لا تقطفي. .بقلم الشاعر. .صبحي ياسين

من أمام الخير والشر 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفيلسوف الألماني نيتشه أسس فيما يشبه

اليقين أن القوة هي المعيار الأصيل لثبات

 الوجود وقطع بنسبية الخير والشر بل

 وشكك في وجودهما أصلاً من خلال كتابه

 ما وراء الخير والشر ..

ولخص إدارة الحياة فى أن القوة هى المبعث الذي يصل بنا إلى

 السيد أو الإنسان الأعلى كما -يسميه- ولذا فإن كل فعل مهما كان

 نوعه له مع القوة ألف مبرر وكل فعل مهما كان نوعه مع

 الضعف هو شر كامل.  فمثلاً ينطلق الناس إلى تبرير أفعال

 القوى المعتدي على الضعيف فى أى معركة بدءًا من معارك

 الحارة وحتى معارك الدول ؛ وقد تتكالب الألسن والأذرع لا

 لحماية الأخير وإنما لزجره بأن قام بإثارة قلق القوي بأفعاله 

الغير مسئولة ، وخلاصة القول أن هناك من البشر من يطبقون

 الأفكار النيتشويه بعفوية شديدة وهذا لا يقضى بثبوت تلك

 الأفكار ولا يقضي بموت الأخلاق والعدمية كما يروج نيتشه

 وإنما لنا تاريخ وأصل يجب ان نتمسك به

 فقد قال نبينا الكريم (الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة) ..

ما زالت الإجابة عائمة ..

ماذا عن هؤلاء الذين يؤيدون بعفوية كما قلت ؟

أرى أن الوازع وراء ذلك هو ببساطة أشد من تعقيدات نيتشه ؛

 الخوف .. نعم إيجاد المبرر للقوى خوفاً منه أو طمعاً فيه ..

يأتي السؤال الآخر ..

حتى الكهرباء والمياه حين يضطرب مسارها لعطب ما تخرج من

 أضعف نقطة ؛ بأن تدمر المياة الفائضة الجسور الضعيفة وكذلك

 تدمر الكهرباء الفائقة الاسلاك ذات المقاومة الأقل ، فهل معني

 ذلك أن فيزياء الكون تؤمن بمبدأ القوة ؟

القوة مطلوبه وحبذا لو كانت قوة عادلة وقد قال نبينا الكريم ما

 معناه أن شر الناس من يحترمه الآخرون اتقاء فحشه .

ولذا أطالب كل من يجلد بسوط لسانه وفعله اى إنسان ضعيف

 ويتهمه بتقصير أو جريمة أن يتحرى الحقيقة أولاً ثم يبحث عن

 القوة الحقيقيه الفاعلة و ينتقد أفعالها وإلا كان مؤمناً بأفكار

 وصل صاحبها في النهايه إلى إعلان موت الأخلاق بل وموت

 الإله بل وعلى مستواه الشخصي مات مجنونا ..

متى يخرج من بيننا رجلاً مثل الفنان أحمد زكى فى مرافعة هى

 الأشهرفي تاريخ السينما المصرية ويطالب بتقديم المسئولين

 الحقيقيين عن الجريمة بعدما يعلن بكل جرأة أن كلنا فاسدون ..
ــــــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم معوض