للمسابقة قصة قصيرة
بساط الجن
ـــــــــــــــــــــــــــ
اعتاد في كل يوم و مع صياح الديكة يستيقظ من نومه مبكرا ، يتناول افطاره على عجالة ، ثم ينطلق بقطيع غنمه للرعي وهو يمتطي صهوة حماره تغمره الفرحة قاصدا سفح الجبل المعشوشب ، يقضي نهارا مفعما بالعمل بين الأغنام وصوته ينفجر بينها بأنغام مختلفة ، لا يعود للبيت إلا مع حلول المساء ، بأعدادهايغص الطريق ، تتلقاها زوجته بسرور وهي مصدر رزقهم ، تدر عليهم حليبا طازجا ولحما شهيا و مالا وفيرا ، وفي أحد الأيام رجعت الأغنام مساء برفقة الحمار ومن دون صاحبها تعجبت الزوجة !!! لطمت وجهها وخرجت للسؤال عنه استغاثت بالجيران للبحث عنه ولكن بلا فائدة...مرت ليلة ثقيلة على المرأة أثقل من جبل أحد.. ذهبوا في اليوم التالي للبحث في كل مكان ولكن لم ينفع ذلك ،ومضت الأيام والشهور والرجل مازال أمره غامضا
ومضت الأيام والشهور ولم تحصل على خبر ، قطعت الأمل أخذت ترعى الأغنام بنفسها على سفح ذلك الجبل ، تتذكر زوجها و أملا بأن يصلها خبرا ، وبعد مرور خمس سنوات وهي في الرعي يغلبها النعاس فتنام ، رأت حلماغريبا . فهناك رجل يرتدي البياض يقبل نحوها يتعكز على عصا غير واضح المعالم ، خافت كثيرا وهي وحيدة بهذا المكان الموحش ،استنبحته كلابها وانطلقت نحوه ولما وصلته أخذت تشم به ، تعجبت المرأة أكثر ما بال كلابي !!! ولما قرب منها و وقف عند رأسها صرخت قائلة : أنت أنت ؟!!! تبسم ضاحكا
نعم أنا أنا ، فقدت وعيها حاول مساعدتها ، بعدما اعسها برأسها بعصاها استيقظت من نومها لتجد الحلم حقيقة ، وما رأته في المنام كانت اليقضة تفسير رؤياها ، إنكبت عليه تقبله أخبرني ماهذا الغياب وما سره لماذا كل هذا العذاب ؟! رويدك فأنا متعب و جائع فمنذ يومين أسير ببطن خاوية ، اذن اجلس لتأكل فناولته تمرا وكوز ماء عندها شبع وارتوى وارتاح ، بادلها الإبتسامة و دموعها تنساب لا تصدق ما تراه عيناها ، لا عليك إذن خبرني بمصابك ، حسنا وأنا عائد للبيت في ذلك اليوم شاهدت في الطريق نارا وحولها أناس مجتمعون ، فأخذني الفضول من أن أقترب منهم فأمسكوا بي ورموني بوسطهم ومن ثم قيدوني ، عرفت أنها حفلة زفاف ، خفت كثيرا وجوههم غريبة عيونهم تقدح بريقا آذانهم كآذن ورق العنب شعر رؤوسهم كشعر المعز ، انتهت الحفلة حملوني معهم على بساط عظيم طار بنا ، فنزلنا بواد عميق لا أستطيع وصفه ، أخذتني معها إمرأة عجوز من بينهم لبيتها عرفت أنها أم العروس كي أخدمها و أرفع عنها وحشتها فهي أرملة بقيت وحيدة في بيتها بعد زواج ابنتها ، ودام هذا الحال زمنا ، كانت تأخذني في كل شهر يوما واحدا للمعبد للعمل فيه ، وأبقى ساعات طويلة بلا طعام وكانت هناك فتاة في المعبد تتعاطف معي كوني من البشر ، فتطعمني سرا فأسألها لماذا تساعدينني ، فتضحك فترد قائلة : لأن ابناء جلدتك لهم فضل علي حينما كنت محبوسة في جسد أحد البشر قام بتحريري من ذلك القيد ولهذا أتعاطف معك أيها الإنسي فشكرها كثيرا وطلب مساعدتها للخلاص فاعتذرت عن هذا العمل خوفا من أن تتعرض للعقوبة ، وبعد انتهاء العمل تعود بي سيدتي للبيت أسألها ماحاجتك بي يا سيدتي وعندك في القبيلة الاف الشباب يمكنهم القيام بما أقوم به ، اتركيني للعودة لأهلي فهم يعذبون بغيابي ، تضحك نعم رجالنا باستطاعتهم القيام بكل شيء إلا عملا واحدا لا يقومون به يارجل ، وأنتم فقط البشر تخدمونا به..... يا هذا أنا كبرت وتقدم بي العمر فشبابنا لا يبالون لأمرنا يهجرونا بهذه الأعمار فنلجأ اليكم أيها الإنسي ..