خارج نطاق التغطية
الجزء الاول
عاد إلى المنزل وهو يحمل الهموم ،ترتسم على وجهه ملامح اﻷسى واﻷلم - حتى خروجه بعد تلك المشادة بينهما ليتنسم الهواء لم يغير شيء مما حدث- وجد المصابيح مطفئة والهدوء يسود المكان أضاء الأنوار ...بدأ بالنداء عليها" نهى"؛" نهى" ..ولكنها ﻻتجب !! دخل غرفة النوم فلم يجدها أخرج هاتفه من جيب السترة،اتصل بها لكنها ﻻترد عليه فهاتفها مغلق، نظر بجوار خزانة الملابس فوجد حقيبته ،وضعها فوق الفراش ثم فتحها ،ما هذا ؟ لقد أعدتها ورتََّبتها كما قلت لها، لم تنسَ شيئا سوى... ؟؟؟؟ ،صورتها مازالت في مكانها بجوار الفراش ،أخذها نظر إلها مليا ؛اغرورقت عيناه بالدموع تذكر المشكلة التي جعلتها تترك المنزل في وقت عصيب كهذا، لم يتبق سوى ساعة على موعد السفر " يااااه " - هذا السفر اللعين دائما سبب كل المشاكل بينهما -... منذ أن تزوجا بعد قصة حب تحاكى عنها اﻷصدقاء واﻷقارب فهي حبه اﻷول واﻷخير ،ما ذنبه إذا كان عمله يقتضي السفر أربع مرات في السنة، في كل مرة يختلق اﻷعذار لمجلس اﻹدارة حتى ﻻ يسافر وينتهي اﻷمر بسفر أحد زمﻻئه فتتنفس هي الصعداء وتسترد ضحكتها وهدوءها ويشعر هو بالسعادة لمجرد رؤيتها تبتسم حتى ضج مجلس اﻹدارة من كثرة أعذاره وحججه الواهية وبدأ زملاؤه يرفضون مساعدته ،فكل منهم له أسرته ،والسفر لمدة شهرين بالصحراء أمرا صعبا ،لم يتبق سوى المهندسة " مها" هي الوحيدة التي قبلت أن تسافر بدﻻ منه على أن يدربها ويعطيها المعلومات قبل السفر لكن مجلس اﻹدارة رفض سفرها وحدها ،وكان هذا سببا في أن يلتفت المجلس لضرورة تدريب المهندسات الآنسات على العمل في الصحراء ،وكانت أول تجربة هي تجربة " أحمد " و " مها "... وهذا ما جعل زوجته " نهى " تغار وتشعر باﻷلم، أول مرة يسافر بعد الزواج لمدة شهرين برفقة مهندسة زميلة.... حاول أن يهدِّئ من روعها ولكنها ثارت وخرجت عن شعورها، ألقت عليه التهم جزافا فهي في عصبيتها ﻻ تدرِ ماذا تقول أما هو فطبعه هادئ يتلمس لها اﻷعذار- من حقها أن تغار من حقها أن تخشى عليه من السفر مع أمرأة غيرها - نظر إليها مليا نظرة عتاب قال :ﻻ أحب غيرك ﻻ أرى غيرك أنت كل نساء اﻷرض بعيني ،العمل يفرض عليّ أشياء كثيرة أكرهها، أكره البعاد عنك ليومين ما بالك بشهرين حاول أن يضمها لصدره لتهدأ لكنها فرت منه كقطة متمردة ،جرتْ أغلقت عليها باب غرفتها فما كان منه إﻻ أن خرج من المنزل حتى ﻻ يثور عليها ،سمعت صوت الباب بكت ،انتحبت ثار الشك بقلبها أوصدت عقلها على مخاوفها نزل ليقابل تلك المهندسة للاتفاق معها على السفر - سيكون معها اربعة وعشرين ساعة - أفكار وأفكار تطارد رأسها العنيد قررت أن تخرج هي اﻷخرى، قررت أن تذهب لمنزل والدها ولكنها تراجعت حتى ﻻ تُشرك والدها بالمشكلة وتكبر، ستذهب لصديقتها ....مازال ممسكا بالصورة ينظر إليها يعاتبها، وإذا بالهاتف يرن نفس اﻷغنية التي وضعتها" نغمة " له - (أشتقت إليك فعلمني أن ﻻ أشتاق) - أسرع يرد عليها؛ :حبيبي أين أنت ؟ ،: أنا عند صديقتي "هالة "،:كيف أعود وﻻ أجدك؟ لم يتبق سوى ساعة وتأتي سيارة الشركة لتأخذني للمطار،:سآتي إليك حاﻻ يا حبيبي ﻻ أستطع البعاد عنك،:اتركي أفكارك المجنونة فالحب لم يخلق لسواك ،:وأنا أعيش فقط ﻷنني أتنفس حبك ، :أميرتي حوريتي انتظرك... وكالعادة أغلقا الاتصال على كلمة أحبك يتبادﻻنها وكأنها كلمة سر ﻻيعرفها سواهما ليتجدد الحب ويشتعل بداخلهما،قرر أن يستغل الوقت ليحلق ذقنه وشاربه ويأخذ حماما... أخذ يترنم بأغنية تحبها " نهى" - وبعد أن خرج من الحمام وارتدى مﻻبسه وقف أمام المرآة يمشط شعره ويضع العطر الذي تعشقه زوجته حبيبته ومازال يردد تلك اﻷغنية فلم يسمع صوت فتح الباب لم يشعر سوى بيديها تطوقان خصره من الخلف ورأسها يﻻمس كتفه فشبَّ حريق مفاجئ بداخه ممزوجا برعشة مفاجئة ،حين سمع صوتها الرقيق وهي تهمس بأذنه ، اشتقت إليك سامحني اعتذر، استدار واحتضنها وكأنه يحتضن العالم بأسره، بركان ثائر من العواطف بداخله حينما لمح دموعها تتسلل على وجنتيها تحاول أن تخفيها حين اسدلت رموشها وأغمضت عينيها، مد يده ومسح دموعها فهو ﻻ يحتمل رؤية دمعة واحدة تسقط من عينيها،:لا أستطع رؤية دموعك فهي أغلى عندي من حياتي...رفع وجهها بيده لينظر لعينيها ،وفيما هما هائمان ينظر كل منهما للآخر في صمت أبلغ من كل كلمات العالم ،حضر السائق ليأخذ الحقيبة فموعد الطائرة اقترب،نزﻻ سويا ليركبا السيارة ألقت رأسها على كتفه ودموعها ﻻزالت تنهمر ،وبصوت منخفض يهدأها ويمسح دموعها يقول لها: لن أتأخر لن يصل اﻷمر لشهرين سأجعل العمال يعملون ليل نهار حتى أُنهي العمل بأسرع وقت ممكن،:هل ستتصل بي كل يوم؟ ،:لن أستطيع فالصحراء خارج نطاق التغطية ،:هل سأقضي وحدي كل تلك الفترة؟،:سأحاول الاتصال بك كلما أمكن ،اذهبي لمنزل والدك حتى أعود، أريد منك طلبا واحدا ﻻتبكِ في غيابي وانتظريني لن أتأخر، : سأنتظرك بكل شوق ولهفه أما عن البكاء فلا أملك غيره في غيابك... وصلا المطار، دخل ليتمم إجراءات السفر، ظلا سويا حتى جاء موعد الإقلاع، تركها وسافر وسط دموع كل منهما وآخر كلماتهما (ﻻ إله إﻻ الله)؛ (محمد رسول الله)عادت للمنزل لم تستطع النوم، تشعر بوجوده إلى جوارها عطره يمﻷ المكان صورته على الحائط تنظر لها تواسيها واﻷفكار تلعب برأسها حتى استسلمت للنوم وفي الصباح رن جرس الهاتف - رقم غريب -؛ : حبيبتي ،:حبيبي وصلت بالسﻻمة،: نعم حبيبتي أنا اﻷن بمقر الشركة ننتظر سيارة ستأخذنا للموقع ،:أفتقدتك كثيرا البيت بدونك مظلم وبارد ،:اذهبي لمنزل والدك كما قلت لك ﻻ أريد أن أقلق عليك ،:حبيبي هذا ليس رقمك لمن هذا الرقم ،:إنه هاتف المهندسة " مها " ، : اااااه، :حبيبتي انتظري لحظه............................ انقطع الاتصال...انتظرت كثيرا صمت الهاتف حاولت اﻻتصال مجددا الهاتف الذي طلبته ربما يكون مغلقا أو خارج نطاق التغطية.
النهاية.
