وصية
الدمعُ يَفضحُ سِراٌ كنت ُأُخفيه
والآهُ تشرَحُ ما لا كنتُ أُبديه
ِهذا المُعذبُ في كفيك ِمُهجتُهُ
لا تفطميه ِ،فليلُ البُعد ِيُضنيه
لا تحسبي الصمت َعن نجواك ِيُبْعدُه
سُكناك ِ فيه وإنْ شطَّتْ مَنافيه
فلا الشدائدُ عن دنياك ِتبعدُه
ولا المصائبُ طعمَ الشهد ِتنسيه
لو يَعْلمُ الكونُ ما يلقاهُ مِن وجع
لمَا تنهَّدَ إنسٌ في نواحيه ِ
قالَ الرواةُ عن العشاق ِإ نهمُ :-
بحرٌ يجفُّ إذا قلَّتْ مراسيه ِ
والبُعدُ يطفىءُ نارَ الحبِّ مِن ألم ٍ !!
(هذا الحديثُ ضعيفٌ ليس يرويه ِ)
الحبُّ يَدخلُ والأبوابُ مُوْصَدَةٌ
لينثرَ الوردَ في شتى روابيه ِِ
أراه ُخبّأ في عينيك دمعَته
فإن بكيت ِفحتما سوف تُبكيه ِ
كم كان قرْبِك ِِ يروي قلبَه بَرَدا
واليوم أصبحَ جمرُ البعد ِ يكويه
ِفأنت ِ وحدَك يا فردوسَ جنته
عن النساء ِوكلِّ الغيد ِ - تغنيه ِ -
يا غربة َالدار ِ والأحباب ِهل رحلتْ
مراكب ُالحبِّ ليلا عن موانيه
ناشدْتك ِالله َوالأهداب ُراجفة ٌ
ألا تبيعي فؤادا فيك ِماضيه
أقصاهُ دهرُه عمّا كان يؤنسُهُ
فمَن سواك ِإلى ما كان يُدْنيه ِ
لا أنزلَ الله ُمن عينيك ِ دمعَتها
ولا اشتهاك ِسُهادٌ في دياجيه ِ
إنْ بات يَصرخُ من جوع ٍومِنْ عطش
قومي إليه ورُشي الماءَ وارْقِيْه ِ
وإنْ تمَكّنَ بَرْد ُالروح ِمِنْ دمه
فمَنْ سِواك ِ من الآهات ِ يدفيه
إنْ جَفَّ نهْرُه ُفي بيداء ِغُرْبَته
فقرّبيه إلى عينيك ِواسقيه ِ
قد كان يمسَحُ ما أضناك ِمن وجع ٍ
واليوم أصبح جُرْحُ البعد ِ يُضنيه
لو يعلَم الصبرُ ما أبْديه ِمن جَلَد ٍ
لراحَ يُعلنُ للدنيا تنحِّيه
الصبرُ جاء إلى قلبي وقالَ له:-
علّمتَني الصبرَ في أسمى معانيه
لا - ليس يطمعُ في جيد ٍولا شفة ٍ
هو القنوعُ- حبيبي- منك ِتكفيه
نَدِيَّة َ-- الخدِّ هل تدرين ما فعلتْ
مَجامِرُ البُعْد ِ في داجي لياليه
بالأمس منك ِقضاء ُالله ِقرَّبَه
واليومَ عنك ِيدُ الأقدارِ ِ تُقصيه
لا تجْرَحيه فقد أدميت ِمُقلته
لمَّا تمَكَّن سُهدٌ كاد يُبْليه
ما كان خوفي على قلبي وخفقتِه
إلا لأنك ٠٠أنت ٠٠كلُّ مَن فيه
إنْ مات شوقا إلى عينيك ِمُحتسِبا—
قولي – أحبك َ- في أذنيه تحييه
*********************
صبحي ياسين
ج٢ الأعمال الكاملة