فما كان لي إلا أن أقدم لها السمع والطاعة ، وقبل عام حدثت معركة عظيمة بين قبيلتين على ملكية أحد الجبال وكانت القبيلة التي أنا فيها أحدى القبيلتين استمر القتال زمنا طويلا خسرت قبيلتنا المعركة حتى أفنيت بمعنى الكلمة وسيطرت تلك القبيلة على الوادي الذي نسكنه وترى الجثث تملأ ذاك المكان والنساء أسبيت والأطفال بلا آباء الهلع يتملكهم ، و أنا تتستر علي سيدتي في حفرة صغيرة نراقب الأحداث فقررتْ أخيرا الفرار بي من ذلك الوادي والنجاة بنفسها فعمدت إلى بساط صغير ورثته من جدتها حملتني عليه وطرنا كالبرق حاولوا الأعداء اللحاق بنا بلا فائدة بعدما رمتهم بحفنة أشبه بالتراب أصبح كالدخان أعمتهم فسألتها عنه فقالت أبي قبل مماته ضعيه عندك استخدميه عند الشدة ، فتعجبت مما رأيت ، أخيرا وصلنا إلى بر الأمان ، ورفعت الرباط عن ظهري وحررتني من سطوتها و أخلت سبيلي على بعد أميال من هذا المكان الذي نجلس فيه نحن الآن ، وذهبت إلى مكان بعيد جدا اسمه الديسم لترتب أمرها هناك ، وهي تنادي عليَّ رافقتك السلامة سآتي في يوما ما إليك لا تقلق وها أنا أجلس بين يديك الآن فعانقته وهي تقول تبا لها سأقتلها إن عادت إليك و أحفظك منها بإيماني إن شاء الله .
أركان القيسي العراق
بساط الجن
ـــــــــــــــــــــــــــ
اعتاد في كل يوم و مع صياح الديكة يستيقظ من نومه مبكرا ، يتناول افطاره على عجالة ، ثم ينطلق بقطيع غنمه للرعي وهو يمتطي صهوة حماره تغمره الفرحة قاصدا سفح الجبل المعشوشب ، يقضي نهارا مفعما بالعمل بين الأغنام وصوته ينفجر بينها بأنغام مختلفة ، لا يعود للبيت إلا مع حلول المساء ، بأعدادهايغص الطريق ، تتلقاها زوجته بسرور وهي مصدر رزقهم ، تدر عليهم حليبا طازجا ولحما شهيا و مالا وفيرا ، وفي أحد الأيام رجعت الأغنام مساء برفقة الحمار ومن دون صاحبها تعجبت الزوجة !!! لطمت وجهها وخرجت للسؤال عنه استغاثت بالجيران للبحث عنه ولكن بلا فائدة...مرت ليلة ثقيلة على المرأة أثقل من جبل أحد.. ذهبوا في اليوم التالي للبحث في كل مكان ولكن لم ينفع ذلك ،ومضت الأيام والشهور والرجل مازال أمره غامضا
ومضت الأيام والشهور ولم تحصل على خبر ، قطعت الأمل أخذت ترعى الأغنام بنفسها على سفح ذلك الجبل ، تتذكر زوجها و أملا بأن يصلها خبرا ، وبعد مرور خمس سنوات وهي في الرعي يغلبها النعاس فتنام ، رأت حلماغريبا . فهناك رجل يرتدي البياض يقبل نحوها يتعكز على عصا غير واضح المعالم ، خافت كثيرا وهي وحيدة بهذا المكان الموحش ،استنبحته كلابها وانطلقت نحوه ولما وصلته أخذت تشم به ، تعجبت المرأة أكثر ما بال كلابي !!! ولما قرب منها و وقف عند رأسها صرخت قائلة : أنت أنت ؟!!! تبسم ضاحكا
