شمعة تحترق
أجلس وحدي أنتظرك بالمنزل ،هدوء رهيب يتخلله صوت دقات عقرب الثواني بساعة الحائط ،كمطرقة تدق على سندان ،الجو بارد بالخارج ينذر بسقوط المطر ،وبالداخل البرودة أكثر لغيابك ،حبيبي مازلت أنتظرك تعود من عملك، ولكنه الانتظار القاتل ككل يوم، عملك ثم عملك ثم وعود،وعود بأجازة لا تأتي أبدا ولكن ما فائدة الشكوى أو الكلام ،إنه عملك أحبه كما أحبك ،حتى وإن فقدنا بسببه أجمل أيام عمرنا وسنوات شبابنا ،هذا الهدوء يدعو للنوم،ولكن سأعد فنجان من القهوة لأشعر بالدفء واليقظة،كيف أعدها؟ حلوة أم مرة فكل شيء في غيابك يفتقد " السكر" سأعدها مرة إلى أن تحضر فتحلو بلقاك،ما هذا ؟ انقطع التيار "الكهربائي"!!المنزل مظلم سآخذ قهوتي وأخرج للبحث عن شمعة " يااااه " لقد سقط الفنجان على الأرض وكُسر وانسكبت القهوة في كل مكان ،ماذا دهاني؟ تعثرت ..حسنا سأنظفه عندما تعود " الكهرباء " والآن سآخذ علبة الثقاب وأخرج أبحث عن شمعة ،منذ مدة طويلة لم ينقطع التيار " الكهربائي " بدأت أتعثر بالأثاث وأنا أبحث بكل " الأدراج" هنا وهناك حتى وجدت شمعة صغيرة ،ولكن لابأس لن تطول فترة الانقطاع،سأبحث عن " هاتفي " نعم أنه هناك يجب أن أتصل به تأخر كثيرا، وهذا الهدوء يخيفني " ألو " حبيبي أين أنت ؟- انتهيت من العمل يا حبيبة قلبي أنا بالطريق إليك- حسنا حبيبي افتقدتك كثيرا، المنزل بارد بدونك والحياة قاسية تخلو من رقتك وحنانك، الظلام هنا يخيفني فقد انقطعت " الكهرباء" -لا تخافي ياحبيبتي سأتحدث معك حتى أصل -صوتك الدافئ يشعرني بالأمان،كيف كان يومك -متعبا جدا ومرهقا من كثرة العمل ولكني أترقب عودتي لمنزلي ولحبيبة قلبي زوجتي الجميلة التي لم يخلق الله أنثى مثلها - أعلم أن عملك متعبا جدا وأنتظر عودتك بشوق ،أعددت لك الطعام الذي تحبه ولم أكل شيء طوال اليوم -لماذا يا حبيبتي تعذبين نفسك من أجلي ؟ أخاف عليك -لاطعم لأي طعام بدونك فأنت من تضيف له المذاق الرائع -حسنا لقد وصلت دقائق وأكون أمام الباب وفجأة عاد التيار " الكهربائي " نعم عاد مثلما عاد قمري وأنار ليلي بنوره ،سأذهب لأفتح له الباب ،وصل أمام الباب " فدق هاتفه !!!" فتحت الباب لأسمع رده على المكالمة ،يستدعونه للعودة للعمل مشكلة بإحدى مشروعاته، أنهى المكالمة وبابتسامة تحمل كل معاني الأسف والاعتذار، نظر لي ثم ضمني لصدره وقبّلني بجبيني واعتذر ،يجب أن أعود للعمل - العمل العمل، سئمت منه؛ قلتها بداخلي فلم أشأ أن يسمع أنينا يحتوي كلماتي - وبابتسامة هادئة قلت له :عد يا حبيبي يكفي أنني رأيتك ولو للحظات ونعمت بلمستك وإحساسك المتلهّف لرؤيتي ،لمحت بعينيه نظرة ضيق وهو ينزل الدرج مسرعا أغلقت الباب خلفه ،عاد من حيث أتى " ليس لديه وقت " كلمة أسمعها كثيرا ،الوقت والعمل كلمتان تطاردان بعضهما ،وأنا بينهما كحنطة بين شقي الرحى، وعدت لألملم بقايا فنجان القهوة وأمسح بدموعي بقاياها التي انتشرت بأرجاء المطبخ وفجأة أنقطع التيار " الكهربائي " من جديد نظرت حولي أبحث عن الشمعة فوجدتها ذابت واحترقت فقررت أن أخلد للنوم لعل النوم يجعل الساعات تمضي سريعا فلا أشعر بطول الوقت ولا الغياب.
