الفرق بين ( إذا ) و ( إنْ ) في الاستعمال .
اسمحوا لى بتوضيح الفرق بين ( إذا ) و ( إنْ )بعد ان لاحظت ان الكثيرين يستخدمونهما فى غير موضعهما لتقاربهما فى المعنى .. فهما يؤديان معنى الجزاء والشرط .. ولكن المعنى اللغوى لكل منهما مختلف تماما عن الآخر فى الاستعمال
(إنْ) حرف جازم يستعمل فى الامور غير المؤكد وقوعها مثل قولنا:إن اكلت شبعت
(إذا) .. هى اسم شرط تستخدم فى الامور المؤكد حدوثها مثل قولك : اذا زرتنى اكرمتك والفرق يراه البعض بسيطا جدا ولكنه ليس بسيطا وامثلته كثيرة فى كتاب الله
فكل ما ذكره القرآن عن يوم القيامة عبر عنه ب (اذا) ولم يذكره ب(ان) لأنه واقع لا محالة كما قال تعالى : إذا السماء انفطرت .. إذا وقعت الواقعة .. إذا السماء انشقت
إذا الشمس كورت .. فإذا نفخ في الصور .. فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون .. إِذا جاء نصر الله والفتح والآيات في (اذا) كثيرة للأمور المؤكدة الحدوث
وفى حديث للحبيب عليه الصلاة والسلام : اذا فتح الله عليكم مصر فأتخذوا من اهلها جندا فهم خير اجناد الارض .. ولقد تم فتح مصر بعد وفاته بعشرة اعوام ونلاحظ انه قال (اذا) للتأكيد
اما (ان) فلها آياتها تقول : وإِن أحد من المشركين استجارك فأجره .. وهو امر غير مؤكد الحدوث .. وإِن يمسسك اللّه بضر فلا كاشف له إِلا هو وإِن يمسسك بخير فهو على كل شىء قدير ..ومن طريف الفرق بين ( إذا ) و ( إنْ ) قول رسولنا صلى الله عليه وسلم : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير فعبر بمجيء الكفء طالبا الزواج (بإذا) وعبر عن رفض أهلها له بإن : إلا تفعلوه وأصلها : ( إنْ لا تفعلوه ) وقال صلى الله عليه وسلم : إذا دعي أحدكم فليجب .. فإن كان صائما فليصل وإن كان مفطرا فليطعم فعبر بالدعوة وإجابتها (بإذا) حضا على الكرم وعبر بالصوم أو الفطر (بإن) لاحتمال الأمرين وقال صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب (فإن) سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم فيوم صيام المسلم مؤكد بإذن الله فجاء التعبير عنه (بإذا) وأما السباب والمقاتلة فليست مؤكدة ولا مرغوبة فجاء التعبير (بإن) ومن طريف استعمال هاتين الأداتين قول المتنبي : إذا أنت أكرمت الكريم ملكته .. وإن أنت أكرمت اللئيم تمرد فمع إكرام الكريم المحبب للنفس المراد حصوله جاء بلفظ إذا ومع إكرام اللئيم الذي تعافه النفوس جاء ب إنْ
والأمثلة على ذلك كثيرة جدا أكتفي بهذا القدر منها ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا إنه سميع مجيب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
