للمسابقة
قصة قصيرة
وبدا لي أن انخلع من ثوب العاطفة
وأن أيمم وجهي شطر الحقيقة
اتجرد من عاطفة القلب
حتي تبصر العين.. ما بدا لجميع الناس قبيحاً وبدا لعيني المخدوعة حسناً.. يالمكر عينيها!! كيف استطاعت ان تخفي كل هذا القبح خلف وجه مليح حسن ؟ الهذا الحد يستطيع المرء اخفاء قبح نفسه اساءل النفس كيف استبد بي السُكر إلي هذا الحد؟ كيف تسيد الخداع ؟ كيف تقنعتُ بذاك القناع الباهت وتركت خلفه كل هوية وكل استقلال وتجرد؟ لازلت اذكر اول لقاء كأنه البارحة كنت وقتها اضمد جرح هزيمة نكراء والملم أذيال خيبة غرامٍ فاشلِ أبصرتُها في رداء مخملي في لون البنفسج وشعرها الاسود ينسدل علي كتفيها بابتسامة صافية القت عليّ السلام وطلبت قضاء مصلحة لها تتعلق بعقار قديم ورثته عن أبيها كانت العذوبة تفيض من ملامحها تستشعر الدفء ينبعث من كلماتها ونظرات عينيها وضحكها كأنها تصب عليك الحياة صبا كانها تبعث فيك روحاً جديدة بعد تلك الروح التي مزقتها نوائب الدنيا وعواصف العاطفة .قضيتُ لها مأربها واعطيتها شهادة من واقع السجلات فشكرتني واخذت تسترسل في الحديث حول أزمتها مع إخوتها من جهة أبيها وكيف انها وحيدة في هذه الحياة تقاسي ويلات الطمع في إرثها وفي جسدها امتدت بنا الدقائق في حديث ممتع تتخلله الضحكات حيناً والعبرات حيناً آخر حتي تأفف واشتكي معظم رواد المصلحة فهمست في أذني :للحديث بقية اعطني رقم هاتفك. تهللت أساريري وانا أملي عليها رقم الهاتف تصافحنا ثم مضت في طريقها و تركت بداخلي قلباً ينبض............
(2)
كيف تلغي العاطفة عمل العقل ؟ ذلك العقل المخضرم المصقول بالذكاء والخبرات الحياتية ناهيك عن التعليم والثقافة تندك حصونه من نظرات عين ناعسة!! من كلمات رقيقات منغمات بالغنج والدلال!! ذلك العقل مناط الوعي والادراك الذي به تشرف الإنسان عن سائر المخلوقات.... كيف يكون بذلك الوهن والضعف؟ أتراها سيطرة القلب! كيف والعقل هو صاحب القرار وصاحب الحكمة ومناط التفكير؟ لمن الغلبة إذن داخل الجسد المسكين؟....
عدت إلي منزلي بعد انتهاء ساعات العمل وانا امسك هاتفي في يدي اتفحصه في تمعن علها هاتفتني وانا في غفلة.. إلي أن رنّ الجرس وجاء صوتها الرخيم يتسلل عبر أذني ليلامس اوتار قلبي .تحدثنا طويلاً شكت لي الوحدة والضعف وبكت... واه من ضعف الأنثي.. ذلك السلاح الفتّاك الذي تدمر به قلب الرجل وترديه صريعاً وتشرب كأس النصر والظفر علي جسده الملقي..قوة المرأة كامنةٌ في ضعفها المؤثر.. الذي تحتال به علي الرجل حتي تسكن في وجدانه وتتمكن من ناصية قلبه فيسهل عليها وقتئذ الوصول إلي مأربها الدنيءوافتراسه...
