recent
أخبار ساخنة

الكاتبة / فاطمة الجلاوي تكتب : البطة الشقية

 قصة قصيرة.

 البطة الشقية 


كان يا مكان في قديم الزمان،
بطة شقية يمتلكها ملك خرسان،
كان يرعاها في بستانه بالنهار،
وفي الليل كانت تنام بحضنه في كل الأيام .
وكان في كل ليلة يحكي لها حكاية الفارس المقدام، مع عشيقته الجميلة
اسمهان، التي فتن بها وسحرها الكهان؛
حكاية تجعل دموعه تنهمر كالأنهار،
ويختم ليلته بمعلقات العشاق، وباح بسره للبطة العجيبة اسمهان؛
ذلك السر المبهم الذي يجعل نومه في خبر كان.
كانت البطة تضع رأسها على كتف ملك خرسان،
ودموعها تنسكب كالسيل على صدر ذلك الولهان،
ومرت الشهور والسنين والاعوام؛ وحال ملك خرسان ليس على ما يرام.
يعتني ببطته في كل أمان
وجعل من حزنه جنتان،
وفي أحد الأيام؛
كانت معجزة لم يتوقعها الجن ولا الانس ولو في الأحلام.
مرت عجوزة شمطاء من ذلك المكان،
وفي يدها عكاز ترمي عليه ثقل الأيام؛
فرأت البطة تجلس بأمان قرب ملك خرسان،
فألقت التحية.
ورد هو السلام
فضحكت مخاطبة البطة؛ وهي تلكزها بعكازها القديم وتنهرها في لوم ومكر ودهاء النسوان؛
متمتمة بكلام السحرة والكهان،
انتفضت البطة في الأرض
وكان صخب ورعد ومطر
رافقهم مجيء شمهروش
ملك الجان ؛
يرافقه سبعة عفاريت من الأعوان،
امثثلوا أمام نداء العجوز العالمة بأسرار السحر وعلم الكهنة الشطار.
وقالوا لبيك :
سيدتي نحن هنا من أجل المعروف لا الاذية وظلم خلق رب الأكوان،
فنهرتهم في غضب وهي تأمر بحزم الأنبال.
فكوا سحر الجميلة يا أعوان،
امثثلوا للامر في خفة الجان،
وظهرت البطة أميرة من أمراء ذلك الزمان غاية في الروعة والجمال كورود البستان،
وعانق ملك خرسان، اميرته اسمهان في سعادة وفرح تام.
والتفت ليشكر الجميع وهو فرحان،
لكن وجد نفسه في فراشه، وضحك وهو يقول:
اضغات أحلام.
بقلمي يوم:
11 غشت 2021
فاطمة الجلاوي من المغرب




google-playkhamsatmostaqltradent