نعم أنا أنا ، فقدت وعيها حاول مساعدتها ، بعدما اعسها برأسها بعصاها استيقظت من نومها لتجد الحلم حقيقة ، وما رأته في المنام كانت اليقضة تفسير رؤياها ، إنكبت عليه تقبله أخبرني ماهذا الغياب وما سره لماذا كل هذا العذاب ؟! رويدك فأنا متعب و جائع فمنذ يومين أسير ببطن خاوية ، اذن اجلس لتأكل فناولته تمرا وكوز ماء عندها شبع وارتوى وارتاح ، بادلها الإبتسامة و دموعها تنساب لا تصدق ما تراه عيناها ، لا عليك إذن خبرني بمصابك ، حسنا وأنا عائد للبيت في ذلك اليوم شاهدت في الطريق نارا وحولها أناس مجتمعون ، فأخذني الفضول من أن أقترب منهم فأمسكوا بي ورموني بوسطهم ومن ثم قيدوني ، عرفت أنها حفلة زفاف ، خفت كثيرا وجوههم غريبة عيونهم تقدح بريقا آذانهم كآذن ورق العنب شعر رؤوسهم كشعر المعز ، انتهت الحفلة حملوني معهم على بساط عظيم طار بنا ، فنزلنا بواد عميق لا أستطيع وصفه ، أخذتني معها إمرأة عجوز من بينهم لبيتها عرفت أنها أم العروس كي أخدمها و أرفع عنها وحشتها فهي أرملة بقيت وحيدة في بيتها بعد زواج ابنتها ، ودام هذا الحال زمنا ، كانت تأخذني في كل شهر يوما واحدا للمعبد للعمل فيه ، وأبقى ساعات طويلة بلا طعام وكانت هناك فتاة في المعبد تتعاطف معي كوني من البشر ، فتطعمني سرا فأسألها لماذا تساعدينني ، فتضحك فترد قائلة : لأن ابناء جلدتك لهم فضل علي حينما كنت محبوسة في جسد أحد البشر قام بتحريري من ذلك القيد ولهذا أتعاطف معك أيها الإنسي فشكرها كثيرا وطلب مساعدتها للخلاص فاعتذرت عن هذا العمل خوفا من أن تتعرض للعقوبة ، وبعد انتهاء العمل تعود بي سيدتي للبيت أسألها ماحاجتك بي يا سيدتي وعندك في القبيلة الاف الشباب يمكنهم القيام بما أقوم به ، اتركيني للعودة لأهلي فهم يعذبون بغيابي ، تضحك نعم رجالنا باستطاعتهم القيام بكل شيء إلا عملا واحدا لا يقومون به يارجل ، وأنتم فقط البشر تخدمونا به..... يا هذا أنا كبرت وتقدم بي العمر فشبابنا لا يبالون لأمرنا يهجرونا بهذه الأعمار فنلجأ اليكم أيها الإنسي ..فما كان لي إلا أن أقدم لها السمع والطاعة ، وقبل عام حدثت معركة عظيمة بين قبيلتين على ملكية أحد الجبال وكانت القبيلة التي أنا فيها أحدى القبيلتين استمر القتال زمنا طويلا خسرت قبيلتنا المعركة حتى أفنيت بمعنى الكلمة وسيطرت تلك القبيلة على الوادي الذي نسكنه وترى الجثث تملأ ذاك المكان والنساء أسبيت والأطفال بلا آباء الهلع يتملكهم ، و أنا تتستر علي سيدتي في حفرة صغيرة نراقب الأحداث فقررتْ أخيرا الفرار بي من ذلك الوادي والنجاة بنفسها فعمدت إلى بساط صغير ورثته من جدتها حملتني عليه وطرنا كالبرق حاولوا الأعداء اللحاق بنا بلا فائدة بعدما رمتهم بحفنة أشبه بالتراب أصبح كالدخان أعمتهم فسألتها عنه فقالت أبي قبل مماته ضعيه عندك استخدميه عند الشدة ، فتعجبت مما رأيت ، أخيرا وصلنا إلى بر الأمان ، ورفعت الرباط عن ظهري وحررتني من سطوتها و أخلت سبيلي على بعد أميال من هذا المكان الذي نجلس فيه نحن الآن ، وذهبت إلى مكان بعيد جدا اسمه الديسم لترتب أمرها هناك ، وهي تنادي عليَّ رافقتك السلامة سآتي في يوما ما إليك لا تقلق وها أنا أجلس بين يديك الآن فعانقته وهي تقول تبا لها سأقتلها إن عادت إليك و أحفظك منها بإيماني إن شاء الله .
أركان القيسي العراق