إلى ابنتي....
غاليتي ولست أبالغ...
مهما عصفت بنا رياح الحزن
ومهما بعدت بيننا تلك الأفكار
برغم عمرك الصغير.. إلا انك تملكين عقلا
تستطيع معه الحفاظ على مبادئهم على نفسك.. على تلك الوصية التي خرجت من لسان حال والدك رحمه الله.. العلم ثم العلم.. أعلم أن بداخلك الكثير من الاختلافات والكثير من الوجع لما تعانيه ممن حولك.. لم تتجرأ يوما لأكتب هذه الكلمات.. ولكن اليوم كبرت عاما بالف عام.. كم تعلمت انا منك وكم تعلمت مني.. قد لا وتقارب أفكارنا ولكن الحنين يقربنا أكثر.. فنحن لا نملك سوى تلك المشاعر التي نكتبها بغض النظر أن علمنا كيف تبوح بها.. ابنتي الغالية لم أعتد التعبير بما يمكنه قلبي تجاهك او تجاه أحد اخوتك.. بطريقة سهلة فدائما ما احتفظ بداخلي ببعض الحزن وبعض الفرح.. لا تدني يوما بأنني اعمل تم قسرا او أنني لم تفهمك ولكن عمق الوجع بداخلي اكبر من تحوله بفرح برغم كل من حولي فأنا وحيدة قدري برغم كل ما يحصل.. غريبة انا في متاهات الحياة لم نولد ملائكة ولكن لا يمكننا أن نجعل من تلك الأخطاء شماعة نعلق عليها افكارنا
ونرهن أنفسنا للحزن... كوني على ثقة بأن غدا أفضل والمستقبل ينتظرك بكل امل... تابعي مسيرة علمك وضعي طموحك للمستقبل نصب عينيك وكوني انت الهدف الأسمى لكل من حولك فالحياة أقصر من نعيشها بحزن ويأس... عمري ضاع هباء منثورا ولكن عمرك سيتضمن مسيرة الامل والفرح.. اليوم أكملت العشرين أصبحت ناضجة بما يكفي تفهمي الحياة... غدا ارحل عنك.. ولن تكوني وحيدة سيكون لك منزل.. وحياة مستقلة وستصبحين ام وسوف همس عمق كلامي... هديتي اليك في يوم ميلادك هي تلك اللحظة التي اعجبتك فيها فكنت لي انت اجمل هدية وستكون لك الحياة بسمة امل وفرحة ستحتاج عبر أثير حياتك انت كوني انت طيبة القلب متسامح كوني الأخت والصديقة.. لكل من حولك وكوني أكثر ثقة بأن اخوتك هم الباقون لك مهما عصفت بك الحياة.. أسأل الله أن يحفظكم بعدكم وتكون حياتكم أكثر اشراقة ومحبة وكل عام وانت بالف خير العمر المديد وتحقيق الأماني باذن الله كوني مع الله ولا تبالي فغدك اجمل
سلوى احمد