قصص القران
اسماعيل عليه السلام 2
ولبث عنهم إبراهيم عليه السلام ما شاء الله ثم أتاهم بعد ، فلم يجده فدخل على امراته و هي السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي فسألها عنه ، فقالت : خرج يبتغي لنا رزقا ، قال : كيف أنتم ؟ ، وسألها عن عيشهم وهيئتهم ، فقالت : نحن بخير وسعة ، وأثنت على الله ،
فقال : ما طعامكم ؟ ، قالت : اللحم ، قال : ما شرابكم ، قالت : الماء ،
قال : اللهم بارك لهم في اللحم والماء .
قال : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه ،
فلما جاء إسماعيل ، قال : هل أتاكم من أحد ؟ ،
قالت نعم أتانا شيخ حسن الهيئة - وأثنت عليه - فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير ،
قال : فأوصاك بشئ ؟
قالت : نعم هو يقرأ عليك السلام ، ويأمرك أن تثبت عتبة بابك ،
قال : ذاك أبي و أمرني أن امسكك .
ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم ، فلما رآه قام إليه ، فصنعا كما يصنع الولد بالوالد ، والوالد بالولد ، ثم قال : يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر ، قال : فاصنع ما أمرك به ربك ، قال : وتعينني ، قال : وأعينك ، قال : فإن الله أمرني أن أبني هاهنا بيتا ، و أشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها ،
فعند ذلك رفعا القواعد من البيت ، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة و إبراهيم يبني ، حتى إذا ارتفع البناء جاء الحجر فوضعه له فقام عليه ، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة ، وهما يقولان :
{ ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم }
وقد أنجب إسماعيل عليه السلام من الزوجة الثانية وهي
( السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي ) اثنى عشرا ولدا ذكرا .
ولقد لقى إسماعيل عليه السلام ربه عز وجل بعد عمر جاوز مائة وسبعا وثلاثين سنة .
و ذكر من سيرته أنه أول من ركب الخيل و كانت قبل ذلك وحوشا فأنسها و ركبها .
ودفن مع أمه هاجر بالحجر .
وعرب الحجاز كلهم ينتسبون إلى ولديه المصريين ننتسب إليه من جهة أمه هاجر ، وهي قبطيه من بنات مصر .
و قد بلغ رسالات ربه و دعا الي دين الإسلام و إلي عبادة الله الملك الديان
سلام الله عليه و علي أباه أبا الأنبياء
عزة عبدالنعيم