recent
أخبار ساخنة

الكاتب / حسن عبدالمنعم رفاعي يكتب : نزيل رقم..

 نزيل رقم....

قصة قصيرة


حسن عبدالمنعم رفاعي


صباح يوم من الأيام التي قد سئمت من عدها من كثرتها وهي تمر على وتيرة واحدة عليَّ دون جديد، ولكن فجأة بحارس الزنزانة ينادي بصوته الأجش على رقمي؛ فأول شيء تفقده عند دخولك هنا هو اسمك وتستبدله برقم،
قلت: أفندم.
فقال بصوته الجهوري: المأمور طلبك وحضر فرشتك.
فقلت: لعله خير!
رد قائلًا: لا أعرف هيا بسرعة دون تأخير.
وسرت خلفه حتى مكتب السيد المأمور، فوقف وقام بأداء التحية،
وقال: تمام يا باشا المسجون الذى طلبته.
فقلت له: خيرًا يا باشا هل قمت بشيء خاطئ؟
فرد بابتسامة قائلًا: لا تنزعج هكذا، خير إن شاء الله، أنت منذ كم سنة مسجون؟
فقلت: لا أدري، لقد تعبت من العد.
فقال: أبشر فقد تمت الموافقة على الإفراج عنك لحسن سيرك وسلوكك وأدعُو الله أن تكون عرفت الدين الحق وتصبح أسوة حسنة للآخرين ستخرج اليوم إفراجا مبروك.
فوقع عليَّ الخبر كالصاعقة، أخيرًا بعد كل هذه المعاناة طوال هذه الأعوام القاسية والأيام المريرة، وبعد خروجي من بوابة السجن نظرت خلفي وأنا لا أصدق نفسي بأنها قد انتهت الآن أيام السجن وجدرانه المغلقة، وركبت سيارة الترحيل لإنهاء إجراءات الإفراج، وانطلقتْ في طريقها فوقفتُ أنظر خلال نافذة العربة إلى الشوارع والناس وأنا لا أكاد أصدق بأني في طريق حريتي من جديد، وتعجبت من هذا التغير الذى طرأ على الشوارع والناس منذ أن رأيتها آخر مرة قبل دخولي إلى السجن فهو عالم آخر، فجأة تداعتْ الأفكار في رأسي مر أمام عيني كشريط فيلم بالأحداث الماضية التي مرت بي منذ أن تعرفت على أحد الأصدقاء وحتى هذه اللحظات، فقد نشأ على حب وطاعة الوالدين وحب الناس جميعًا دون تفريق بين مسلم ومسيحي والالتزام بالصلاة بالمسجد في وقتها وكنت مجتهدًا في دراستي حتى المرحلة الثانوية وتعرفت على مجموعة في المسجد، ومع مرور الوقت صارت صداقة بيننا، وفي أحد الأيام عرض عليَّ صديق الذهاب معه إلى شيخ يعطي دروسًا في الدين عنده في المنزل وكنت مترددًا في أول الأمر ومع كثرة الإلحاح ذهبت معه، تعددت اللقاءات ومنحني بعض الكتب لقرائتها للشيخ "حسن البنا" والشيخ "سيد قطب"؛ لكي أفهم أصول الدين، وأخرى تتحدث عن الجهاد في الإسلام، وأصبحت طوع بنان أمير الجماعة يأمر وعلى الجميع السمع والطاعة العمياء دون نقاش أو إعمال العقل فيما يأمرهم به فالأمر أمره والنهي نهيه، ومنذ هذا الوقت تغيرت حياتي تمامًا وبعد أن كنت متفوقًا في دراستي أصبحت طالبًا عاديًا يؤدي واجبًا عليه فقط، وأخذت في قراءة ما يعطي من كتيبات، أطلقت لحيتي وكذا علاقتي بأسرتي وجميع من حولي على خلاف مستمر حتى وصلت إلى طريق مسدود؛ فقررت ترك هذا المنزل الكافر -في نظري حينها-، ووفر الأمير عملًا وسكنًا لي مع بعض الإخوة من الجماعة الذين تركوا منازلهم مثلي فكنا نعمل في الصباح وبعد العصر نذهب عنده لتلقي الدروس والأوامر، وقد قسّمنا لمجموعات كل مجموعة منا تتولى مسجدًا معينًا في محاولة جذب أكبر عدد من الشباب المترددين على المساجد التي نصلي فيها، وكنا ندفع له جزءًا من كسب عملنا له إسهامًا منا لمصروفات الجماعة، مرت الأيام على هذا المنوال، وفي يوم بعد نهاية الدرس اليومي قام الأمير قائلًا:
