البعد الجمالي والنسج الموضوعي
في(امنحيني مطر الدفء)
علوان السلمان
الشعر..مغامرة فكرية..وجدانية يخوض غمارها منتج متفرد بنظرته ووعيه المكتنز..لتحقيق
وباستحضار المجموعة الشعرية(امنحيني
حلمت يوم امس..
أنا وأنت
كنا نسبح في موج زرقة الامل
نقلب تواريخ طواحين ماضية
ونعدد اتجاهات شربتها شراهة المسافات
كنت يمامة ضوء
وكنت اصبعا من بخور
ترتدين اشراق نهارك الذهبي
الحالم برفيف
اجنحة الشوق /ص15
فالنص عند الشاعر يمنح نفسه للتأمل الفكري من اجل الكشف عن هواجسه من جهة والجمالي والفني والروحي من جهة اخرى بتوظيف الالفاظ المتناغمة الشفيفة في خلق صوره الشعرية الحسية والذهنية التي يسجلها عبر مشاهداته والتقاطاته الصورية التي حققت ما يثير الدهشة ويحرك الخزانة الفكرية لمتلقيها من خلال الوعي التجديدي الذي تجسده مغامرته الشعرية التي خلقت نصا يدغدغ الفكر بحفرها في افق الذات المتجاوزه لواقعها صوب عوالم الحداثة الشعرية التي تعتمد وحدة الموضوع مع تماوج الايقاع الداخلي والخارجي وتداخلهما بناءا شكليا..
في متاريس ضجيج النسيان
كنت ابحث عنهم واحدا واحدا
انقب عنهم في جيوب لحاء الذاكرة
كنت ابحث عنهم.....
اجوب مواجع الارض البوار
أضاجع نزق قهقهات المجانين
أعد حيثما يتيه العد
وحيثما يتبعثر الامل
على كفتي الميزان
ويل يومئذ للمطففين
فلا ذرة خير ترتجى
ولا كيل هنالك يا ابناء يعقوب /ص13
فالشاعر يقدم صورة متحركة نابضة بالحياة والانفعال والتفاعل التصاعدي من خلال توظيفه تقنيات فنية في مقدمتها الرمز المزدحم وجوده في ذاكرة الشاعر بدلالته الموروثة المرتكزة في الوجدان والتي اسهمت في تنوع فضاءات الخطاب الشعري عبر مكوناتها المتعددة وتشكيلاتها المتمثلة في الرمز الديني والتاريخي والتي تحقق اهدافا معنوية من خلال التمثيل والمشابهة بالدلالة..فضلا عن انها تسهم في البنية الموضوعية للنص الذي يعتمد الارتداد الزمني باستحضار النص القراني الذي أسهم في تنامي المعنى وتكثيف الصورة الشعرية ..فضلا عن عناق الازمان ..اذ يتعانق الحاضر والماضي من اجل تشكيل نص شعري تشكيلا جماليا..معرفيا.
تعالي..
فما عاد وقت للتمني
ما عادت الروح..
تحتمل اضطهاد الفراق
تعالي...
فهذا الحنين يلتحفني
عاصفة من لقاء
انتظرتك على شرفات عزلتي
نجمة تعزف للعاشقين
ابتهالات السناء /ص116
فالنص يحيل متلقيه الى الشيئية وعوالمها ..اذ تعامله مع الاشياء وانسنتها مع مناجاة نفسية تسهم في توالد الصور حتى نهاية التوتر بلغة شاعرة تفيض بانثيالات روحية تغلف مفرداتها..كون الشاعر يعي الفاظه المضيئة فنيا باستحضار مفردات البيئة وتراكيبها..وهو يصور احداثه تصويرا سرديا يعتمد الحركة والحدث والحوار الداخلي(المونول
وبذلك شكلت المجموعة لحظات خصبة امتازت بعمقها الفكري وصياغتهاالفنية .. وبعدها الجمالي ونسجها الموضوعي الذي يكشف عن تشكيل تراثي وقدرة متجاوزة للمألوف..وهي تنبض بوعي العصر .