recent
أخبار ساخنة

الأديب سيد الشاعر- يكتب - الـنحـو ::: الـدرس رقـم (4) علامات الأسماء

الصفحة الرئيسية
سيد الشاعر
tag
الـنحـو ::: الـدرس رقـم (4)
علامات الأسماء
============== سيد الشاعر
قبل البداية انبه إلى أنه سياتينا في خلال الدرس علامات نجمات هكذا (*)
عند مواضع معينة لها بالأسفل بعد نهاية الدرس توضيح أو تفصيل فانتبهوا لها
ولنبدأ الدرس 
يقول صاحب الفية النحو
بالجَرِّ وَالْتَّنْوِينِ وَالنِّدَا وَأَلْ……وَمُسْنَدٍ لِلاِسْمِ تَمْيِيزٌ حَصَلْ
عرفنا أن الإسم : هو الكلمة التى تدل على ذاتٍ معناها فى نفسها تدرك بالحواس أو بالعقل
أنها تعني إنسان أو حيوان أو طيرٍ أو نباتٍ أو جمادٍ وليس الزمن جزءًا منها
واليوم سنتحدث عن علامات هذا الاسم
عـلامـات الأسـمـاء
==================
بالجَرِّ وَالْتَّنْوِينِ وَالنِّدَا وَأَلْ……وَمُسْنَدٍ لِلاِسْمِ تَمْيِيزٌ حَصَلْ
بعد ان بين لنا المؤلف أن الكلمة إما أن تكون اسمًا ، وإما أن تكون فعلًا
وإما ان تكون حرفًا شرع يبين لنا علامات كل نوع من هذه الثلاث
وبدأ بأولها وهو الاسم كما بدأ به أيضاً في ذكر أنواع الكلمة من قبل
وسبب البدأ بالاسم أنه أقوى الثلاث 
فلماذا كان الاسم أقوى من الفعل والحرف ؟.
وللإجابه تعالى معي لنقول : رجل ـ جبل ـ ماء ـ أرنب
ماذا يحدث في مخيلتنا حين نسمع أو نقرأ هذه الأسماء
سنتخيل رغم أن كل كلمة منها مفردة دون تركيب مع فعل أو حرف
صورة لإنسان رجل ليس امرأة ولاطفل ، وصوره لجبل ، وصوره لماء 
وصوره لحيوان معروف باسم الأرنب وتكون لدينا معرفة بكل واحدةٍ من هذه الكلمات
لكننا في الفعل باستثناء فعل الأمر(*) حين نقول : ضرب ـ يضرب
لانفهم غير حدث الضرب ، لكن مانوع الضرب ؟. لانعرف
من الذى قام ويقوم بهذا الضرب ؟. لانعرف 
ومن الذي وقع ويقع عليه الضرب ؟. لانعرف
وماهى الطريقة أو الآلة التي تم بها فعل الضرب ؟. لانعرف
هكذا نرى أننا حين ذكرنا الاسم مفرداً اتضح لنا صورةً محددة
وحين ذكرنا الفعل مجردا لم تكتمل لدينا صورة
وعند الحرف ومن خلال تعريفه السابق ذكره لايمكن أن يتضح لدينا أي صورة لأي شيء
فالاسم أقوى من الفعل والحرف من حيث التصور لشيءٍ محدد 
حين يذكر كل واحد منهم مفردا
والاسم أقوى أيضاً من حيث تركيب الجملة المفيدة 
إذا استغنينا به في التركيب عن الفعل والحرف
فيمكننا أن نقول : زيدٌ رجل . وبهذين الاسمين يصبح لدينا جملة مفيدة ومعنىً تاما
ويستحيل أن نحصل على هذا المعنى التام بفعلين وحدهما أو بحرفين
نعود للعلامات
عرفنا أن الاسم : الكلمة التى تدل على ذاتٍ معناها فى نفسها تدرك بالحواس أو بالعقل
أنها تعني إنسان أو حيوان أو طيرٍ أو نباتٍ أو جمادٍ وليس الزمن جزءًا منها
فهل بهذا التعريف فقط يمكن أن نعرف الاسم ؟.