- إن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وسوف نذهب في الغد إلى إحدى معسكرات التدريب للجماعة في الصحراء لبناء أجسامنا والتدريب على فنون القتال وكذا التدريب على بعض أنواع الأسلحة وكيفية التعامل معها ونصبح مؤهلين للجهاد في سبيل الإسلام. وهناك كان البرنامج يوميًا كالتالي: في الصباح تدريب على فنون القتال ثم نصلي الظهر وبعد الظهر التدريب على الأسلحة حتى صلاة العصر ثم غداء واستراحة حتى صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء دروس دينية وشرح كتب حسن البنا والسيد قطب وآخرين عن الجهاد، وبعد انتهاء مدة التدريب عدنا، وكان عمري قد تجاوز التاسعة عشرة، وعدت منها إنسانًا آخر غير الذي ذهب وعندي عقيدة أن كل شخص ليس من جماعتنا فهو كافر وعدو الإسلام ويجب بتره حتى لو كان من أهلي، وقد وجدنا الأمير يقول لنا إننا الآن مؤهلون لحمل راية الإسلام ونصره، ومنذ عودتنا أخذتْ أجهزة الأمن في ملاحقتنا والقبض علينا والتحقيق معنا، وتفرق الكثير منا في أنحاء البلاد حتى هدأت الأمور وتجمعنا من جديد، وكنت قد تجاوزت الثالثة والعشرين من عمري، ودبر لي الأمير مسكنًا وعملًا لي وللإخوة في أحد الأعمال التي تديرها الجماعة في الخفاء، وتزوجنا بالأخوات في الجماعة، مر علينا عام هادئ في الصباح عمل وفي المساء عند الأمير لتلقي الدروس وإمدادنا بالكتب اللازمة، وبعد ذلك يعود كل الإخوة والأخوات إلى منازلهم، وانتبهت على نفير سيارة مسرعة تمر بجوار سيارتنا؛ فنظرت في وجوه الجالسين إلى جواري، وعدت مستغرقًا من جديد في أحداث الماضي، وفي يوم فاجأنا الأمير يأمرنا برصد جميع العاملين بالكلية الفنية العسكرية من ضباط وأفراد ومدنيين، وقد كلّف مجموعة لتحديد أماكن الحراسة ومواعيدها ومعرفة نقاط الضعف والقوة فيها، وأخرى تحاول تجنيد بعض الأفراد منهم في سرية تامة، وكُلفتْ مجموعات أخرى بمهمات مختلفة أخرى ومنها تجميع الأسلحة وتخزينها في أماكن لا يعلمها إلا هم والأمير، ودامت المراقبة أكثر من شهرين من رصد ومتابعة، وتمكن بعض الإخوة من تجنيد وضم بعض الأفراد للجماعة ودخولهم في طاعة الأمير، وتم وضع كل المعلومات وتقارير الرصد والمتابعة تحت تصرف الأمير الذي قرر المتابعة مع إخطاره بكل جديد وشدد علينا بأخذ الحيطة والحذر حتى لا يشعر بنا أحد، كنا ننفذ أوامره دون أدنى سؤال عن السبب، ومر على ذلك عدة أشهر أخرى، وصدر لنا الأمر بالتجمع في مكان لم يسبق لنا الذهاب إليه في يوم وساعة معينة، وفي الموعد المحدد ذهبنا جميعًا، وجاءت مجموعة من الإخوة أول مرة نراهم، وانتظرنا قدوم الأمير ولا نعلم سبب هذا الاجتماع، حضر الأمير ومعه بعض الإخوة وتجمعنا حوله، وقام وخطب فينا:
هذه الدولة فاسدة ويحكمها حكام كفرة لا يطبقون شرع الله ولا دينه، ونحن مسلمون يجب علينا أن نطبق شرع الله؛ ولذلك علينا إبعاد هذه الزمرة الكافرة ونحكم نحن بحكم الله، وهتف قائلًا: حي على الجهاد.
