recent
أخبار ساخنة

الاستاذ .فريد مرازقة يكتب / عشق يثرب

(عشق يثرب)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تِلْكَ العُيُونُ كَبَحْرٍ فِيهِ أُسْطُولُ
مِنْهَا الفُؤَادُ بِدَاءِ العِشْقِ مَعْلُولُ
فَلَا القَرِيضُ يُدَاوِي القَلْبَ مِنْ سَقَمٍ
وَ لَا الدُّعَاءُ لِهَذَا القَلْبِ مَقْبُولُ
حَسْنَاءُ تَقْتُلُ مَنْ يَدْنُو لِيغْزُوَهَا
وَ الرِّمْشُِ سَيْفٌ، بِوَجْهِ الغَزْوِ مَسْلُولُ
تَسْبِي وَ تَأْسِرُ مَا فِي مَجْلِسٍ ظَهَرَتْ
وَ الكُلُّ حَارَ وَ جَمْعُ الخَلْقِ مَذْهُولُ
فَالقَوْلُ مِنْهَا كَعَزْفِ النَايِ فِي جَبَلٍ
بَيْنَ النُّجُومِ وَ بَدْرُ اللَّيْلِ مَكْمُولُ
وَ النُّورُ مِنهَا كَنُورِ الشَّمْسِ إنْ سَطَعَتْ
غَابَ الظَّلَامُ وَ أَمْرُ الشَّمْسِ مَفْعُولُ
تَجْثُو الجِبَالُ لِكُحْلٍ زَادَ مُقْلَتَهَا
حُسْنًا وَ لَيْسَ لِحُسْنِ الكُحْلِ تَمْثِيلُ
وَ الشّعْرُ يَحْرُسُ تِلْكَ العَيْن يَحْرُسُهَا
كَالقَوْسِ بَانَ وَ رامِي السَّهْمِ مَجْهُولُ
ما إنْ رَأَتْ رَجُلًا بِالعَينِ أَوْ رَمَقَتْ
كَالنَّارِ صَارَ وَ ذَاكَ الذِّهْنُ مَشْغُولُ
وَ الوَجْهُ ثَبَّتَ نَحْوَ الوَجْهِ وِجْهَتَهُ
كَالصَّخْرِ بَاتَ وَ كُلُّ الجِسْمِ مَشْلُولُ
يَا لَيتَهَا انْتَقَبَتْ كَيْ لَا يَرَى أَحَدٌ
تِلْكَ العُيُونَ فَحِبُّ العين مَقْتُولُ
سَمْرَاءُ تَأْسِرُ كُلَّ القَوْمِ خَانَتُهَا
تَحْتَ الشِّفَاهِ وَ حَقُّ المَوْتِ مَكْفُولُ
مَنْ جَاءَ يَنظِمُ بَيْتَ الشِّعْرِ غَازَلَهَا
إلَّا وَ مَاتَ وَ ذَوْقُ العِشْقِ مَعْسُولُ
تِلْكَ الجَمِيلَةُ دَارَ العُرْبِ قَدْ سَكَنَتْ
إنِّي المُحِبُّ عَلَى التَّرْحَالِ مَجْبُولُ
بِالعِيرِ أَقْطَعُ بَحْرَ الرَّمْلِ إنْ طَلَبَتْ
شَقَّ الرِّمَالِ وَ هَذَا السَّيْفُ مَحْمُولُ
وَ العِيرُ تَعْرِفُ دَارَ النُّوقِ تَقْصِدُهَا
إنْ مَا بِقَلْبِكَ زَادَ الشَّوْقَ مَرْسُولُ
فَارْحَمْ قُلَيْبًا-يَا اللَّهُ-صَارَ لَهَا
مَا فِي الصَّبَابَةِ للأَقْوَالِ تأْويلُ
فالنَّارُ تُحْرِقُ هَذَا القَلْبَ مَا اشتَعَلَتْ
وَ الصَّدْرُ فِيهِ مِنَ النِّيرَانِ إكْلِيلُ
قَدْ زَادَ شَوْقِي يَهُزُّ الرُّكْنَ مُرْتَجِفًا
هَدَّ العِمَادَ وَ كُلُّ القَوْلِ تَضْلِيلُ
قَدْ قِيلَ (إِنَّ لِذَاتِ الحُسْنِ آسِرَهَا)
يُقَالُ فِيهَا(لَهَا فِي العِشْقِ تَبْدِيلُ)
سَأَرْكَبُ الخَيْلَ مِنْ دَارِي لِدَارِهمُ
حَتَّى أَرَاهَا فهَاتُوا السِّرْجَ أَوْ زُولُوا
بِنْتُ الفُحُولِ بِتِلْكَ الأرْضِ قَاطِنَةٌ
أَرْضُ الحَبِيبِ إلَيهَا القَلْبُ مَحْمُولُ
هَاتُوا الخُيُولَ وَ هَاتُوا العِيرَ نَقْصِدُهَا
(هَيَّا لِيَثْرِبَ!) رُدُّوا القَوْلَ بَلْ قُولُوا
شُدُّوا الرِّحَالَ لِأرْضٍ نَاصَرَتْ رَجُلًا
مِنْ ذِي السَّمَاءِ لِهَذِي الأَرْضِ مَرْسُولُ
خَيْرُ الأَنَامِ وَ خَيْرُ الخَلْقِ مَنْزِلَةً
فِيهِ الكَلَامُ وَ عَذْبُ القَوْلِ تَنْزِيلُ
يَا لَيتَ كُنْتُ بِتِلْكَ الدَّارِ أَسْكُنُهَا
وَ العَيْنُ تَدْمَعُ وَ القُرْآنُ تَرْتِيلُ
إنَّ المَدِينَةَ مِنْ حُبِّ الرَّسُولِ دَنَتْ
حَتَى الطَّرِيقُ-بِإذنِ اللَّهِ-تَذْلِيلُ
هَا قَدْ شَدَدْتُ لِجَامَ الخَيْلِ أركَبُهَا
نَحْوَ الحَبِيبِ فَلُقْيَا الحِبِّ تَبْجِيلُ
ظَهْرُ البَعِيرُ كضَوءِ البَرْقِ حَمَّلَنِي
نَحْوَ الرَّسُولِ وَ حَبْلُ الحُبِّ مَوْصُولُ
.
.
....فريد مرازقة 

google-playkhamsatmostaqltradent