recent
أخبار ساخنة

فـوائـد لُـغَـويـة ::: رقم (6) - بقلم الأديب - سيد الشاعر

الصفحة الرئيسية
فـوائـد لُـغَـويـة ::: رقم (6)
…………………………………………….......
الــقــمــر (1) من (2)
مـن ثـمـار الـقـراءةِ والـتـحـصـيـل
……………........................ سيد الشاعر
قال تعالى : ‭}‬وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ| (يس/39)
فالقمر إسمٌ عامٌ للقمرِ في جميع أحوالهِ ومراحله
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره في تفسيره لهذه الآيه
قَالَ مُجَاهِد : الْعُرْجُون الْقَدِيم أَيْ الْعِذْق الْيَابِس
وعن اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا : أَصْل الْعُنْقُود مِنْ الرُّطَب إِذَا عَتُقَ وَيَبِسَ وَانْحَنَى
وَكَذَا قَالَ غَيْرهمَا ثُمَّ بَعْد هَذَا يُبْدِيه اللَّه تَعَالَى جَدِيدًا فِي أَوَّل الشَّهْر الْآخِر
وأول احتسابٍ للزمنِ من الإنسان اعتمد فيه على القمر بعد أن لاحظ أن للقمرِ دورةٌ بمراحل ثابتة ثم جعلوه تقويمًا لحساب السنين وظل العرب إلى يومنا هذا يعتمدونه
قال تعالى : ‭}‬هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ| (يونس/5). وقي الآية إشارة إلى كون الشمس هي الضياء والقمر نور، والنور هو شعاع الضوء. والعالم صار يعرف أن الشمس تصدر ضياءها بنفسها عن طريق الاحتراق، أما القمر فهو يعكس أشعة الشمس الساقطة عليه. ويتأكد هذا المعنى في آياتٍ أخرى منها قوله تعالى:
‭}‬تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا} (الفرقان/61).
وللقمر آثار بالغة الأهمية على حياتنا الأرضية، وذلك من خلال الدور الذي يلعبه في حركة البحار والمحيطات وانعكاس ذلك كله على المناخ الأرضي.
فالقمر يجذب مياه البحار والمحيطات صوبه، فترتفع في وسطها مما يؤدي إلى تراجعها عن الشواطئ وهذا ما نسميه “الجزر”، وعندما ينسحب القمر إلى الجهة الأخرى من الأرض، يكون قد أفلت هذه المياه من جاذبيته فتعود لتتمدد إذا جاز التعبير – وهذا ما نسميه “المد”.
وعندما يكون القمر على خط مستقيم مع الشمس والأرض، مرتين في الشهر، ينتج عن انسحابه ما يسمى موج الربيع القوي. وعندما تكون الشمس والقمر بزاوية مستقيمة مع الأرض يكون لدينا هلال نصفي، وهو ما يُحدث الجزر المحاقي في الربع الأول والثالث من عمر القمر.
هذا التحريك القمري للمياه هو المحدد الأول لنوعية الحياة على شطآن البحار وحتى في أعماقها. فبعض الحيوانات تغير لونها حسب دورة القمر. وبعض الأسماك تضع بيوضها بتلازمٍ دقيقٍ مع شكل القمر، ومعظمها ينجو من شباك الصيادين عندما يكون القمر كاملاً.
فالقمر واحدٌ من أعظمِ وأجلّ ماخلق الله في كونه وسخره للإنسان
قال تعالى : ‭}‬وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ| (النحل/12).
ولعظم مكانته وجلالة قدره التي قدرها الله له فقد أقسم به جلّ وعلا في آياتٍ ثلاث:
‭}‬كَلاَّ وَالْقَمَرِ} (المدثر/32).
‭}‬وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ✻ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ} (الانشقاق/18, 19).
‭}‬وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ✻ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} (الشمس/1, 2)
والعرب يقولون : وهل يخفى القمر ، إذا أرادوا أن يشيروا لبداهة معرفة الشخص ذي الأخلاق الجميلة، والمنزلة الحسنة، والمكانة المرموقة بينهم
والعرب يطلقون علي الشمس والقمر معًا القمرين تغليبًا للقمر لعلتين
الأولى للتذكير ، والثانية كونهم كانوا يأنسون بالقمر
جاء في كتاب مبادئ اللغة العربية للإسكافي
تحقيق د. عبد المجيد دياب ص 55 / 56
ويقال للقمر : الزّبرِقان، والأزهر، والشهر، والسّاهور .
وقيل غلافه الذي يستتر فيه إذا خسف .
وقيل التّسْع البواقي
قال أمية بن عبد الله بن أبي الصلت [قال المصنف : أمية، والإسم كاملًا ذكره المحقق]
لانقصَ فيهِ غيرَ أنّ جبينهُ ** قمرٌ وساهور، يُسَلُّ ويُغْمَدُ [صدر البيت ذكره المحقق]
وقال الإسكافي في الشرح : القمر وغلافه مختلفان ، فمرة ينزع من غلافه فيكون بدرًا كاملاً ، ومرة يردّ إلي غلافه ، حتى يكون مُسْتَسِرَّا ، ثم يبدو هلالاً ، فيتزايد إلى أن يعود بدرًا .
وسنفصل في أسماء القمر في لغتنا العربية ومعانيها في الجزء الثاني من هذا المنشور
فـتــابـعـــونـا. سيد الشاعر
google-playkhamsatmostaqltradent