recent
أخبار ساخنة

الأديب / سمير الخولي يكتب : حنين

حنين


وقفت أمام المرآه أصفف البقية الباقية من شعر ضاع مع الزمن مثلما ضاعت سنوات كثيرة من العمر كانت الموضة أيامنا هو الشعر الطويل وكنا نقلد حليم فى تسريحة شعره وملابسه ونغنى بل ونحفظ أغانيه الجميله نظرت إلى وجهى جيدا فى المرآة ووجدت أن الزمن ترك عليه آثارا رهيبه من تجاعيد حفرت أخاديد على وجهى سرق منا الزمن الشعر والضحك والعمر لم يترك لنا إلا حنينا فى قلوبنا يذكرنا بتلك الأيام وفجاة أخرجنى الشيطان الصغير من ذكرياتى وهو يتعلق بقدمنى ويهزنى صارخا ددو .. ددو .... ولم أتمالك نفسي حملته وضممته إلى صدرى وأردت أن أهرب منه ولكنه تشبث برقبتى وهو يشير إلى الباب قائلا باى ددو ... باى ددو..وأمام إصراره على الخروج معى لم استطع كالعادة أن أغضبه فتحت الباب وخرحت وأنا أحمله وضحكته تملأ الدنيا بهجة وسعادة وسألته تحب تروح فين يا عم وكالعادة لم يقل إلا باى ددو . قررت أن آخذه ونجلس على أقرب كافيه للبيت وما أن خرجنا من الباب وشاهد السيارة تقف فى مكانها المعتاد حاول أن يلقى بنفسه عليها وأصر أن نركب السيارة التى أصبح يعرفها وسط ألف سيارة وطبعا كالعادة لم أستطع أن أرفض له أمرا وما أن فتحت باب السيارة ووضعته داخلها حتى بدأ يمارس هوايته بالعبث فى كل مل تطوله يده الصغيرة وضحكته ما زالت ترن فى قلبى أدرت السيارة وأنا لا أعرف إلى أين وهو يعبث بمؤشر الراديو حتى جاءنى صوت فايزة احمد وهى تغنى ليه يا قلبى ليه وهنا قررت أن أذهب إلى بيتنا القديم حيث سمعت هذه الأغنيه لأول مرة أو قرأتها فى أول رسالة جائتنى ..هنا بيتنا القديم وهنا أصدقائى القدامى هنا أجد نفسي أجد روحى أشعر بقلبى ينبض خرجت من السيارة وفتحت باب مالك لأحمله وهو لم ينتظر كعادته قفز إلى صدرى وإستدرت بعد أن أغلقت الباب لأجدها أمامى تلاقت عينانا إبتسامتها الساحرة كما هى قوامها الممشوق كما هو أناقتها وبساطة ملابسها كما هى لم يغير الزمن إلا قليلا من ملامحها هى هى شعرت وكأنها كانت بالأمس معى ولم نفترق كل تلك السنوات الطويلة أشارت إلى مالك فضحك لها ضحكته الماجنه لم تتماسك أتت اليه مسرعة مدت له يدها ألقى بنفسه بين أحضانها قبلته وضمته إليها بحنان ليس بغريبا عليها لم أنطق كلمة واحدة وهى أيضا كان كل حديثها موجها لمالك ذلك الشيطان الصغير الذى نال منها فى دقائق مالم أحظى به أنا طوال خمسة سنوات من الحب والعشق والهيام كانت هى أول من خفق لها قلبى عرفت الحب عندما رأيت عيناها لأجلها كتبت أول قصائدى وألف ألف رسالة لم يقرأها سواى عامان كاملان أترقب ظهورها عن بعد يرقبها قلبى بشغف عامان لم تكن لى فيهما أمنيه إلا أن أقول لها أنى أحبها حتى إلتقيتها يوما عندبقال مجاور لبيتنا لم أتمالك نفسي ودعت خجلى للحظات وممدت لها يدى أسلم عليها ومدت يدها وكأننى غريق أُلقى لى طوق النجاة أمسكت يدها ولم أفلتها وقلت لها وأنا لا أشعر بمن حولى من البشر أحبك إبتسمت وأحمر وجهها خجلا وسحبت يدها بهدوء ورقة وغادرت مسرعة تسمرت مكانى وصرخت مع تنهيدة تخرج من القلب أخيرا أخيرا وسرت أقفز كالمجنون من فرط سعادتى وظللنا بعدها ثلاث سنوات لم نفترق ورغم كل هذا أنتهت قصتنا على غير ما تمنينا .. وتلك حكاية أخرى ..
ياااااااه نسيت مالك


سمير الخولي
google-playkhamsatmostaqltradent