اتفقنا علي موعد في اليوم التالي للمهاتفة تقابلنا في احد المقاهي كانت ترتدي بنطالاً ضيقاً وقميصاً وردياً ويفوح منها رائحة عطر خلاب زادها فتنةً وبريقاً اخذت تتحدث عن مأساتها مع إخوتها وكيف أنهم يرغبون في حرمانها من إرث أبيها خاصّةً أنها ليست شقيقةً لهم وهمست في لطف وتودد ممتزج بالدلال :أنت تستطيع مساعدتي .قلت لها :كيف؟ قالت:معي عقد قديم محرر بيني وبين أبي باع لي العقار بأكمله وأنت تستطيع تسجيله بتاريخ قديم ثم مدت يدها وامسكت يدي انت ايها الشهم النبيل تستطيع إنقاذي من براثن إخوتي لأتمكن من العقار واستطيع تأجيره أو تمليكه ويصفو لي الدهر وتطيب لي الأيام... لم ادر وقتها بم أجيبها ؟ لا انكر أني قد تعلقت بها ولكن هل يصبح ذلك مبرراً لمخالفة القانون. والتزوير والتلاعب في الاوراق الرسمية!! احست بما يجول بخاطري همست :لا عليك.. أنس الأمر كأني لم أقل لك شيء.. وحدثني عن نفسك ..طفقت احكي لها احوالي وكيف أنني مررت بتجاربِ فاشلة كثيرة قالت وهي تبتسم:من يدري لعل القدر يخبئ لك شيء.......
(3)
ادركت بذكاءها ان الامر عسير عليّ وأني فريسة صعبة المراس وأن الأمر يحتاج منها المزيد من الجهد. فكانت المكالمات و اللقاءات المتعددة والاشواق الملتهبة والزفرات الحارة كان الحديث الممتد حتي الساعات المتأخرة وكانت مكالمة تحية الصباح الإلزامية التي تغضب جداً لو لم تحدث. حتي انزلقت ووقعت في براثنها وصرت اتلهف علي محادثتها ليل نهار ولم اقنع بنزهة أسبوعية وصارت هي تضن عليّ بالوصال حتي اصبح قلبي أسيراً لديها تفعل به ما تشاء إلي أن جاءت اللحظة المحتومة التي واجهتني فيها بحقيقة الامر وبرغبتها في تسجيل العقد بتاريخ قديم ..طلبت منها مهلة للتفكير وذهبت إلي منزلي وانا اكفكف دمعاً ينهمر من عيني.. لماذا يجب أن يكون هناك ثمن للسعادة؟ولكن اهي حقاً سعادة؟ام وهم؟...حتي لو كان وهماً فأنا أريده بشدة.. اتمسك به بضراوة.. اشعر أنها أملي الوحيد في السعادة..حتي ولو كانت زائفة ..سأتمسك بها وسألبي لها طلبها حتي أنالها لا شيء يعادل سعادة نفسي.. لا شيء حتي القيم والمبادئ التي اعتدتها في زمني الماضي . لا شيء ..لا سلعة اغلي من هناءة النفس.
(4)
عزمت أمري وقررت أن اطاوعها وألبي طلبها واتصلت بها اخبرتها بموافقتي علي طلبها.. وكم كانت سعادتها بالغة وكم صبت في أذني عبارات الحب والهيام الممتزجة بالشكر والعرفان ووجدت نفسي ابكي وانا استمع لها أحسست وقتها بأنني زهيد الثمن ..سلعة بيعت وقُبِضَ ثمنها دراهم من المتعة وسعادة النفس.. وتساءلت حينها ما ذنب إخوتها وما ادراني أن تلك الحية الرقطاء التي وقعت في حبائلها لا تكذب ولا تدعي زوراً و بهتاناً... تلك التي أكلت قلبي ولم يطرف لها جفن.يخيل إليّ أنها تستمرئُ فعل أي شيء. ماذا دهاني؟وما سر تلك الحيرة التي تجتاحني ؟الم اكن قد حزمت أمري بعد؟وعزمت علي فعل ما ارادت وأراد الشيطان لها !!هل تحلينا بالمبادئ لنشقي؟ لقد اخترت السعادة فلا سبيل للنكوص.. ولكن أيُ سعادةِ في ظلم النفس أولاً ثم ظلم الآخرين!! أي سعادة في الزور. كيف أستمرئُ العيش معها وأنا أوقنُ بأنها تخدعني وتتلاعب بقلبي..أاستجيب لقلبي وأسعد بوصلها ؟أم أطاوع عقلي وخُلُقيَ الذي اعتدت عليه طوال العمر المنصرم... لم أشعر بنفسي إلا وأنا التقط الهاتف وابحث عن رقم هاتفها..
