قصيدة. بقلمي
ألوان
هاتفني كل منهم على هواه
كل يريد أن أكتب ما يريد
قال ملكهم ألم يخبروك
أن تصف جمال قصري الجديد
أم أنك شاعر حقير
الكلام لا تجيد
قاذفته نظراتي لتخبره
أنه طاغية عربيد
قال وزيره أيها الملك
لقلم شاعرنا لون فريد
قال متعاليا أعطه المال
عله كان له من العبيد
ياشاعرنا اذكر انا شيدنا
ألف سجن جديد
اذكر محاسن جوارينا أنا
أعدنا عصر هارون الرشيد
هل رأيت بأس حراسنا
وما بهم من صلابة الحديد
هل استنشقت عبير زهور
قصورنا وصوت البلابل والتغريد
هل استمعت لطرب موالينا
وما رتلوه من مدح وأناشيد
أجبتُ بعد صمت كصمت أهل
الكهف قضوا عمراً مديد
اسمع يا وزير كلاماً لن
يلقيه إلا شاعر مثلي عنيد
وإن أغضبك قولي فبوسعك
أن توثق بمعصمي التقييد
قصوركم شيدتموها من
مال شعب جائع شريد
سجونكم أقمتموها لموت
الحق وأنا على ذلك شهيد
أردتموني أن أكتب فسأكتب
عن ملايين الجوعى أكلي القديد
سأكتب عن ملايين العذارى
كيف أصبحت أحلامهن من المنال بعيد
سأحكي عن أطفال مرضى
حلموا بعيش يوم سعيد
سأخبركم كيف قصفتم الأقلام
كيف وأدتم الأحلام
لِمَ أرهبتمونا حتى في المنام
لِمَ زرعتم بيننا الخصام
لِمَ رحل عنا الوئام
لِمَ حرمتم علينا الكلام
أعدكم ألا تعيشوا يوماًفي سلام
حتى يزول من بيننا الشقاق
حتى يهجر قلوبنا النفاق
حتى ينعم الكل في وفاق
حتى تتركوا تلك القصور
وتعيدوا الحياة لأهل القبور
سيبقى قلمي شامخاً كما النسور
أحمد أبو العمايم