نعم يمكن غير أن اللغة العربية واسعة النطاق غزيرة الكلمات غنية المترادفات والمتضادات
وأمام هذه السعة وهذه الغزارة والغنى قد يحدث اللبس أو الخلط وقد يخون التصور
فضلاً عن أن فى تركيب الكلمات مايدل على نوعها شئنا أم أبينا
فلذا لابد أن نعرف هذه الأشياء التى تدل على كل نوع من الكلمات ( الاسم ، الفعل ، الحرف )
أنت إذا كنت تريد مكاناُ ما تريد ان تصل إليه فلابد أنه في طريقك إلى هذا المكان
علامات تهتدي بها للوصول إلى مقصدك
يمكنك أن تصل إلى هذا المكان بدون العلامات وربما يستحيل أن تصل بدون هذه العلامات
إذاً فالعلامات هى التي تدلنا على الهدف الذى نريد سواء احتجنا إليها أم لم نحتج فهى إذاً تقينا من اللبس أو الخلط الذى قد يحدث ونحترز بها من أن يخوننا التصور
إذ أن كلمات اللغة كلها تبنى على التصور
فأنت حين تقرأ كلمة ( أسد ) مثلا
ماذا يحدث فى مخيلتك
على الفور يحدث في الذهن تصور لصورة الأسد
لكن ماذا لو كان يقصد بها الفعل ( أَسُدْ ) أى شخص يتكلم عن نفسه أنه يسد ثغرة أو فتحة أو باب 
وكلمة ( عمل ) يمكن أن تكون بمعنى : العمل فهى اسم ويمكن أن تكون الفعل ( عَمِلَ )
بل هناك من الكلمات التي يمكن أن تكون اسمًا ويمكن أن تكون فعلاً
دون تغييرٍ في أيٍ من أحرفها أوحركات الضبط فوق هذه الأحرف في كلا الحالتين
نحو : أحمد ـ يزيد ـ أسعد ـ سامر ـ سما
وهكذا آلاف الكلمات يمكن أن يحدث فيها لبساً أو خلطا
فماالذى يقي من هذا اللبس والخلط ؟.
الذى يقينا هي تلك العلامات التي تظهر في التركيب مقترنة بنوع الكلمة

فماالعلامات التي تدلنا على الاسم والتي يتميز بها عن الفعل والحرف .؟
يقول ابن مالك رحمه الله
بالجَرِّ وَالْتَّنْوِينِ وَالنِّدَا وَأَلْ……وَمُسْنَدٍ لِلاِسْمِ تَمْيِيزٌ حَصَلْ
أي العلامات التي تميز الاسم عن الفعل ، والحرف
هى : الجر ، والتنوين ، والنداء ، وال التعريف ، والإسناد
فكل كلمة تقبل أن تجر ، أو أن تنادى ، أو أن يلحق بها ال التعريف 
أو أن يسند إليها هى اسم
والأربعة الأولى لفظية أي تلفظ وتظهر في النطق
والأخيرة وهى الإسناد علامة معنويه أى نعرفها من خلال معنى الكلام المركب
إذاً هم خمس علامات ذكرهم صاحب الألفية**
1- الجر : وهى علامة تجعل من الاسم في موقع المجرور 
وبها يتميز الاسم عن الفعل والحرف
فالفعل لايجر مطلقاً
والحرف كما سنعرف لاحقا مبنيّ والجر من وسائل الإعراب***
فالاسم فقط هو مايجر
هذا الجر له ثلاث صور
أ - جر بحرف الجر ( مثل : في ، من ، على ، إلى ، ب ، ل )
نحو : لعبَ الولدُ بالكرةِ في الملعبِ ،
فكلمة الملعب هنا مجرورة بكلمة في لان كلمة في حرف جر
ولأن كلمة الملعب قبلت الجر فهي اسم

ب - جر بالإضافة 
نحو : أفضل الأعمالِ حسن الخلقِ
وهذا مايسمى ( بالتركيب الإضافي ) والذي يتركب من اسمين
الأول نكرة والثاني معرفة فيتحقق التعريف ويتحقق التخصيص
فالأول يعرب حسب موقعه من الجملة والثاني يكون مجروراً دائماً بالإضافة
وطالما كلمتي الأعمال، و الخلق قبلتا الجر بالإضافة فلاشك انهما اسة

ج – جر بالتبعية
نحو : سُرِرتُ بالشابِ الصالح