وهتفنا جميعًا بصوت عالٍ: الله أكبر.. الله أكبر.
ثم قام لمائدة وأخرج من حقيبته بعض الأوراق ورسم الكلية الفنية العسكرية موضحًا بها كل كبيرة وصغيرة من أبراج حراسة والبوابات وأماكن المخازن والأسلحة وتجمع الطلبة والأفراد وكل شيء بالتفصيل ووزع الأوراق على رئيس كل مجموعة وبدأ يشرح دور كل مجموعة والمهام المكلفة بها في المرحلة الأولى السيطرة التامة على الكلية والاستيلاء على الأسلحة الثقيلة الموجودة، المرحلة الثانية من الخطة الخروج بالأسلحة الثقيلة والتوجه إلى الأماكن الحيوية المحددة لكل مجموعة والسيطرة واستدعاء الأمير لإعلان قيام الخلافة الإسلامية، وكبرنا جميعًا من جديد، وفي الموعد المحدد انطلقتْ المجموعات لتنفيذ خطة الهجوم على الكلية، وبدأ الهجوم طبقًا للخطة، ولكن بعد فترة وجيزة من الهجوم تم استدعاء قوات من الجيش كانت قريبة لم تكن في الحسبان وتمت محاصرتنا وسقط الكثير من القتلى والجرحى من الجانبين، وفشلنا في الاستيلاء على الكلية وكذا الأسلحة لتنفيذ باقي الخطة، وسقط منا قتلى وجرحى وتم القبض على البعض الآخر، ولكن الكثير منا ولَّى هاربًا وكنت من الذين فروا في كل اتجاه على غير هدى، المهم ينجو بنفسه من القتل أو
القبض عليه، فأنت تريد وهو يريد والله يفعل ما يريد.
توقفت السيارة مرة واحدة فجأة وكادت أن تصطدم بسيارة أخرى لولا لطف الله وتخبطنا داخلها حتى سكنت واعتدلنا في جلستنا من جديد وانطلقت مرة أخرى في طريقها، ووقفتُ أنظر من نافذة العربة على الناس وقد أصبحتُ غريبًا عنهم، ثم عدت مستغرقًا في أحداث الماضي من جديد،
مرت أيام كثيرة أتنقل من مكان إلى آخر خوفًا من القبض عليَّ، ثم تذكرتُ أحد الإخوة كان قد ترك الجماعة وانضم إلى جماعة "شكري مصطفى"، الذي كان في الماضي معنا وانشق لخلافات حدثت في أسلوب ونهج العمل، وانضم إليه بعض الإخوة وذهبوا معه، وقررت الذهاب إليه ورحب بي وانضممت لجماعة "شكري مصطفى"، وقد قرر أن نهجر مجتمع البدع والضلال والعيش في الصحراء، وأرسلت إحدى الأخوات لجلب زوجتي لتعيش معنا، ومرت عدة أشهر ما بين التدريب والعبادة ودروس الدين للأمير، وقد رزقت بالابنة الثانية، وتتطورت الأحداث سريعًا بعد ذلك؛ فقد كشف أحد الأشخاص معسكرنا وأبلغ أجهزة الأمن وتمت مهاجمة المعسكر، وقد فر الجميع وتم القبض على البعض، وبدأ الإعلام ومشايخ الأزهر في مهاجمة مبادئ الجماعة ووصفنا بالكفر والإلحاد ومحاولة إضلال الناس، وكان كتيبًا صغيرًا أصدره وزير الأوقاف «الذهبي» لكشف زيف أفكار جماعة "شكري مصطفى" وانحرافها عن الإسلام، مقدمة كتاب "قبسات من هدى الإسلام"، ولم يكن يعلم أن هذا الكتاب الذى فند فيه مبادئ جماعة "التكفير والهجرة" ووضح مدى بعدها عن جوهر الإسلام وسقوطها فى خانة التشدد والتطرف الديني الذي انتشر فى مصر، سيكون السبب فى استشهاده. وأرسلنا العديد من رسائل التهديد للرجوع عن مهاجمة أفكار الجماعة فلم يمتثل، وقرر الأمير أن يكلف ضابط مباحث ترك الداخلية وفضل