نبضُ الشّرق
*********
يا شرْقُ ما لكَ لم تعُدْ للشّمس وقْدًا
يُسِرجِ الدّفءَ المخدِّر في رموشٍ غافياتٍ
للعذارى العاشقاتِ المُنهكاتِ من السّهرْ
فيُشنْشِنُ* النّبضُ المُعلَّقُ في سِوارِ قصيدةٍ
تسْري على جِسرِ الحنينِ يسوقُها همسُ السّمرْ
لِتهزَّ خِدْرًا عشّشتْ فيه الأماني الهائماتْ
وفراشُهُ طَرْزٌ شفيفٌ ساحرٌ من سِمْسِمِ النّجْماتْ
والعشقُ يسْبكُ في شِفاهِ الغيْمِ عرشًا مخمليًّا للقمرْ
يا أيّها الشّرقُ المُزمّلُ في لحافٍ مخْملي
قد كنتَ تنتظرُ ابتسامَ الفجر بين أناملي
لتمُصَّ قطرًا من رُضابٍ قد تعبّق وانتشرْ
وتخُطّ في خدّ الورودِ قوافيًا شعْشاعةً
أشْكالُها ونِقاطُها من نسجِ شوقي المستعِرْ
وحروفُها ملفوفةٌ في جَمرِ أحداقٍ
تسفُّ اللّيلَ صحْوًا كانَ، أو هطلَ المطرْ
قطّعتُ بُرْدَ اللّيلِ من خوفي عليْكَ ولمْ أحِرْ
يا شرقُ لا تخدِشْ جناح العندليب إذا تغنّجَ شاديًا
ريشاتُه فيها أسامينا
وبعضٌ من أغانينا
وأحلامٌ أُخَرْ
فلربّما حنّ النّخيلُ لوشوشاتٍ بين أحضانِ الأصيلْ
فيطيرُ دنْدنةً بلحنٍ من كمانٍ قد بكى منهُ الحجرْ
يا شرقُ لا عُتْبى فأنتَ بعالمٍ أدْمنْتُهُ ورويتُهُ
من كوثرٍ في ظلِّ فردوسٍ يعزُّ على النّظرْ
وأنا ارْتديْتُ الحبَّ فيكَ عباءةً مغموسةً في زَنبقٍ *
مِنْ تحتِها جلبابُ نجْوى ليس يلبسُهُ بشَرْ
( علقمة اليماني )
• شنشن : تحرك فاحدث صوتا خفيفا
• الزنبق : زيت الياسمين