محاكمة الياسمين
جاءتني محترقة الجبين
قلت ما أصابك ياياسمين
قالت فعلوها أحسنوا التدبير
إصطف كل الحاقدين
أعلنوا شاعرنا أنا من
أخطأنا وهم لنا محاكمين
وما خطيئتك زهرتي قالت
أعطينا الأمل لليائسين
أنرنا وجوه العذاري زينا
لهم الحياة والجبين
أشرقنا لهم شمس الأمل
بعد مغيب تلك السنين
هذا هو العدل شاعرنا
ورد الجميل والإنصاف
أخبرتنا أن الحق لنا
وألا من الحاقدين نخاف
قلت لكم الحق ياياسمين
فقد ولت سنوات العجاف
فمن سانده الحق هو القوي
ومن دون الحق هم الضعاف
ضعاف النفوس تساق
مزعورة كقطيع الخراف
أخبريني زهرتي من الشاكي
في تلك المهزلة الكونية
قالت أصحاب الرق والفجور
ساكني القصور الهلامية
سالبي الأمل مروجو القنوط
بائعي الهوي والخمور
تجار النفاق مقيمي الشقاق
مقربي اليأس للقبور
قلت أعهد إليك ذهرتي
أني فاعل بهم فعل النسور
ويأتي اليوم المشهود
ويصطف ناقضي العهود
وبركابهم عبيدهم مقفهري
الوجوه قلوبهم صخر جلمود
وينادي القاضي من الشاكي
فيقف شيطانا حقود
ومن خلفه يتوارى عن
العيون كل ناقم حسود
تحدث أيها الشاكي ما
لديك من بنود وشهود
قال بوجه عبوس سيدي
القاضي لقد تجاوزوا الحدود
أرادوا هدم معبدنا وغضب
آلة الطقوس والعادات والقيود
دعت تلك الزهور أن
الهوي والعشق حق الوجود
سيدي القاضي الهوى في
معبدنا حيث الخمور والنساء
الهوى ملك أيدينا نعطيه
منحة نحن لمن نشاء
لمن قدم لنا الولاء والطاعة
اغرقناه بالشهوات والحساء
قلت سيدي القاضي ليقف
هذا الداعر عن الهراء
الهوى لحن الحياة زينتة
الخجل شيمته العطاء
الهوى عفاف النفوس هو
الإبحار هو الطهر والوفاء
الهوى هو الوجود هو
الخلود هو للقلوب الضياء
إعشقن أيتها النساء في
الصبا في الربيع وقتما تشاء
اعشقوا يا كل الرجال
ازرعوا في الدنيا الجمال
قال القاضي الحق لك
وليرحل أهل الرزيلة الاندال
فلن تمكس بالأرض ثانيا
فذالك محال محال محال
أحمد أبو العمايم