recent
أخبار ساخنة

الحب تحت المجهر / بقلم الكاتب أ/ سرحان الركابي

الصفحة الرئيسية

الحب تحت المجهر
ءءءءءءءءءءءءءء
تختلف النظرة الفلسفية للحب عن النظرة العاطقية والوجدانية المتوارثة والتي يتداولها الناس في كل المجتمعات البشرية , فالفلسفة توصف عادة بانها نظرة جامدة للاشياء وتخلوا من العاطفة وتميل الى الجانب المنطقي والعقلاني الذي يزن الامور بميزان الفحص والتدقيق والتجريب والكشف قبل اصدار الحكم النهائي ,
لهذا اختلفت اراء الفلاسفة والعلماء وتباينت حول الحب , فعالم النفس المشهور فرويد يقول عن الحب , ان الشخص الذي يحب ويعمل لا يمكن ان يكون مجنونا , وبهذا فهو بضع الحب بموازاة العقل والاتزان النفسي , وقال احدهم ان الحب مبارزة دائما ما تخرج منها المراة منتصرة ولا اعلم مدى صحة هذا الرأي وقال اخر , الحب هو تاريخ المراة وليس الا حدثا عابرا في حياة الرجل, وهذا اتهام واضح للرجل بانه ليس على قدر كافي من الاخلاص والصدق في الحب  وقال الفيلسوف المتشائم فردرك نيتشة ان المراة لغز مفتاحه كلمة واحدة هي الحب
   . اما الفيلسوف الكبير فلهايم هيجل وصاحب نظرية الجدل المعروفة ( الديالكتيك ) فهو يرى ان الحب هو نوع من النزوة الداخلية للفرد سواء كان رجلا ام امرأة , ولا يوجد حب نقي مئة بالمئة وكل حب تعتريه منفعة شخصية ما عدا حب الاخت لاخيها فهذا الحب يعتبر من انقى انواع الحب , وما عداه فهو حب الذات لذاتها , فالرجل يحب المراة لانه يشعر بالنقص من دونها وهو انما يحب من اجل نزوته ورغباته فهو اذن يحب المراة لانه يحب ذاته . وهذا الامر ينطبق على المراة ايضا فهي تحب ذاتها قبل ان تحب الرجل , والأم تحب ابنها لانه امتداد لها وبالتالي فهي تحب ذاتها وهي تجد تلك الذات ممتدة في الابن والبنت , اذن الحب الوحيد الذي يخلو من المنفعة الشخصية هو حب الاخت لاخيها . حيث ليس ثمة رغبة جنسية بن الاخت واخيها كما هو الحال بين الرجل والمراة ولا يعتبر الاخ امتداد للاخت لانها تجد امتدادها في ابناءها وليس اخوانها , واعتقد ان هيجل يتفق مع الاسطورة البابلية التي تحدثت عن قيامة الاله العراقي القديم تموز ( ديموزي ) فهذا الاله الذي خدعته زوجته عشتار وانزلته الى العالم السفلي ظل وحيدا بلا اصدقاء وقد تخلى عنه الجميع حتى زوجته ومحبوبته عشتار ما عدا اخته التي حزنت وبكيت كثيرا من اجله وذهبت الى العالم السفلي وحاولت ان تخلصه , ان حب الاخت لاخيها فعلا حب نقي ويبدو ان الانسان القديم قد تنبه لهذا الظاهرة وسجلها في مدوناته وملاحمه ,

اما محدثكم فهو يقول وقد لا يخلو قوله من نظرة قاسية ومفككة للحب وتميل للجانب المنطقي وتبتعد عن المسحة العاطفية , الكلمات التالية
...
الحب اكذوبة نبتكرها نحن
لنردم الفراغ القاتل في داخل ارواحنا
الحب غشاء شفاف يحجب الاشياء المقيتة
ولون براق يكتسي متاهة القسوة
الحب لوعة الروح وقلقها في تيه الاكوان
الحب عوز في الذات وعوق في الروح
الحب رغبة الذات لضم الاخر وابتلاعه
الحب عوز الذات وافتقارها الى ذات اخرى
كي تمتليء وتردم الافتقار والعوز
الحب قناع سميك يحجب رغباتنا المنفلتة
الحب ما هو الا حب الذات لذاتها
,
,
وتحياتي لكم
سرحان الركابي
8 - 2 - 2018

google-playkhamsatmostaqltradent