إلى الغائبة التي لا تغيب ، وإلى الراحلة التي لم ترحل ، إلى زوجتي رحمها الله : أهديها تلك الخاطرة
**كنّا معا :*بقلم وألوان :*خالد سليمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين تهيج أمواج العمر وتغضب
وتتحطم كلّ الموانئ
وتفيض بحار الدنيا
وتغرق كلّ السواحل فلا أغضب ولا أحزن
أتدري لماذا ؟ لأنك معي يدي بيدك
أصابعي تحتضن أصابعك
وبين الأصابع يدور دفء حوار الأصابع
لا نبحث عن ميناء نرسو عليه ؛ لأننا معا ،
فكلانا ميناء الآخر ،
ننظر في ملامحنا ؛ فنبتسم
وهنا تشرق شمس الدنيا بعد غياب
وتزور الألوان حياتنا ؛ فتزيل كآبة اللون الرمادي لتلوّن خدود الورد
وأوراق النباتات المختلفة الأزياء
وحين نخطو على أرض الوعد تخضرّ الخطوات
لأننا معا ؛ يولد عالمنا لنا
لنا تقويمنا الخاص
وتاريخنا الخاص
ومن أجلنا يبزغ قمرنا الخاص
تبتسم لنا شفاه الثواني
وتزيل أحزاننا أوراق الورد
وعلى ضياء ملامحك ترتدي الحروف أزياءها الأنيقة
نقرر وحدنا السفر
ونقرر وحدنا الإقامة
اقتسمنا رغيف الحزن معا
وشربنا مرّ الدمع معا
أخذت بيدي وأخذت بيدك
زرعنا الورد معا
وما شعرنا بوخز الشوك لأنّا معا
وحينما كنت أكتب عنواني لأحد كنت أرسم عينيك
لأنك عنواني الوحيد
وتمرّ الأيّام لنبني سفينة العمر معا
ويأتي صباح بلا صباح
لأراني بدونك
أراني وحيدا قد خلت الملامح من ملامحك
أجوب الدنيا بحثا عنك
أسمع صوتك أسمع همسك
أشعر بحضورك الذي يقتل فكرة موتك
امتصّ الحزن زيت حياتي وأنا أتوقع دخولك عليّ في كلّ لحظة ولكنك لا تدخلين
أنتظرك على نواصي الشوارع وأقول لنفسي : انتظر ربما تعودين
وأنام لألقاك ، وأسألك بحرقة السؤال : أين أنت لماذا لا تعودين ؟؟
وتأتي إجابتك معجونة باليقين : غدا نلتقي ، غدا نلتقي
فتمتلئ وديان قلبي بهجة وأرقب شروق شمسك في النهار ولا تعودين
وأرقب بزوغ قمرك ليلا فلا تبزغين
تمرّ الثواني ملونة بفحم السنين
وأنت خلف سحابات السماء تهمسين
ويدمع قلبي وتبكيك لحظاتي وأنا أعيش على سكّر الوعد ربما تدخلين
وأرقب بابي الباكي ويظل منتظرا معي ونرجوك معا فهل تتأخرين ؟؟
هل تتأخرين ؟؟
هل تتأخرين ؟؟