د. احمد عبدالسلام
قصة قصيرة
وبدا لي أن انخلع من ثوب العاطفة
وأن أيمم وجهي شطر الحقيقة
اتجرد من عاطفة القلب
حتي تبصر العين.. ما بدا لجميع الناس قبيحاً وبدا لعيني المخدوعة حسناً.. يالمكر عينيها!! كيف استطاعت ان تخفي كل هذا القبح خلف وجه مليح حسن ؟ الهذا الحد يستطيع المرء اخفاء قبح نفسه اساءل النفس كيف استبد بي السُكر إلي هذا الحد؟ كيف تسيد الخداع ؟ كيف تقنعتُ بذاك القناع الباهت وتركت خلفه كل هوية وكل استقلال وتجرد؟ لازلت اذكر اول لقاء كأنه البارحة كنت وقتها اضمد جرح هزيمة نكراء والملم أذيال خيبة غرامٍ فاشلِ أبصرتُها في رداء مخملي في لون البنفسج وشعرها الاسود ينسدل علي كتفيها بابتسامة صافية القت عليّ السلام وطلبت قضاء مصلحة لها تتعلق بعقار قديم ورثته عن أبيها كانت العذوبة تفيض من ملامحها تستشعر الدفء ينبعث من كلماتها ونظرات عينيها وضحكها كأنها تصب عليك الحياة صبا كانها تبعث فيك روحاً جديدة بعد تلك الروح التي مزقتها نوائب الدنيا وعواصف العاطفة .قضيتُ لها مأربها واعطيتها شهادة من واقع السجلات فشكرتني واخذت تسترسل في الحديث حول أزمتها مع إخوتها من جهة أبيها وكيف انها وحيدة في هذه الحياة تقاسي ويلات الطمع في إرثها وفي جسدها امتدت بنا الدقائق في حديث ممتع تتخلله الضحكات حيناً والعبرات حيناً آخر حتي تأفف واشتكي معظم رواد المصلحة فهمست في أذني :للحديث بقية اعطني رقم هاتفك. تهللت أساريري وانا أملي عليها رقم الهاتف تصافحنا ثم مضت في طريقها و تركت بداخلي قلباً ينبض............
(2)
كيف تلغي العاطفة عمل العقل ؟ ذلك العقل المخضرم المصقول بالذكاء والخبرات الحياتية ناهيك عن التعليم والثقافة تندك حصونه من نظرات عين ناعسة!! من كلمات رقيقات منغمات بالغنج والدلال!! ذلك العقل مناط الوعي والادراك الذي به تشرف الإنسان عن سائر المخلوقات.... كيف يكون بذلك الوهن والضعف؟ أتراها سيطرة القلب! كيف والعقل هو صاحب القرار وصاحب الحكمة ومناط التفكير؟ لمن الغلبة إذن داخل الجسد المسكين؟....
عدت إلي منزلي بعد انتهاء ساعات العمل وانا امسك هاتفي في يدي اتفحصه في تمعن علها هاتفتني وانا في غفلة.. إلي أن رنّ الجرس وجاء صوتها الرخيم يتسلل عبر أذني ليلامس اوتار قلبي .تحدثنا طويلاً شكت لي الوحدة والضعف وبكت... واه من ضعف الأنثي.. ذلك السلاح الفتّاك الذي تدمر به قلب الرجل وترديه صريعاً وتشرب كأس النصر والظفر علي جسده الملقي..قوة المرأة كامنةٌ في ضعفها المؤثر.. الذي تحتال به علي الرجل حتي تسكن في وجدانه وتتمكن من ناصية قلبه فيسهل عليها وقتئذ الوصول إلي مأربها الدنيءوافتراسه...
