(وجَعُ الغِياب)....سَلامٌ عَليْكَ أيْنَما حَلَلت..
............................................
حَطَّـــتْ بِخَــــدِّكَ قُـبْـلَــةٌ وَأقُـــولُ
الحُــبُّ يَطْــرقُ بـابَكُـــمْ وَيميـــلُ
نَدَهَــتْ تَراتيـلُ الــغَــرامِ وَأبْــرَقَتْ
وَجَعًا وَ فــي الصَّوْتِ الأبَـحّ ذُبـولُ
وَ تَــوَقَّــدَ الوَلَــــهُ المُعَتَّــقُ بَيْنَنــا
وَالعِشْــقُ يَقْـــدَحُ وَاللِّقاءُ خَجـولُ
تِشْرينُ أشْـعَلَ بالفُصــولِ أنُوثَتي
وَ تَـــلاهُ فَصْــلٌ بَعْـــدَهُ وَ فُصـــولُ
حُبٌ مُقيـلٌ فـي الضُّـلوعِ حَمَلْتـهُ
وَ نَــفــاهُ هَـجْــرٌ لَفَّـــهُ التَّضْليــلُ
قَلْبـــي تَيَتَّــــمَ وَانْطَوى حَزِنًا وَما
عُـــذْر الفُــراقِ بِقَـوْلِـكُــمْ مَقْبـولُ
وَجْـدٌ إلــى ذاكَ الحَبيب مُـرَفْـرِفٌ
وَعَلِمْتُ أنَّ البُعْـــد سَـوْفَ يَحــولُ
قد كُنْــتُ أدْري أنَّ حُبـــكَ نــــازِحٌ
وَ صَهيـلُ رُوحِــكَ لِلْغِيـابِ يَقـــولُ
مَا زالَ عِطْركَ باقِيًا مِثْــل المَـدَى
يَنْعاهُ حَــرْفٌ فـي القَصيـدِ صَقيلُ
والقُــرْبُ وَالأشْـــواقُ كانَـتْ بَيْنَنا
وَ مَــلاحةٌ تَهْمـــي بِهــا وَتَسيـلُ
(كَـمْ أشْتَهي أرْنــو لوجهِـكَ مَرَّةً)
وَتهيـــمُ فِـــيّ مُقَبّــــلا وَتُطيـــلُ
وأدُور حَــــوْل الألْمَعـــيّ بِــــدارَةٍ
وَ خُمــورُ ثَغْـــري سَحَّها التَّقْبيـلُ
طـالَ الغِيــــابُ وَ رَتَّلَتْنـــي قِصَّـةٌ
وَ بِها تَهــامَسَ صاحِـبٌ وَعَــذولُ
وَمُتونُ شَوْقٍ تَرْعَوي عَــنْ وَصْلِنا
وَ شُطونُ بِئْــركَ عُسْـرةٌ و مُحول
رِتْلٌ مِنَ العُلَّيْقِ شاطَــرَ وحْدَتي
وَالهَمْسُ في أذُنِ السَّرابِ رَسولُ
وَجَعــي عَلــى حُـبٍ يميد بِبُعْدِهِ
وَ العُــودُ مِنْ وَلَـه الشُّعور نَحيـلُ
أقْلَمْـتُ نَفْسي في فَراغِ تَعَلّلي
وَ فَـراغُ رُوحـــي صَمَّـهُ التَّعليـلُ
أنْثى وَ خَيْلـي لِلزَّمــانِ قَصائِدي
فيهــا عَلــى دَرْبِ المَدار أجُـولُ
عِشْقي يُطاوِلُ كُلّ باعٍ في الهَوى
وَ بِكُـــلّ نَبْـــضٍ بِالغَــرامِ أقــولُ
أنا واحَــةٌ وَ الشّعْــرُ عِنْدي جَنَةٌ
فيها أفانيـن الجَمـــالِ صهيـــلُ
مَـنْ رامَ يَـرْتَع في ظِلالِ رَوائعي
فَلَـهُ خِيامـــي وَحْـدها سَتَميلُ
فَلِــيَ المَتاهــات البَعيــدة كُلّها
فِعْـــلٌ بِها وَ أنــا بِهــا المَفْعــولُ
أنا مَــنْ أقــول وَلا سِوايَ بِقَوْله
فيها سَيكشف للـدُنا المَجْهولُ
فَأنا الـدُّخول إلى مَمالك دَوْلَتي
صَعْـبٌ وَلَيْس لِمَنْ يَجيءُ دُخولُ
فـــأنا أجَسّــدُ ثَــوْرة مِنْ رُوحها
رُوحـي وَ قَــوْلي بِالبَها مَجْبولُ
مَهْمــا أطَلْتُــمْ بالعِنــاد فَإنَّنــي
حَتْما بِكُــــل شَقــــاوة سَأطيلُ
غيبوا كَما شِئْتم فَلَسْتُ ألومكم
حُلْــو الكَـــلام بَقَولِكــمْ تَرتيـــل
ما زِلْتُ أغْـرفُ مِنْ مَواجِع غُرْبَةٍ
هـــدّ الأضالع حُكْمكَ المَعْلــولُ
غابَتْ بَغَيبِـــكَ فَرْحَـــةٌ فَكَــأنَّما
حُزْن المَرايا في الرُّواقِ يَجــولُ
ضِلْعي بِلا ذاكَ الشُّعور مُشَرَّدٌ
وَغَدا عَلى جِنْـحِ الضَّبابِ رَحيلُ
........................
شعر ختام حمودة,ستوكهولم