الانضمام للجماعة اختطافه، وتمت مراقبة جميع تحركاته اليومية، وفي اليوم المحدد ذهب الضابط ومعه بعض الإخوة إلى شقته في الليل وأخذه على أساس استدعاء لمباحث أمن الدولة، وتم احتجازه في إحدى الأماكن التي تخص الجماعة في محاولة لإجباره على الرجوع عن رأيه وإصدار بيان بعدم تكفير الجماعة وكذا مساومة الحكومة للإفراج عن المحبوسين من الإخوة، ولكن لم يمتثل ورفضت الحكومة الإفراج عن المسجونين، قرر الأمير الرد عليهم بقتله وتم اغتياله برصاصة في العين اليسرى من مسدس ضابط المباحث المنشقّ، وألقى جثته في إحدى الطرق المهجورة، وبعد عدة أيام من اكتشاف الجثة تم القبض علينا تباعًا وتم التحقيق معنا في مباحث أمن الدولة ما أدراك حتى إجراءات النيابة والمحاكمة الطويلة، وتم إصدار حكم الإعدام علينا وبعد الاستئناف في الحكم تم تأييد الحكم بالإعدام على الأمير "شكري مصطفى" والضابط ومجموعة من الإخوة، وتم تنفيذ الإعدام عليهم وخُفِّضَ عن الباقي بالأشغال الشاقة المؤبدة، وأنا حكم عليَّ بعشر سنوات أشغال، كما حكم عليَّ بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية الكلية الفنية العسكرية، وتم ترحيلنا إلى إحدى السجون لتنفيذ العقوبة، أول شيء تفقده حين تضع قدمك داخله حياتك السابقة، وكل شى يربطك بالعالم الخارجي، وكذلك اسمك، وتصبح رقمًا يستمر معك حتى ميعاد الخروج، متى؟ لا أعلم، وكذا شعوري بأنني لن أرَى شمس الحرية من جديد خارج هذه الأسوار، ومرت الأيام بطيئة ثقيلة على النفس، وبعد عدة سنوات قدم علينا بعض الإخوة المحكوم عليهم في القضية المسماة العائدين من أفغانستان، وأخذوا يروون كيف تم إرسالهم على مجموعات وكل مجموعة عن طريق بلد وسيط مختلفة وتجمعنا هناك لمساعدة إخواننا في أفغانستان ضد الروس الكفرة الذين يحتلون أرضهم، وماذا حدث لهم؟ لقد مكثوا هناك أكثر من ثلاث سنوات وهول ما رأوه من مذابح وأشلاء وحرب ليس فيها شيء من الإنسانية ولا شفقه ورحمة من كلا الطرفين المتصارعين، وكوّنوا جماعة وكنت أنا أميرها في محاولة نشر مبادئ الجماعة بين المسجونين، منهم من اقتنع وانضم لنا وكثير رفضوا حتى التحدث معنا، وكانت إدارة السجن تعمل لنا اجتماعات يحضرها مشايخ من الأزهر أو وزارة الأوقاف في محاولة إثنائنا عن المبادئ التي نعتنقها وتعلمنا الدين الصحيح ولكن دائمًا تنتهي هذه الاجتماعات بالمشاحنات وكما تبدأ تنتهي، وكانت أحداث التفجيرات وكنا إذا سمعنا عن حادث تفجير في التحرير والأزهر وأماكن أخرى نهلل ونكبر، وكانت أسرتي تزورني بانتظام ولكن مرت عدة مرات على موعد الزيارة ولم يأتِ أحد لزيارتي، كنت أنتظرها بفارغ الصبر وكاد الجنون والقلق يقتلانني، حتى جاءت زوجتي ولكنها على غير عادتها يعلو وجهها الحزن، وعندما سألتها عن سبب ذلك الحزن فاضت عيناها بالدموع ولم تجب، ومع إصراري على معرفة السبب انفجرت في البكاء، وقالت:
- أبوك وابنك ماتا في أحد الانفجارات التي حدثت منذ مدة؛ ولذلك لم أحضر الفترة الماضية.