أجلس وحدي أنتظرك بالمنزل ،هدوء رهيب يتخلله صوت دقات عقرب الثواني بساعة الحائط ،كمطرقة تدق على سندان ،الجو بارد بالخارج ينذر بسقوط المطر ،وبالداخل البرودة أكثر لغيابك ،حبيبي مازلت أنتظرك تعود من عملك، ولكنه الانتظار القاتل ككل يوم، عملك ثم عملك ثم وعود،وعود بأجازة لا تأتي أبدا ولكن ما فائدة الشكوى أو الكلام ،إنه عملك أحبه كما أحبك ،حتى وإن فقدنا بسببه أجمل أيام عمرنا وسنوات شبابنا ،هذا الهدوء يدعو للنوم،ولكن سأعد فنجان من القهوة لأشعر بالدفء واليقظة،كيف أعدها؟ حلوة أم مرة فكل شيء في غيابك يفتقد " السكر" سأعدها مرة إلى أن تحضر فتحلو بلقاك،ما هذا ؟ انقطع التيار "الكهربائي"!!المنزل مظلم سآخذ قهوتي وأخرج للبحث عن شمعة " يااااه " لقد سقط الفنجان على الأرض وكُسر وانسكبت القهوة في كل مكان ،ماذا دهاني؟ تعثرت ..حسنا سأنظفه عندما تعود " الكهرباء " والآن سآخذ علبة الثقاب وأخرج أبحث عن شمعة ،منذ مدة طويلة لم ينقطع التيار " الكهربائي " بدأت أتعثر بالأثاث وأنا أبحث بكل " الأدراج" هنا وهناك حتى وجدت شمعة صغيرة ،ولكن لابأس لن تطول فترة الانقطاع،سأبحث عن " هاتفي " نعم أنه هناك يجب أن أتصل به تأخر كثيرا، وهذا الهدوء يخيفني " ألو " حبيبي أين أنت ؟- انتهيت من العمل يا حبيبة قلبي أنا بالطريق إليك- حسنا حبيبي افتقدتك كثيرا، المنزل بارد بدونك والحياة قاسية تخلو من رقتك وحنانك، الظلام هنا يخيفني فقد انقطعت " الكهرباء" -لا تخافي ياحبيبتي سأتحدث معك حتى أصل -صوتك الدافئ يشعرني بالأمان،كيف كان يومك -متعبا جدا ومرهقا من كثرة العمل ولكني أترقب عودتي لمنزلي ولحبيبة قلبي زوجتي الجميلة التي لم يخلق الله أنثى مثلها - أعلم أن عملك متعبا جدا وأنتظر عودتك بشوق ،أعددت لك الطعام الذي تحبه ولم أكل شيء طوال اليوم -لماذا يا حبيبتي تعذبين نفسك من أجلي ؟ أخاف عليك -لاطعم لأي طعام بدونك فأنت من تضيف له المذاق الرائع -حسنا لقد وصلت دقائق وأكون أمام الباب وفجأة عاد التيار " الكهربائي " نعم عاد مثلما عاد قمري وأنار ليلي بنوره ،سأذهب لأفتح له الباب ،وصل أمام الباب " فدق هاتفه !!!" فتحت الباب لأسمع رده على المكالمة ،يستدعونه للعودة للعمل مشكلة بإحدى مشروعاته، أنهى المكالمة وبابتسامة تحمل كل معاني الأسف والاعتذار، نظر لي ثم ضمني لصدره وقبّلني بجبيني واعتذر ،يجب أن أعود للعمل - العمل العمل، سئمت منه؛ قلتها بداخلي فلم أشأ أن يسمع أنينا يحتوي كلماتي - وبابتسامة هادئة قلت له :عد يا حبيبي يكفي أنني رأيتك ولو للحظات ونعمت بلمستك وإحساسك المتلهّف لرؤيتي ،لمحت بعينيه نظرة ضيق وهو ينزل الدرج مسرعا أغلقت الباب خلفه ،عاد من حيث أتى " ليس لديه وقت " كلمة أسمعها كثيرا ،الوقت والعمل كلمتان تطاردان بعضهما ،وأنا بينهما كحنطة بين شقي الرحى، وعدت لألملم بقايا فنجان القهوة وأمسح بدموعي بقاياها التي انتشرت بأرجاء المطبخ وفجأة أنقطع التيار " الكهربائي " من جديد نظرت حولي أبحث عن الشمعة فوجدتها ذابت واحترقت فقررت أن أخلد للنوم لعل النوم يجعل الساعات تمضي سريعا فلا أشعر بطول الوقت ولا الغياب.
دﻻل أحمد الدﻻل