أفيقوا أيها الناس
فما في الأرض من وجع
ولا ألم نكابده
ومهما أحاط بالأحلام
في صحو وفي نوم
من الأعداء وسواس
عسى يطوينا بعد الخلف
عند بكاء أطفال
وعند سماع أنات
لنا في الليل إحساس
فهل هانت مع الأحزان أدمعنا
وهل صارت
زهيرات الربيع الغض
حين الموت يأتيها
تنادي الأمس في مثواه
علّ صلاح
من حطين يسمعها
وأعداء هنا وقفوا
على الخدين قد داسوا
وهل صارت مرابعنا
مع الآهات يعلوها
صدى للصرخة الحبلى
ضحايا خلاف من باعوا
ومن نشروا الفساد بها
ومن ساسوا
ومن خانوا ومن غدروا
فكيف الأرض تحملنا
على مهل
وكيف الماء يروينا
على ظمأ
ومنا القوم في الظلماء
قد قاسوا
أفيقوا أيها الناس
فهذي الأرض تحملنا
وذاك النهر يجمعنا
وغصن في وداعته
يداعب وجنة الليل
لعل نسائم الشطآن تأتيه
وقلب فينا لماس
وفي جوف الردى طفل
على أشلائه دمع من الوجع
وأصداء لأغنية
فأين العدل يا قومي
وأين بأرضنا الناس
فلن نرضى بتكميم
ولن نرضى بتدنيس
لمحراب بمجلسنا
ولن نرضى
بمقصلة على القدمين
يأتي بلونها الماس
فلم يخدع أمانينا
سراب من مآقي
الحية الرقشاء
أو قبلات من باسوا
أفيقوا أيها الناس
