فانتاج
@@@
من اعلى قمة جبل فى وادى الجن باحدى صحارى محافظة قنا اطل على المطبخ والكنتين وبعض الغنم التى تقتات بواقى خبز وخضار وبقول مطبخنا وجميع مطابخ الجيش المجاور لنا وهى تحت حراسة الله فدائما تعود وهى عشار ولحومها محرمة على ذئاب الجبل وتعرف باغنام منصور و الجميع يعلم انها نتاج جدى واحد اشتريته من ارباح الكانتين لصالح الجنود ونذبح
لهم منها فى مناسبات مثل توديع دفع انتهت خدمتها او اذا حدث سيل لاحدى القرى المجاوره حيث كان الجنود يضطرون الى استعارة بطاطين من السريه وبعض اللحوم لذويهم الذين جرفت السيول ديارهم واضطرتهم الى افتراش الطرق السريعة والاحتماء باعالى الجبال
اذا نظرت من اعلى الجبل ترى اعقاب السجائر الكيلوباترا تزين المنحدر وترى خضرة القرى المجاوره تبدو من بعيد كشريط حدودى ولا يكاد يغيب عنا نجم سماوى ولا نيزك ولا شهاب
والشمس والقمر يوقعان فى دفاترنا تمام الحضور والانصراف صباح مساء والذئاب تحرسنا ليلا بالعواء وكأنها تقول مين هناااك؟ نربى قطه فى الايواء خاصتنا لتتلقى عنا لسعات العقارب لانها تنخرب حتى تلدغ ويكفيها ترياقا بضع لحسات لعاب وانا نائم بعد دور طاولة مع مرافقى فى هذا العذاب وسمعت قرع الباب ميييين؟ انا يا افندم العسكرى فلان اتلدغ وعاوزين تصريح عشان نحويه والحوايه هى قرائة الفاتحة اربعين مره يقرأها شيخ القريه المجاوره على الجرح
مع تشريطه موس وامتصاص السم وتفه وجرش فحل بصل وشوية ملح ويقوم العسكرى ذى الحصان طبعا انا اول الأمر كنت اعيد ارسال الجندى لاخذ المصل المضاد ولكن الطبيب كان يخبرنى بانه تم شفاؤه وسليم
وعلى التبه تلسكوب مكبر نراقب به الطائرات الماره وكان عندنا مراقب جوى كان عقابه عندى زياده مده بقاءه ملطوعا فى الشمس عينه على التلسكوب وكان لا يفرق بين انواع الطائرات ولا يميز المدنى من الحربى وكان يصيح طائره فانتاچ فى اتجاه اربعتاشر يا افندم
وفانتاچ هى خليط بين ميراج وفانتوم من اختراعه هو واذكر مره ان اكتشفنا ضياع خرطوشه سجاير كليوباترا من الكراسته التى تخص احد الظباط والكرسته دولاب صاج صغير مثل الكوميدينو واتهم العساكر هذا الجندى بسرقتها وقد عذبناه عذابا شديدا ليعترف دون جدوى حتى ظهرت لنا الحقيقة واعترف على نفسه احد فئران السرية المتوحشه عندما شخشخ ليلا وهو يقرقض الورق السلوفان اذكر ان عزمنى هذا الجندى على فرحه واحضر لى عربه واصطحبنى الى مكان مجهول حيث يقيم والفرح كان عباره عن اكل وشرب وتحشيش
وذكر يقف المحششون صفا واحدا يواجههم صفا آخر يتمايلون على احد الاناشيد الذكرية ويتمايلون وينجذبون ويتساقطون وانا بالزى المدنى جالسا على احد الدكك العريضة احتسى شايا اسودا امر من الحنظل ولا يعرفنى احد فاشتعلت معركة بالعصى بين الصفين وتبارزا فوق رأسى واخذ العريس زوجته ودخل بها بعد ان اخذ منى تصريح باجازه مدتها زوال الحنه من يديه وتقدم احد الاشخاص وسحبنى من يدى بعيدا واحضر لى عربه اوصلتنى سريتى وكان هذا سببا كافيا ليظل هذا الجندى مراقبا طول حياته فى الشمس للطائرات الفانتاج.