recent
أخبار ساخنة

الأحاديث النووية للإمام النووي / الدكتورة / ليالي الرسول عتمان / الحديث السابع والعشرين الجزء الثالث

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته أحبتي في الله
🌷
الحديث السابع والعشرين الجزء الثالث
من أحاديث الأربعين النووية بحول الله وقوته
🌷
للشيخ محمد صالح العثيمين غفر الله له ولنا وجزاه عنا خير الجزاء
🌷
عن النَّوَّاسِ بنِ سِمْعانَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: {الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ , وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ وَكَرِهْتَ أنْ يَطَّلِعَ عليْهِ النَّاسُ}.
وعن وابِصَةَ بنِ مَعْبَدٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ:( أتيتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقالَ: { جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْبِرِّ } قُلْتُ: نَعَمْ.
قالَ: { اسْتَفْتِ قَلْبَكَ؛ الْبِرُّ مَا اطْمَأنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَالإِثْمُ مَا حَاكََ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ}). حَديثٌ حَسَنٌ رُوِّينَاهُ في مُسْنَدَيِ الإمامَيْنِ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ والدَّارِمِيِّ بإسنادٍ حَسَنٍ. 
🌷
الشرح..
عن وابصة الأسدي قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه فجعلت أتخطاهم
🌷
قالوا : إليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت : دعوني فأدنوا منه ، فإنه أحب الناس إلي أن أدنو منه
🌷
قال : ( دعو وابصة، أدن يا وابصة ) مرتين أو ثلاثا قال : فدنوت منه حتى قعدت بين يديه فقال
🌷
: ( يا وابصة أخبرك أو تسألني ؟)
قلت : لا ، بل أخبرني
فقال : (( جئت تسأل عن البر و الإثم ؟ ))
🌷
فقال : نعم ؛ فجمع أنامله فجعل ينكت بهن في صدري ويقول :
(( يا وابصة استفت قلبك ؛ واستفت نفسك )
ثلاث مرات
🌷
( البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك)).
🌷
قوله:
( جئت تسأل عن البر )
قلت: نعم هذه جملة خبرية في ظاهرها ولكنها استفهامية في معناها
🌷
فمعنى ( جئت تسأل عن البر ) يعني أجئت تسال عن البر ؟
🌷
قلت نعم قال : استفت قلبك )
أي اسأل والاستفتاء طلب الافتاء
وهو بمعنى الخبر لأن الافتاء إخبار عن حكم شرعي فأحاله النبي صلى الله عليه وسلم على قلبه .
🌷
( البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس)
🌷
اطمأن يعني : استقر ومنه الحديث :
( اركع حتى تطمئن راكعا )
أي تستقر فما استقر إليه القلب ورضي به وانشرح به واطمأنت إليه النفس أيضا لا تحدثك نفسك بالخروج عنه فهذا هو البر
ولكن لمن قلبه سليم ونيته صادقه .
🌷
أما من ليس كذلك
فقلبه لا يطمئن للبر ولا تطمئن إليه نفسه
🌷
ولهذا تجده إذا شرع في البر يضيق ذرعا ويسرع هربا حتى كأنه مطرود
🌷
لكن المؤمن يطمئن قلبه وتطمئن نفسه إلى البر .
🌷

( والإثم ما حاك في النفس )
أي تردد فيها
(وتردد في الصدر )
يعني في القلب
🌷
لأنه قال :
( البر ما اطمأنت إليه نفسك وأطمأن إليه القلب ) .
🌷
( وإن أفتاك الناس وأفتوك )
هذا من باب التوكيد
يعني
حتى لو أفتاك وأفتاك وأفتاك فلا ترجع إلى فتواهم ما دام قلبك لم يطمئن ولم يستقر فلا تلتفت للفتوى .
🌷
أوصيكم بحفظ الحديث

اللهم أني أحتسب عملي هذا لوجهك الكريم فتقبله مني وممن أقدم عليه بإحسان إلى يوم الدين 
🌷
اسأل الله أن يختم بالصالحات أعمالنا وأن يتوفنا وهو راضٍ عنا

google-playkhamsatmostaqltradent