف شعرها الأبيض المخضب بالحناء.
المحصل يصرخ:
- "دوس يا اسطى ماضى ..تأخرنا"
السائق يضحك تضغط قدماه على دواسة البنزين فيندفع الاتوبيس مزلزلا الشارع وكأنما يفر من شيءما..شيء يترقب.
والسائق يقسم للراكبين أنه تأخر.
المحصل "يجعر" يركل الناس فى مؤخراتهم.
تتسع عيونهم ويسيل العرق الصيفى ليلجمهم ويرسم لوحات من الدهشة على الوجوه المتعبة وكأنهم تدربو على الصمت من زمن بعيد..
المحصل يصيح متسائلا:
- من الذى لم يدفع؟؟؟
ينظر إلى ساعته :
- اسحب شويه يا اسطى "ماضى" ..تأخرنا
تندفع الحافلة بشدة..تنحدربشدة
تنحدر وتنحدر .
صراخ وتدافع,صوت ارتطام رهيب. صمم ...صمت
أقلب جسدى , أتحسسه, أتأكد من وجودى....يتحسسون أجسادهم,مؤخراتهم التى تنزف بغذارة وأقفيتهم....
المحصل تتلبسه دهشة .يزحف وقد كسرت إحدى ساقيه يصرخ .
اندفع الناس فى محاولةلانقاذ السائق الذى انعجن نصفه السفلى بلحم الأتوبيس...
يفتح فمه المملوءبالدم ويشهق:
.........لقد تأخرنا............
2- مفعول به
.........
...فى طفولتى ولما شهدته يضرب والدتى بغل وحشى سألتها عن الموت..لماذا سرق الموت أبى..؟؟
مسحت دموعها وأقسمت أن أبى رغم أنهم دفنوه أمام عينيها ...أنه لم يمت وأننا نحن الميتون .وأفهمتنى أن الموت هو مفارقة الروح للجسد فبكيت كثيرا لموتى المبكر.ولما كبرت أحسست ضعفا فى بصرى , أمشيى بين الأحياء كالأعمى
همس الشيخ "قطب الطيب"
"اعمل لدنياك كأنك تموت غدا"
فتغيرت خلقتى واقشعرت ملامحى, فقتلت نفسا وسرقت مالا وارتكبت فاحشة وخرقت السفينة.
ولما فاض الطوفان أعطونى ورقة مختومة بأنى أنهيت دراستى وهذا صك حريتى.
فوجدتنى مكبل بسلاسل أجر هزائمى كأعجاز نخل خاوية.
همس كبيرهم الذى علمهم السلب :
- "ألف مبروك ستعمل فى منجم الذهب".
ولما كسرت نظارتى الطبية أدركت ضعف بصيرتى وأن الناس ضعيفة أبصارهم وبصائرهم أيضا ,يفرحون بالذهب وهم لايدركون أنهم يعملون بالمنجم القّذر جدا "حمالون"
............
3- نائب فاعل
.................
.......الشوارع تشغى بأفراد الشعب احتفالا بالباشا نائب الدائرة.الوزيرالمبتسم.يحملونه على أعناقهم .يهتفون.
"عاش عاش اللى احنا من غيره مانسواش"
الدركى يصرخ فيهم :
حبة من نظام يا أوباش"
يهتفون ويزحفون محتفلين بنائب دائرتهم الذى سيفعل كل شيء يطلبونه .يصلون بالوزير إلى قصر الملك..
الوزير يودع الجموع .يعدهم برفع مظالمهم إلى الملك وأنه لايهمه إلا مصلحة الشعب.
...الملك ينتزع شعر رأس الوزير شعرة شعرة, الوزير يتألم ..يتأوه لكنه يبتسم أمام الملك ويعده أنه سيجبى مال الشعب وأنه سيضرب الشعب بيد من حديد ..
****
الوزير يخرج إلى الشعب مسلوخ الرأس..ويعلن غضبه على الشعب فقط لأنهم يتهامسون ..أن وزيرهم "أقرع"