سقطت مغشيًا عليَّ من واقع الخبر ونُقلتُ لمستشفى السجن وقد مكثت بها عدة أيام حتى استعدت صحتي وعدت لزنزانتي مرة أخرى، فجلست في زاوية منها واضعًا رأسي بين قدمي وانفجرتْ الدموع من عيني من جديد غير مصدق ما حدث لأبي وابني الطفل الذي لم يتجاوز عامه العاشر فلا ذنب له ولم يفعل سيئة يحاسب عليها، وأبي الرجل الذي يعرف دينه ولم يترك فرضًا في حياته؛ فكانت هذه الحادثة نقطة تحول في حياتي، وبعد أن استعدت نفسي وعقلي بدأت أعيد حساباتي من جديد، وأعيد التفكير إن كنتُ على حق أم باطل، وكنت مضللًا باسم الدين وكان لهم أغراض أخرى وكنا عساكر شطرنج يتم تحريكنا كما شاءوا، وقررت أن أترك كل ما تعلمته من كتب الجماعة ودروسهم وأن أبدأ من جديد في قراءة القرآن وتفسير كبار علماء الأزهر والأئمة في محاولة فهم الدين الحنيف من منابعه، وانتظمت في حضور الندوات التي يعقدها علماء الأزهر والأوقاف بالسجن كل أسبوع ومناقشتهم في أدق التفاصيل؛ حتى يرسخ الإسلام الصحيح في عقلي، وأيقنتُ بأنني وكل الإخوة كنا على باطل، وأخذت على عاتقي محاربة أفكار الجماعة وأي فكر مضلل منتشر بين الإخوة وكذلك المسجونين، وكانت حربًا شرسة بيني وبين أعضاء الجماعة، وقد وصلت لحد أنهم حاولوا قتلي ولكن الله سلَّم، وبفضل الله وعونه وبمساعدة علماء تيقنوا من حسن إيماني وصلاح عقيدتي الدينية تمكنت من إقناع الكثير بالعودة إلى الدين الحنيف؛ مما شجع إدارة السجن على تزكيتي للعفو عني لما تبين لها عدولي عن المعتقدات الباطلة وعودتي إلى الدين الحق ومساعدتي في تصحيح معتقدات الكثير من الإخوة وإرجاعهم عن كل باطل وضلال، وتنبهت عند وقوف السيارة أمام مديرية الأمن لاستكمال إجراءات الإفراج عنا، وبعد ذلك أخذتنا سيارة أخرى إلى مباحث أمن الدولة لاستكمال الإفراج؛ حيث أننا مسجونون في قضايا تمسّ أمن الدولة، وعند دخولي تذكرت ما لاقيت هنا أثناء التحقيق بعد القبض عليَّ، ولكن كان هناك فرق في المعاملة بين الماضي والآن، وبعد انتهاء كل شيء انصرفتُ، وخرجتُ إلى الدنيا أسير في شوارعها اطّلع على المعروضات بالمحلات دون خوف، ولكن نفسي في حيرتها؛ هل يقبلني الأهل والأصدقاء والمجتمع من جديد؟! و ماذا قد خبأت الأيام القادمة لي؟




الكاتب / حسن عبدالمنعم رفاعي


google-playkhamsatmostaqltradent