اتفقنا علي موعد في اليوم التالي للمهاتفة تقابلنا في احد المقاهي كانت ترتدي بنطالاً ضيقاً وقميصاً وردياً ويفوح منها رائحة عطر خلاب زادها فتنةً وبريقاً اخذت تتحدث عن مأساتها مع إخوتها وكيف أنهم يرغبون في حرمانها من إرث أبيها خاصّةً أنها ليست شقيقةً لهم وهمست في لطف وتودد ممتزج بالدلال :أنت تستطيع مساعدتي .قلت لها :كيف؟ قالت:معي عقد قديم محرر بيني وبين أبي باع لي العقار بأكمله وأنت تستطيع تسجيله بتاريخ قديم ثم مدت يدها وامسكت يدي انت ايها الشهم النبيل تستطيع إنقاذي من براثن إخوتي لأتمكن من العقار واستطيع تأجيره أو تمليكه ويصفو لي الدهر وتطيب لي الأيام... لم ادر وقتها بم أجيبها ؟ لا انكر أني قد تعلقت بها ولكن هل يصبح ذلك مبرراً لمخالفة القانون. والتزوير والتلاعب في الاوراق الرسمية!! احست بما يجول بخاطري همست :لا عليك.. أنس الأمر كأني لم أقل لك شيء.. وحدثني عن نفسك ..طفقت احكي لها احوالي وكيف أنني مررت بتجاربِ فاشلة كثيرة قالت وهي تبتسم:من يدري لعل القدر يخبئ لك شيء.......
(3)
ادركت بذكاءها ان الامر عسير عليّ وأني فريسة صعبة المراس وأن الأمر يحتاج منها المزيد من الجهد. فكانت المكالمات و اللقاءات المتعددة والاشواق الملتهبة والزفرات الحارة كان الحديث الممتد حتي الساعات المتأخرة وكانت مكالمة تحية الصباح الإلزامية التي تغضب جداً لو لم تحدث. حتي انزلقت ووقعت في براثنها وصرت اتلهف علي محادثتها ليل نهار ولم اقنع بنزهة أسبوعية وصارت هي تضن عليّ بالوصال حتي اصبح قلبي أسيراً لديها تفعل به ما تشاء إلي أن جاءت اللحظة المحتومة التي واجهتني فيها بحقيقة الامر وبرغبتها في تسجيل العقد بتاريخ قديم ..طلبت منها مهلة للتفكير وذهبت إلي منزلي وانا اكفكف دمعاً ينهمر من عيني.. لماذا يجب أن يكون هناك ثمن للسعادة؟ولكن اهي حقاً سعادة؟ام وهم؟...حتي لو كان وهماً فأنا أريده بشدة.. اتمسك به بضراوة.. اشعر أنها أملي الوحيد في السعادة..حتي ولو كانت زائفة ..سأتمسك بها وسألبي لها طلبها حتي أنالها لا شيء يعادل سعادة نفسي.. لا شيء حتي القيم والمبادئ التي اعتدتها في زمني الماضي . لا شيء ..لا سلعة اغلي من هناءة النفس.
(4)
عزمت أمري وقررت أن اطاوعها وألبي طلبها واتصلت بها اخبرتها بموافقتي علي طلبها.. وكم كانت سعادتها بالغة وكم صبت في أذني عبارات الحب والهيام الممتزجة بالشكر والعرفان ووجدت نفسي ابكي وانا استمع لها أحسست وقتها بأنني زهيد الثمن ..سلعة بيعت وقُبِضَ ثمنها دراهم من المتعة وسعادة النفس.. وتساءلت حينها ما ذنب إخوتها وما ادراني أن تلك الحية الرقطاء التي وقعت في حبائلها لا تكذب ولا تدعي زوراً و بهتاناً... تلك التي أكلت قلبي ولم يطرف لها جفن.يخيل إليّ أنها تستمرئُ فعل أي شيء. ماذا دهاني؟وما سر تلك الحيرة التي تجتاحني ؟الم اكن قد حزمت أمري بعد؟وعزمت علي فعل ما ارادت وأراد الشيطان لها !!هل تحلينا بالمبادئ لنشقي؟ لقد اخترت السعادة فلا سبيل للنكوص.. ولكن أيُ سعادةِ في ظلم النفس أولاً ثم ظلم الآخرين!! أي سعادة في الزور. كيف أستمرئُ العيش معها وأنا أوقنُ بأنها تخدعني وتتلاعب بقلبي..أاستجيب لقلبي وأسعد بوصلها ؟أم أطاوع عقلي وخُلُقيَ الذي اعتدت عليه طوال العمر المنصرم... لم أشعر بنفسي إلا وأنا التقط الهاتف وابحث عن رقم هاتفها..
د. احمد عبدالسلام