وقد حوت البسملة أنواع الجر الثلاثة : ( بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ )
فكلمة اسم مجرورة بالباء ، ولفظ الجلالةِ ( الله ) مجرور بالإضافة
والرحمن الرحيم : كلاهما نعتان مجروران بالتبعية لمنعوتهما اسم الجلالة ( الله )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 – التنوين : نونٌ زائدة تكون في آخر الكلمة الاسم تنطق لفظاً ولاتكتب خطاً 
وتعوض بكتابةِ فتحةٍ ثانيةٍ للفتحة وضمةٍ ثانيةٍ للضمة وكسرةٍ ثانيةٍ للكسرة 
حسب موقع إعراب الكلمة من الجملة
نحو : رأيتُ شابًا مهذبا ، أتانا شابٌ مهذبٌ ، مررت بشابٍ مهذبٍ
فكلمة( شاب ) لحقها التنوين فى أخرها بأحوالها الثلاثة ولذا فهى اسم
إذ لاينون من الكلمات إلا الأسماء ، والتنوين على أربعة أقسام
أ – تنوين التمكين : اللاحق للأسماء المعربه****
نحو : رجلٌ _ امرأةٌ _ شجرةٌ _ فرسٌ
ب – تنوين التنكير : اللاحق لبعض الأسماء المبنية فرقاً بين معرفتها ونكرتها
فيلحق الأسماء القديمة المختومة ( بويه ) نحو : سيبويه ، ونفطويه
وأسماء الأفعال المرتجلة مثل : صه ، ومه ، وإيه ، وأف
فما نُون من النوعين كان نكرة ، ومالم يُنون كان معرفة
ج – تنوين المقابلة : اللاحق لجمع المؤنث السالم نحو : مسلماتٌ
فجمع المذكر السالم لاينون ونونه هى عوض عن التنوين ( كمسلمين )
وتنوين جمع المؤنث السالم ليقابل نون جمع المذكر السالم 
ولذلك سمي بتنوين المقابلة
د – تنوين العوض وهو ثلاثة أقسام :
الأول :- عوض غن جملة ، وهو اللاحق ( إذ ) مثل قوله تعالى :
{ وأنتم حينئذٍ تنظرون } أي حين إذ بلغت الروح الحلقوم 
فحذف ( بلغت الروح الحلقوم ) وأتى بالتنوين عوضاً عنها
الثاني :- عوض عن حرف ، وهو اللاحق ل "جوارٍ – غواشٍ " ونحوهما
رفعاً وجراً نحو " هؤلاء جوارٍ – ومررت بجوارٍ " 
وأصلهما كانتا " جواري – وغواشي " فحذف حرف الياء وعوض عنه بالتنوين 
الثالث :- عوض عن اسم : اللاحق ( كلاً ، وبعضًا ) مثل قوله تعالى :
{ قل كلٌ يعمل على شاكلته } أي كل إنسانٍ يغمل على شاكلته
فالتنوين على ( كل ) عوضاً عن الاسم ( إنسان )
ومثل قوله تعالى : { وفضلنا بغضهم على بعضٍ } أي : على بعضهم
وإلى هنا نكون قد انتهينا من التنوين المميز للأسماء
وماسوى ذلك من نوعين من أنواع التنوين ( الترنم ، والغالي )*****
لايختصًّا بالاسماء ويندر استخدامهما وحتى هذا الإستخدام النادر
يكون في الشعر فقط ولذا فلايقاس عليهما ولا يحتج بهما للرد على بن مالك
في أنّ ظاهر كلامه أنّ التنوين كله من علامات الأسماء
في الدرس القادم سنكمل علامات الأسماء إن شاء الله فتابعونا. سيد الشاعر
=============================================
* فقولك : استقم ـ فعل أمر يعطي معنىً تاما او جملةً مفيدة
حيث أنني أقول لأحدهم استقم فأنا من يأمر وموجود في اللفظ وكذلك حدث الاستقامة موجود في اللفظ والمأمور بالاستقامة وإن كان ضميراً مستترا فهو موجود بمعنى اللفظ
** قال سعيد بن الدهان في كتابه شرح الدروس :
فأما الاسم فعلاماته لاتخلو أن تتصل بأوله أو بآخره أو بحشوه .
