النفقُ المُظْلِم
الشاعر / إبراهيم فاضل
=======================================
الحياةُ لا تمشي للوراء
والأيامُ لا تنتظرُ أحداً
رُحماكَ ربي
أين الخلاص ؟
وخُطاي نوائبُ على ظلِّ ماء
هذا دمعُ اغترابي يسِحُّ
ينسجُ الحُزنَ من روحِ الشقاء
الأصواتُ تصرخُ لنستيقظ
فيبتلعُنا ألمُ البكاء
حين مشينا فوق أشواكِ الظلام
والثعالبُ تفترسُ القطيع
بين موتين
إنْ رحلنا وإنْ بقينا
ضاقتْ الشعابُ علينا وأظلمَ النفق
في نهاراتٍ ضيقة
والعواصفُ ضبطتْ شراعها
نقفُ على رمالِ البحرِ نتأملُ كلَّ أثر
أزلٌ يكتبهُ القدر
الوردُ مُنيتهُ التراب
وكلُّ ما فينا نقيض
كبرياءُ واستجداء
يسكُننا الأنين
وكلماتُنا خرساء
في صراخٍ مكتومٍ رغمَ الألم بحجمِ المدى
وكلُّ منَّا يعيشُ حسرةً
سكنتْ دواخلنا
وأخذنا نعُضُّ على شفاهِنا بعد فواتِ الأوان
وتحت أعينِنا عصابةٌ مُبللة بالدمِ وبالدموع
نحملُ أعباءً يُشعلنا وزرها
وننحني لها
وبعد مُضي الوقتِ لا نعود
الفرقُ بين النورِ والظُلمة
كما الفرقُ بين الموتِ والحياة
في أرضِ الوهَنِ والرذاءة
الحُزنُ حفرَ أخاديدَ أعماقي وسالتْ الدماء
لا بُدَّ من اكتشافِ الإنسانَ فينا
الجلادُ يقفُ على الأريكةِ الحمراء
والشمسُ تطلعُ من وراءِ الغمام
مَنْ سيضيءُ الطريقَ حتى ولو بعودِ ثِقاب ؟
لماذا يقفُ بنا الزمن ؟
والليلُ يكتبُنا بألفِ عام
رحيلٌ لا ينتهي
والطيرُ يُحَلِقُّ في عِلوِّ السَّماء
ارفعوا أيديكم بالرجاء
واغسلوا حُزنكم بالضياء
=====================================
بقلمي / إبراهيم فاضل
قصيدة النثر
=====================================