دﻻل أحمد الدﻻل
الجزء الاول
عاد إلى المنزل وهو يحمل الهموم ،ترتسم على وجهه ملامح اﻷسى واﻷلم - حتى خروجه بعد تلك المشادة بينهما ليتنسم الهواء لم يغير شيء مما حدث- وجد المصابيح مطفئة والهدوء يسود المكان أضاء الأنوار ...بدأ بالنداء عليها" نهى"؛" نهى" ..ولكنها ﻻتجب !! دخل غرفة النوم فلم يجدها أخرج هاتفه من جيب السترة،اتصل بها لكنها ﻻترد عليه فهاتفها مغلق، نظر بجوار خزانة الملابس فوجد حقيبته ،وضعها فوق الفراش ثم فتحها ،ما هذا ؟ لقد أعدتها ورتََّبتها كما قلت لها، لم تنسَ شيئا سوى... ؟؟؟؟ ،صورتها مازالت في مكانها بجوار الفراش ،أخذها نظر إلها مليا ؛اغرورقت عيناه بالدموع تذكر المشكلة التي جعلتها تترك المنزل في وقت عصيب كهذا، لم يتبق سوى ساعة على موعد السفر " يااااه " - هذا السفر اللعين دائما سبب كل المشاكل بينهما -... منذ أن تزوجا بعد قصة حب تحاكى عنها اﻷصدقاء واﻷقارب فهي حبه اﻷول واﻷخير ،ما ذنبه إذا كان عمله يقتضي السفر أربع مرات في السنة، في كل مرة يختلق اﻷعذار لمجلس اﻹدارة حتى ﻻ يسافر وينتهي اﻷمر بسفر أحد زمﻻئه فتتنفس هي الصعداء وتسترد ضحكتها وهدوءها ويشعر هو بالسعادة لمجرد رؤيتها تبتسم حتى ضج مجلس اﻹدارة من كثرة أعذاره وحججه الواهية وبدأ زملاؤه يرفضون مساعدته ،فكل منهم له أسرته ،والسفر لمدة شهرين بالصحراء أمرا صعبا ،لم يتبق سوى المهندسة " مها" هي الوحيدة التي قبلت أن تسافر بدﻻ منه على أن يدربها ويعطيها المعلومات قبل السفر لكن مجلس اﻹدارة رفض سفرها وحدها ،وكان هذا سببا في أن يلتفت المجلس لضرورة تدريب المهندسات الآنسات على العمل في الصحراء ،وكانت أول تجربة هي تجربة " أحمد " و " مها "... وهذا ما جعل زوجته " نهى " تغار وتشعر باﻷلم، أول مرة يسافر بعد الزواج لمدة شهرين برفقة مهندسة زميلة.... حاول أن يهدِّئ من روعها ولكنها ثارت وخرجت عن شعورها، ألقت عليه التهم جزافا فهي في عصبيتها ﻻ تدرِ ماذا تقول أما هو فطبعه هادئ يتلمس لها اﻷعذار- من حقها أن تغار من حقها أن تخشى عليه من السفر مع أمرأة غيرها - نظر إليها مليا نظرة عتاب قال :ﻻ أحب غيرك ﻻ أرى غيرك أنت كل نساء اﻷرض بعيني ،العمل يفرض عليّ أشياء كثيرة أكرهها، أكره البعاد عنك ليومين ما بالك بشهرين حاول أن يضمها لصدره لتهدأ لكنها فرت منه كقطة متمردة ،جرتْ أغلقت عليها باب غرفتها فما كان منه إﻻ أن خرج من المنزل حتى ﻻ يثور عليها ،سمعت صوت الباب بكت ،انتحبت ثار الشك بقلبها أوصدت عقلها على مخاوفها نزل ليقابل تلك المهندسة للاتفاق معها على السفر - سيكون معها اربعة وعشرين ساعة - أفكار وأفكار تطارد رأسها العنيد قررت أن تخرج هي اﻷخرى، قررت أن تذهب لمنزل والدها ولكنها تراجعت حتى ﻻ تُشرك والدها بالمشكلة وتكبر، ستذهب لصديقتها ....مازال ممسكا بالصورة ينظر إليها يعاتبها، وإذا بالهاتف يرن نفس اﻷغنية التي وضعتها" نغمة " له - (أشتقت إليك فعلمني أن ﻻ أشتاق) - أسرع يرد عليها؛ :حبيبي أين أنت ؟ ،: أنا عند صديقتي "هالة "،:كيف أعود وﻻ أجدك؟ لم يتبق سوى ساعة وتأتي سيارة الشركة لتأخذني للمطار،:سآتي إليك حاﻻ يا حبيبي ﻻ أستطع البعاد عنك،:اتركي أفكارك المجنونة فالحب لم يخلق لسواك ،:وأنا أعيش فقط ﻷنني أتنفس حبك ، :أميرتي حوريتي انتظرك... وكالعادة أغلقا الاتصال على كلمة أحبك يتبادﻻنها وكأنها كلمة سر ﻻيعرفها سواهما ليتجدد الحب ويشتعل بداخلهما،قرر أن يستغل الوقت ليحلق ذقنه وشاربه ويأخذ حماما... أخذ يترنم بأغنية تحبها " نهى" - وبعد أن خرج من الحمام وارتدى مﻻبسه وقف أمام المرآة يمشط شعره ويضع العطر الذي تعشقه زوجته حبيبته ومازال يردد تلك اﻷغنية فلم يسمع صوت فتح الباب لم يشعر سوى بيديها تطوقان خصره من الخلف ورأسها يﻻمس كتفه فشبَّ حريق مفاجئ بداخه ممزوجا برعشة مفاجئة ،حين سمع صوتها الرقيق وهي تهمس بأذنه ، اشتقت إليك سامحني اعتذر، استدار واحتضنها وكأنه يحتضن العالم بأسره، بركان ثائر من العواطف بداخله حينما لمح دموعها تتسلل على وجنتيها تحاول أن تخفيها حين اسدلت رموشها وأغمضت عينيها، مد يده ومسح دموعها فهو ﻻ يحتمل رؤية دمعة واحدة تسقط من عينيها،:لا أستطع رؤية دموعك فهي أغلى عندي من حياتي...رفع وجهها بيده لينظر لعينيها ،وفيما هما هائمان ينظر كل منهما للآخر في صمت أبلغ من كل كلمات العالم ،حضر السائق ليأخذ الحقيبة فموعد الطائرة اقترب،نزﻻ سويا ليركبا السيارة ألقت رأسها على كتفه ودموعها ﻻزالت تنهمر ،وبصوت منخفض يهدأها ويمسح دموعها يقول لها: لن أتأخر لن يصل اﻷمر لشهرين سأجعل العمال يعملون ليل نهار حتى أُنهي العمل بأسرع وقت ممكن،:هل ستتصل بي كل يوم؟ ،:لن أستطيع فالصحراء خارج نطاق التغطية ،:هل سأقضي وحدي كل تلك الفترة؟،:سأحاول الاتصال بك كلما أمكن ،اذهبي لمنزل والدك حتى أعود، أريد منك طلبا واحدا ﻻتبكِ في غيابي وانتظريني لن أتأخر، : سأنتظرك بكل شوق ولهفه أما عن البكاء فلا أملك غيره في غيابك... وصلا المطار، دخل ليتمم إجراءات السفر، ظلا سويا حتى جاء موعد الإقلاع، تركها وسافر وسط دموع كل منهما وآخر كلماتهما (ﻻ إله إﻻ الله)؛ (محمد رسول الله)عادت للمنزل لم تستطع النوم، تشعر بوجوده إلى جوارها عطره يمﻷ المكان صورته على الحائط تنظر لها تواسيها واﻷفكار تلعب برأسها حتى استسلمت للنوم وفي الصباح رن جرس الهاتف - رقم غريب -؛ : حبيبتي ،:حبيبي وصلت بالسﻻمة،: نعم حبيبتي أنا اﻷن بمقر الشركة ننتظر سيارة ستأخذنا للموقع ،:أفتقدتك كثيرا البيت بدونك مظلم وبارد ،:اذهبي لمنزل والدك كما قلت لك ﻻ أريد أن أقلق عليك ،:حبيبي هذا ليس رقمك لمن هذا الرقم ،:إنه هاتف المهندسة " مها " ، : اااااه، :حبيبتي انتظري لحظه............................ انقطع الاتصال...انتظرت كثيرا صمت الهاتف حاولت اﻻتصال مجددا الهاتف الذي طلبته ربما يكون مغلقا أو خارج نطاق التغطية.
النهاية.
دﻻل أحمد الدﻻل