لا تقطفي. .بقلم الشاعر. .صبحي ياسين

رسـالـة إلى ولـدي الـجـنـيـن --------------------------١من٢
كتبت هذه القصيدة منذ أربعةٍ وعشرين عام. سيد الشاعر
--------------------------------------------------------------------
رســـالـة إلى ولـدي الجـنـيـن .. من الرمل التام المحذوف عروضه المقصور ضربه..
---------------------------------------
يـاجنـيـنًا في فـؤادي إذ حـواكْ
لم يـزلْ أنقى الهوى لمَّـا هـواكْ

لـمْ تزلْ عمري وعمري لم يزلْ
زهـرةً في كأسِهـا ترجو الْحراكْ ( 1 )

مُـذْ بـدا زهْـرُ الصِّبا قلبي صَبـَا
لِـعُـيـوني مـلأها صُـبـحُ سَــنـاك

لــمْ تــزلْ أمُّــكَ لاأعْـــرِفُــهـــا
بـيْـدَ أنّـي ياحـبـيـبـي في رُبَـاكْ

أُسْـبِـلُ الـطّـرْفَ لأرْعـاكَ بِـعـيْـني
بـعـيـنـي وهْـىَ لـمْ تلْقَ بهـاكْ

كنـت في الـغـيـب ومـشـهـودًا لـديَّ
فـأعْـدَدْتُ حـيـاتـي لـلـقــاكْ

فـطـريــقَ الـخـيـرِ قــدْ آثَـرْتُــهُ
لــرضـــا ربِّــي وكي فـيـهِ أراكْ

صَحْـب خيـرٍ للطـريـقِ اختـرتـهـم
تهتدي في هديـهم لا من هـــواكْ

ذات ديـــنٍ كــانــت الأمّ الـتـي
شئت أن تـرضـعـك الديـن غـذاك

ولحسنِ الإسمِ نور الدين والنجم
مـن سـيـرتـهِ تَـهْـدي خُـطَـاكْ

بَـطـلاً كــان فـكُـنْ يــا ولـــدي
بَــطـلاً يُـسْـعِـدُنــا نــورُ هْـداكْ
......................

ولـدي الآنَ وقــدْ صِـرْتَ جـنـيـنًـا
تَـذكَّـرْ .. لـي فــؤادٌ قــدْ أَواكْ

لـمْ يَـزَل يـحْـلُـمُ أنْ تـأتـي
فحرضه الشَّـوقُ لسـبْـقٍ فـأتـاكْ

وأنـا نـبْـضٌ كـدقَّـاتِ الـثَّـوانـي
تشـيْ لي أنْ سـتلقى مُبْتَغـاك

من ْوشـت ترجـو هدوء النبضِ
لكنّني مِـن لهـفـتي مالي فِـكـاكْ

أرْقُـبُ الـحُـلْـمَ وكـلِّي شَـغـَـفٌ
لِـذِراعـي عـنـد صـدري واحـتـواكْ

لِــدمــوعٍ كـالـلآلـيْ تِــلْــوَهـــا
بَـسْـمـةٌ تَـألـقُ حسْــنًـا بِـضِـيـاكْ

أرْشُـفُ الـطُّـهْـرَ بِفِـنْـجـانِ الـبراءةِ
حَــلّاهُ لــذيــذُ الإرتِـــبــــاكْ

لــمْ أزل أحْـلُـمُ حــتى حـيـنَ نـوْمي
بِـإِن يُـزعِـجَـني صــوتُ بُـكـاكْ

وانْـزعـاجي لا لِـنـوْمي إنّــمــا
لـهْـفَـةٌ مـن رحْـمَـةٍ تـعْـنـي أبــاكْ

أرْقُـبُ الـحُـلْـمَ بـشــوقٍ لأبـي
عَـذْبَ لَـحْـنٍ عَـزَفَـتْـهـا شَــفَـتـاكْ

طـعْمُهـا في خافـِقي الشـَّهْدُ
بِسُكـرِ قَـطْـرٍ مـنْ سُـلافٍ ذاقَ فـاكْ ( 2)

لـمْ أَزلْ أحْـلُـمُ بــالـلَـهْــوِ مـعًـا
فَـأَرانـي قـــدْ لَـهـانـي مـا لـهـاكْ

تـرْتـقـي بالـلهـوِ أكْـتـافـي
وتَضْـرِبُ بـالنـشْـوةِ صـدْري قَـدَمـاكْ. سيد الشاعر
.........................
تتبع
-------------------------------------------------------------------------------------
( 1 ) تشبيه العمر إذ ذاك بالزهرة التي لم تخرج أوراقها من كأسها بعد
( 2 ) سلاف : تطلق على الخمر الخالص وأقصد بها هنا العصير الخالص