فالتي تتصل بأوله الألف واللام نحو : الغلام وحرف الجر نحو : مررت بغلام .
والتي تتصل بآخره التنوين ليس له صورة في الخط في الرفع والنصب والجر
والإضافة نحو : غلام زيد . والتي تتصل بحشوه ياء التصغير نحو : غُلَيم .(انتهى)
وهذه الأخيرة ليست من الخمسة التي ذكرها ابن مالك كعلاماتٍ للأسماء
وهناك غيرها ايضاً من علامات الاسم التي لم يذكرها ابن مالك 
كالتثنية والجمع والوصف والتأنيث وأن يخبر عنه سنذكرها لاحقا

*** سنعرف لاحقاً أن الكلمة من حيث الإعراب تنقسم إلى معرب ومبني 
والمعرب هو مايتغير آخره بتغير العامل أوبتغير موقعه في الجملة 
والمبني هو مايلزم حالة واحده مهما تغير العامل أو مهما تغير موقعه في الجملة
**** سنعرف حين نصل إلى الكلام عن الاسم المعرب والاسم المبني
أن الاسم ينقسم من حيث تمكنه من الاسميه إلى : متمكن أمكن ، متمكن غير أمكن
وغير متمكن . فالمتمكن الأمكن : الاسم المعرب المنصرف أى الذى يقبل التنوين
والمتمكن الغير أمكن : الاسم المعرب الغير منصرف ( الممنوع من الصرف )
أى الذى لايقبل التنوين . وإن كان له استثناء
والغير متمكن : الاسم المبني .ومنه مايقبل التنوين احياناً 
ومنه مالايقبل التنوين أبدا ولهذا التقسيم تفصيله في محله
***** تنوين الترنم : اللاحق للقوافي المطلقة أي التي تحرك فيها حرف رويِّها
نحو : أقلّي اللوم – عاذلَ والعتابنْ = وقولي – إن أصبت – لقد أصابنْ
فالتنوين هنا قد لحق الاسم العتاب والفعل أصاب
والرويَ هو حرفٌ في القافية يسير عليه الشاعر في نهاية كل بيت
فنفول هذه القصيدة نونية وهذه لامية وهكذا فهذا الحرف المنسوب للقصيدة
هو الرويّ
وتنوين الغالي : اللاحق للقوافي المقيدة أي التي سكن فيها حرف رويِّها
ولأنه ساكن فهو الحرف الاخير وليس في آخر البيت فحسب
نحو : وقاتمِ الأعماقِ خاوِي الْمُخْتَرَقْنْ = مشْتَبِهِ الأعلامِ لمَّعِ الخَفَقْنْ. سيد الشاعر
يتبع ببقية علامات الاسماء فانتظرونا
google-playkhamsatmostaqltradent