*تحت الحصار*
خلف الجدار الموشى
بكلمات عنصرية
هناك في قلب القضية
عروس مغتصبة وعار
وأغصان زيتون يعانقها الدمار
تأبي الخضوع وترفض ذل القرار
ومفتاح ذهبي أكله الصدأ
مازال يقبل باب الدار
مازال صلاح يرقد هناك
وروحه تحوم تحمس الأشبال
وتبارك الأحجار
يا ابن الخطاب إنا فقدنا مفتاحنا
وفقدنا جدران الدار
والحلم يسافر مبتعدا عن عيوننا
يخاصمنا يعدو خلف الأسوار
والمسجد ينتحب غادره الفرح
والقبة تبحث عن أحرار
وجيوش الشوق تلاحقني
ودموع ملء النيل ودجلة والفرات
تسيل عشرات السنوات
وجزء من نخوتنا في عيون الصغار
جزء قليل
تأئه أنا في دروب العروبة
أتوسل النبل في عيون الشرق
وفي عيون الغرب
ويشكوني الهندي تارة لخالد
وتارة لحمزة
وتارة لغزاوتنا القديمة
تبتعد حطين خلف الخطوط
تتبعها مسرعة عين جالوت
فتلك الخطط والخطوط هزيلة
تتكلم عن مجد وعن شرف
ثم لا تقاتل إلا ابناء القبيلة
سيوفنا عشقت غمدها ولاذت بالصمت فالصمت صار الآن فضيلة
والفرنجة يغتصبون في نهم نساء العشيرة
ويرقص الرجال في نشوة علي نخب الشرف ويستمر المشهد العبثي
تغني الغربان أنشودة السلام المدنس
وتعزف الشيوخ علي أوتار الغرام
لحنا واحدا للسلام
علي دقات الطبول وروائع الألحان
ترقص سالومي عارية
وترفع رأس يحيي مفصولا
من اليوم يسقط العصيان
يطعن الفرسان في مقتل
يستقبل الغزاة بالأحضان
تموت قصائد الشعراء كمدا
وينتحر التاريخ مدفونا تحت الجدران
وحيدة هي النجمة في السماء.
تنتظر الفارس القديم بسيفه البتار
والأقصي تحت النيران
تستجدي نخوة ماتت فينا
إنسانية قتلها الرعب خلف الجدار
ومازال الغراب ينشد لحن السلام
ويحفر الأنفاق تحت المسجد
ويحكم الحصار
والأذرع العربية ممدودة بالورود
وأغصان الزيتون
تقتل الأمل في عيون الصغار
وتحارب الإصرار
وتكتب القصائد في فوائد الحصار
ويطارد الولد الصغير الحلم
خلف الغمام علي بساط سليمان
وعلي ضوء أيات من الرحمن
بقلم/ناصر توفيق