موهبة
انتشى فرحا بدور قرد فى المسرحبة، تبختر فى مشيته، تعلق بفرع كل شجرة فى طريقه لمنزله، ضم لصدره ورقة اخذها من مدربة التمثيل، لقن اسرته جملا سينطقها فى العرص، تهيأ ليختطف الاضواء بادائه و حركاته، طار للمعهد محلقا بجناحى الأمل، تراقص فى مقعدة تأهبا لدعوته للبروفة أتت لفصله رئيسة فريق التمثيل بوجهها الصبوح، دق قلبه ، اشارت لبنت و ولد، تجاهلته، انحسرت ابتسامته، لحقهم دون استئذان، اوسع لنفسه مكانا بين الممثلين على الخشبة، امسكته المدربة من معصمه سحبته لمقاعد الجمهور، سلخت بسكين فظاظتها جلده: ارجع زى ما جيت.
تشبث بحلمه سألها عن السبب، ضربت كفا بكف : عمرك شفت قرد اعرج.
ضحك ببلاهة من بالقاعة، انتزع خنجرها من قلبه، سلمها عصا يستند عليها، أعتلى المسرح، توازن على ساق واحدة، مثل دوره باقتدار محترف، صفقوا طويلا، قبلت المدربة رأسه، اعلنت ضمه بالفرقة، ابتسم بسخرية ومرارة و هو يدير ظهره مغادرا الكواليس .
طارق الصاوى خلف
